زاد الاردن الاخباري -
ذكر مسؤول بالبيت الأبيض أن الولايات المتحدة أجلت نحو ثلاثة آلاف شخص من مطار كابول بأفغانستان الخميس.
وقال المسؤول في تقرير إعلامي الجمعة "أجلت الولايات المتحدة نحو ثلاثة آلاف شخص من مطار حامد كرزاي الدولي في 16 رحلة لطائرات سي-17"، مضيفا أن قرابة 350 منهم أميركيون.
وأضاف "من بين الأشخاص الإضافيين الذين تم إجلاؤهم أفراد عائلات مواطنين أميركيين ومتقدمون للحصول على تأشيرات الهجرة الخاصة وأسرهم وأفغان عرضة للخطر".
وأشار إلى أن مجمل من أجلاهم الجيش منذ 14 أغسطس آب بلغ نحو تسعة آلاف.
الحلف الأطلسي
وأبلغ مسؤول بحلف شمال الأطلسي رويترز الجمعة، بأن أكثر من 18 ألفا قد أُجلوا من مطار كابل منذ سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية الأحد.
غير أن المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته قال إن الحشود ما زالت خارج المطار، في مسعى مستميت للفرار.
ودعت حركة طالبان الأئمة في أفغانستان إلى الحث على الوحدة في أول صلاة جمعة بعد سيطرة الحركة على البلاد، وذلك مع امتداد الاحتجاجات ضد الحركة إلى مزيد من المدن الخميس، بما فيها العاصمة كابل.
وقال شاهد في مدينة أسد أباد شرقي البلاد، إن عدة أشخاص قتلوا عندما فتح أعضاء الحركة النار صوب حشد. وذكر شاهد آخر أن أعيرة نارية أطلقت قرب مسيرة في كابل، لكن بدا أن مقاتلي طالبان يطلقون النار في الهواء.
وفي مقطع مصور على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر حشد يضم رجالا ونساء يهتفون "علمنا هويتنا" وهم يلوحون بالعلم الوطني في يوم عيد الاستقلال الذي تحيي فيه أفغانستان كل عام في 19 آب/ أغسطس ذكرى استقلالها عن بريطانيا في 1919.
وذكرت وسائل إعلام أن محتجين مزقوا علم طالبان الأبيض في بعض الاحتجاجات الأخرى.
ولم يتسن الحصول على تعقيب من المتحدث باسم طالبان.
وكانت بعض التظاهرات صغيرة، لكنها إلى جانب تدافع الآلاف سعيا للفرار من البلاد تسلط الضوء على التحدي الذي يواجه طالبان في الحكم.
وساد الهدوء كابل إلى حد بعيد، لكن مسؤولا في حلف شمال الأطلسي ومسؤولا في طالبان قالا إن 12 شخصا قتلوا داخل المطار وحوله.
وقال الجيش الأميركي إن أكثر من 5200 من جنوده يحرسون مطار كابل، حيث تم فتح العديد من البوابات حاليا، في حين تحلق طائرات مقاتلة أميركية فوق كابل لضمان الأمن اللازم لعمليات الإجلاء.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن ستة آلاف شخص "بُحثت أوضاعهم تماما" موجودون حاليا في مطار كابل وسيستقلون طائرات قريبا. وقال مصدر لرويترز إن مسؤولي البيت الأبيض قالوا في إفادة بالكونغرس إن الولايات المتحدة أجلت بالفعل 6741 بينهم 1792 من المواطنين الأميركيين والحاصلين على إقامة شرعية دائمة.
وأبلغ مسؤول بحلف شمال الأطلسي رويترز الجمعة، بأن أكثر من 18 ألفا قد أُجلوا من مطار كابل منذ سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية الأحد.
غير أن المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته قال إن الحشود ما زالت خارج المطار، في مسعى مستميت للفرار.
وسيطرت طالبان على أفغانستان سريعا مع انسحاب القوات الأميركية وغيرها من القوات الأجنبية، مما فاجأ حتى قادتها وترك فراغا في السلطة في العديد من الأماكن.
وحثت طالبان على الوحدة قبل صلاة الجمعة، ودعت كل الأئمة إلى إقناع الناس بعدم مغادرة البلاد.
وقدمت طالبان وجها معتدلا إلى العالم منذ دخولها كابل الأحد، وقالت إنها تريد السلام ولن تنتقم من أعدائها القدامى وستحترم حقوق المرأة في إطار الشريعة.
وخلال فترة حكمها السابقة في الفترة من 1996 حتى 2001، قيدت الحركة حقوق المرأة ونفذت إعدامات علنية ونسفت تماثيل بوذية أثرية.
قوائم سوداء
وذكرت مجموعة معنية بجمع المعلومات المخابراتية في النرويج أن حركة طالبان بدأت في اعتقال أفغان مدرجة أسماؤهم على قوائم سوداء تضم من تعتقد الحركة أنهم عملوا مع الحكومة الأفغانية السابقة أو مع القوات التي قادتها الولايات المتحدة.
وتلقى شكاوى صحفيين أفغان بظلال من الشك على تطمينات الحركة فيما يتعلق بالسماح لوسائل الإعلام المستقلة بالعمل.
