زاد الاردن الاخباري -
كتب وزير الإعلام الأسبق، طاهر العدوان - لا يثير الغضب أكثر من الزعم بأن البلاد غير جاهزة لحكومة نيابية، اما التنظير لسياسة المراحل، والقول بأن الاردنيين يحتاجون الى ١٠ او ٢٠ عاما لاقامة مثل هذه الحكومة فهو امر مكرور ولهاية يتم استخدامها كلما طالب الشعب باصلاح حقيقي.
في بداية هذا القرن حضرت مع غيري من المدعويين ندوة في كلية الاركان أثار فيها احد الباحثين رأيا قال فيه ان الحكومة البرلمانية لن تتحقق قبل ٢٠٢٠، وعندها توقع احد السياسيين بانها ستحدث في عام ٢٠١٥. اشتغلت انذاك الصحافة ووسائل الاعلام بالنقد لمثل هذه الاقوال والتوقعات. وبرر المدافعون عن المراحل الطويلة موقفهم بان الشعب يحتاج الى التدرج ونضوج الوعي .وقال الناقدون ان ذلك يمثل استهتاراً بوعي الاردنيين، واتهامهم بانهم ادنى من شعوب الارض الاخرى، التى شكلت حكومات نيابية منذ عشرات السنين والامية فيها غالبة، وهو عكس ما عليه حال الاردنيين في بلدهم الذي يضم اكثر من ٣٠ جامعة، وهم غزاة جامعات الارض في طلب العلم من الفلبين واليابان الى كندا وامريكا.
واكثر ما هو اهانة لهذا الشعب الاصرار على كوتا لاحزاب معظمها عاجز عن الحصول على مقعد واحد في انتخابات عامة، يفترض لا تجير فيها ارادة الناس لأي حزب اوجماعة . ابعد هذا تزوير لارادة الشعب!
الاردنيون، أو كلّ الذين يؤمنون بانهم بشر وشعب مثل باقي الشعوب الديموقراطية ، يريدون اصلاحا حقيقيا وقوانين صانعة لاحزاب وتيارات سياسية جديدة تفرضها صناديق الاقتراع في انتخابات حرة ،وبمظلة اعلام حر قادر هلى خوض المعارك الانتخابية كمنبر للمتنافسين ، قوانين تشرع لحكومة لا تكون الا منتخبة وممثلة للاغلبية النيابية ( الكتلة والبرنامج) . قوانين تسرع لوجود معارضة قوية في المجلس النيابي تحاسب وتراقب وتسقط حكومات .
الاحزاب والتيارات السياسية لا تفرض وجودها بعدد المنتسبين لها ، هذا من الزمن الماضي ، في عصر الحداثة والانترنت بالصورة والكلمة وباشخاص المتنافسين وثقة الشعب ببرامجهم تكبر الاحزاب وتنجح او تسقط وتندثر بنتائج الصناديق التي بغيرها تكون ارادة الشعب مغتصبة .
__________________
ملاحظة : لا يفهم احدا باني اكتب في موضوعات الديموقراطية وقانون الانتخاب والحكومة النيابية وشرعية المعارضة من باب محاولة اسماع صوتي لمن يعكفون الان على توزيع مفاعد برلمان الامة بعيدا عن مبدأ الاغلبية ( الحكومة النيابية) والاقلية (المعارضة الكتلة ايضا) .كل ما كتبته واكتبه هو دفاع عن وعي الاردنيين ولثقتي الكبيرة بان هذا الشعب استحق حكومة نيابية منذ ٣٠ عاما فاحترموا هذا الشعب ، احترموا صوته الذي يطالب بالاصلاح بديموقراطية في نظام نيابي ملكي . وايضا دفاع عن اجيال شابة ولدت في عصر انتشار المعلومات وتداولها ويستحق دولة حديثة لا تكون، بدون ان يكون للاردنيين باجيالهم كلها دور ومشاركة في ادارة شؤون بلادهم .