زاد الاردن الاخباري -
يشهد الشارع اللبناني حالة من التوتر والغضب جراء الأزمة الاقتصادية وتفاقم المأساة المعيشيّة وتدهور القدرة الشرائية للرواتب واستمرار تفشّي فيروس كورونا وانهيار الليرة واحتكار البنزين لدى الحيتان من التجار والمسؤولين.
لكن على ما يبدو أن الأزمة اللبنانية لم تتوقف عند هذا الحد وبأن وجهًا جديدًا منها ظهر على السطح منذ فترة، فالمرأة في لبنان لم تعد قادرة على شراء مستلزمات الدورة الشهرية وتحمل تكاليفها لأن الظروف المتدهورة في البلاد دفعت نصف السكان إلى ما دون خط الفقر.
حملة نشفتولنا دمنا
وفي ظل تداعيات جائحة كوفيد -19 والانفجار القاتل في ميناء بيروت والاقتصاد الرهيب، اضطرت المرأة اللبنانية الآن إلى التعامل مع ارتفاع أسعار منتجات الدورة الشهرية بنسبة 500%، بحسب المنظمة اللبنانية غير الحكومية Fe-Male وهي منظمة غير حكومية.
وباتت الأزمة الجديدة تُعرف بـ"فقر الدورة الشهرية" لعدم قدرة المرأة اللبنانية في الحصول على المنتجات الصحية، أو الوصول إلى مكان آمن وصحي لاستخدامها فيه، وخسرت حقها في التعامل مع الدورة الشهرية دون خجل أو وصمة عار.
حملة نشفتولنا دمنا
في عام 2019، كانت علبة الفوط النسائية تكلّف ما بين 3000 إلى 4000 ليرة لبنانية (2 دولار)، أما اليوم، فإن سعر المنتج نفسه يتراوح بين 13 ألف جنيه إسترليني (8.6 دولار) إلى 32 ألف جنيه إسترليني (21 دولارًا).
في المتوسط، تنفق المرأة في لبنان حوالي 90 ألف جنيه (60 دولارًا) على الفوط الصحية وحدها كل شهر.
حملة نشفتولنا دمنا
ومع عدم وجود خيارات أخرى في الأفق، اضطرت الكثيرات إلى إيجاد بدائل، مثل استخدام القماش القديم أو المناديل الورقية، حيث قالت المؤسس المشارك لمبادرة دوراتي "لاين المصري" لموقع العربية الإنجليزية، إن جميعها غير صحية للغاية وتسبب مشاكل صحية لا يمكنهم تحمل تكاليف علاجها.
وتابعت: "إنه أمر محزن للغاية أن تستخدم النساء المناديل الورقية، بعضهنّ يقمن بتقطيع حفاضات أطفالهم إلى قسمين حتى يتمكنوا من استخدامها أيضًا، إنه أمر مهين والأهم من ذلك أنه ليس صحيًا على الإطلاق".
ولمواجهة هذه المعاناة، تم إطلاق حملة واسعة النطاق عبر مواقع التواصل الاجتماعي عنوانها "نشفتوا دمنا"، وسط جدل حول أولوية الحديث عنها في ظل الأزمة الراهنة.
وأكدن القائمات على الحملة أن مستلزمات الدورة الشهرية "ضرورة مُلحة وحقّ وليست من الكماليات".
ومنذ إطلاق الحملة، تصدر وسم "#نشفتولنا_دمنا"، في لبنان وسط دعم من الكل اللبناني على ضرورة توفير هذه السلعة الأساسية.
حملة نشفتولنا دمنا
يذكر أن الأزمة الحالية في لبنان دفعت آلاف المواطنين اللبنانيين إلى براثن الفقر فيما قال البنك الدولي إنها واحدة من أكبر ثلاث أزمات مالية عالمية منذ منتصف القرن التاسع عشر.