وقال مشرع أميركي إن طالبان تستخدم ملفات من وكالة المخابرات الأفغانية للتعرف على الأفغان الذين يعملون لصالح الولايات المتحدة.
وقال عضو مجلس النواب جيسون كرو، الذي يقود الجهود في الكونغرس لتسريع إجلاء الأفغان المرتبطين بالولايات المتحدة، "إنهم يكثفون بشكل ممنهج جهودهم للقبض على هؤلاء الأشخاص... لقد تلقيت من أناس صورا لطالبان خارج مجمعاتهم السكنية يبحثون عنهم".
وعبر كرو عن قلقه من أن الحكومة الأمريكية قد تنهي عملية الإجلاء في 31 آب/أغسطس، تاركة أكثر من 100 ألف أفغاني وأفراد عائلاتهم عرضة لخطر انتقام طالبان.
هذا، وقد أعلنت فيسبوك وتويتر ولينكد إن هذا الأسبوع أنها اتخذت تدابير لتأمين حسابات المواطنين الأفغان لحمايتهم من الاستهداف وسط سيطرة طالبان السريعة على البلاد.
ولم يتضح إن كان القتلى في أسد أباد قد سقطوا جراء إطلاق طالبان النار عليهم أم بسبب تدافع.
وقال الشاهد محمد سالم "خرج المئات إلى الشارع. كنت خائفا في البداية ولم أرغب في الخروج، لكن عندما شاهدت أحد جيراني ينضم (إلى المسيرة) خرجت ومعي العلم الذي كان بالمنزل".
وتابع "قُتل وأصيب عدة أشخاص في التدافع وإطلاق النار من جانب طالبان".
كما خرج محتجون إلى شوارع مدينة جلال أباد في إقليم بكتيا شرقي البلاد أيضا.
وعبر أمر الله صالح النائب الأول للرئيس الأفغاني، الذي يحاول حشد معارضة ضد طالبان، عن دعمه للاحتجاجات.
وكتب على تويتر "تحياتي إلى من يرفعون العلم وبهذا يدافعون عن كرامة الأمة".
وصرح الثلاثاء، بأنه موجود في أفغانستان وأنه "الرئيس الشرعي القائم بالأعمال" بعد فرار الرئيس أشرف غني من البلاد.
تأثير محدود
وقال مصدران مطلعان ودبلوماسيان أجنبيان إن قطر قد تستضيف محادثات جديدة بين طالبان والحكومة الأفغانية الأسبوع المقبل على أقرب تقدير للتوصل إلى اتفاق حول تقاسم السلطة.
وأجرى زعماء أفغان سابقون، منهم الرئيس السابق حامد كرزاي، محادثات مع طالبان بالفعل.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في مقابلة تلفزيونية إن على حركة طالبان أن تقرر ما إذا كانت تريد أن يعترف المجتمع الدولي بها.
وأضاف "هل يريدون أن يعترف بهم المجتمع الدولي على أنهم حكومة شرعية؟ لست متأكدا من أنهم يريدون ذلك".
وذكر مستشاره للأمن القومي جيك سوليفان لشبكة (إن بي سي نيوز) الخميس، إن الحكومة الأميركية "تركز بشدة" على احتمال شن جماعة مثل ولاية خراسان، التابعة لتنظيم الدولة الإرهابي المعروف بـ "داعش" هجوما إرهابيا في أفغانستان. وتناصب الجماعة العداء لطالبان.
وأضاف سوليفان "إحدى الحالات الطارئة التي نركز عليها تركيزا شديدا.. هي احتمال وقوع هجوم إرهابي من جانب مجموعة مثل تنظيم الدولة الإرهابي-ولاية خراسان، والتي هي بالطبع عدو لدود لطالبان، لذلك سنواصل العمل لتقليل المخاطر وزيادة عدد المغادرين لأقصى حد".
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الخميس، أن نحو 25 دبلوماسيا أميركيا في أفغانستان أرسلوا برقية داخلية الشهر الماضي حذروا فيها وزير الخارجية أنتوني بلينكن من احتمال سقوط العاصمة الأفغانية كابل سريعا في يد طالبان مع انسحاب القوات الأميركية.
ودعا وزراء خارجية مجموعة السبع إلى رد دولي موحد إزاء الأزمة في أفغانستان لمنع مزيد من التصعيد، في تصريحات رددتها دول منها روسيا. وقالت الصين إنه ينبغي للعالم مساعدة أفغانستان وليس الضغط عليها.
وعند الحدود مع باكستان، قال تجار ومسؤولون إن حركة التجارة بدأت تعود إلى طبيعتها.
وقال مسؤول في طالبان إنه لا يمكن تحميل الحركة المسؤولية عن الفوضى عند المطار. وأظهر مشهد نشر على وسائل التواصل الاجتماعي فتاة صغيرة يتم رفعها من فوق جدار في محيط المطار وتسليمها إلى جندي أميركي.
وقال مسؤول آخر في الحركة إنها تلتزم بوعدها وتقدم الدعم للقوى الغربية في عمليات الإجلاء. وأضاف المسؤول لرويترز "نعمل على تسهيل ممر آمن ليس للأجانب فحسب ولكن للأفغان أيضا.