لا يختلف اثنان عن مدى الضعف الإعلامي في بلدنا , حيث الإعلام عندنا تتحكم به الحكومة من اجل اشغال الشعب بقضايا ثانوية و من اجل تمرير سياستها الغير مفهموة والمغلوطة وتسييرامور الدولة بشكل غير منطقي بعيداً عن المنهجية و حل مشاكل الدولة السياسية والاقتصادية , ودراسة حجم الخطر القادم حيث الجميع يتنبأ بإنهيار الدينار الأردني وزيادة نسبة التضخم , ومجلس النواب غائب عن المسرح ,ولا حول ولا قوة , ووزيرة مدعومة تتحكم بأسعار الطاقة , ورئيس وزراء غير معني بشعب وصل للحضيض .
وجلالة الملك حفظه الله يسافر من دولة لدولة لجذب الإستثمار وتحسين العلاقات مع الدول , وتوقيع اتفقايات من اجل الاردن الذي يحلم به كل اردني . ولكن المفاجئة بأن الأردن يملك اكثر من 900 مليونيراً يملكون اكثر من 20 مليار دولار ضعفي ميزانية الدولة , ولا يحق لي بأن أسأل من أي لهم كل هذه المليارات والسبب بسيط لأنها تهبط من السماء وبقدرة قادر وعلى كبار البلد خص نص , ولا ننسى بأن للأردنيين في بنوك لبنان حوالي مليار ونصف المليار من الدولارات وتبخرت , ولو استثمرت في بلدنا لكان الوضع افضل للعاطلين عن العمل ولأصحابها ولن تتبخر ولا اعرف صدقا هل هي أموال حلال ام لا ؟
ولتشتيت أفكر الناس عن حقيقة وواقع بلدنا ,أصبحت كثيرمن أخبار الصحف والمواقع الألكترونية تعتني بأخبار الحوادث وتركز بشكل أساسي على جرائم مشاكل التنمر و الفضائح والشرف وحوادث السيارات والأختلافات بين الشعب الواحد ، أما الدهس أو الد عارة ، أو الاغتصاب ومشاكل الأندية ، كأن هذه الجرائم هي الأساس بحياتنا في الاردن
إذا كان لدينا إعلام جاد ، فالأولى به أن يساعد في تحجيم الظاهرة الإجرامية عبر المشاركة في بحث أسباب الظاهرة من جهة، وسبل محاربتها ، عبر نشر الوعي من جهة والضغط على النظام السياسي من جهة أخرى . فلا جدال بأن أحد أهم العوامل لانتشار الظاهرة الإجرامية مرتبط بمعدلات الفقر بشكل رئيسي ، ثم تأتي عوامل أخرى تسهم في انتشار تلك الظاهرة، كعوامل ضعف التربية الدينية أو القيمية ، لكن يظل الفقر هو ركن الفساد الاجتماعي، وهو هادم القيم لسطوة المال على النفس .
غياب الدور الإعلامي ناشئ من تعمد الدولة نشر الفقر، وناشئ من سيطرة الدولة على وسائل الإعلام ومنعها نشر ما يهاجمها ولو بصورة طفيفة .
مقابل هذا الضعف في الرسالة الإعلامية، يأتي النشاط في تغطية الفضائح الخاصة ببعض المستهترين مثل سيارة المرسيدس والبريوس , وعرض مسلسل مدرسة الروابي , ليعكس هذا التوجه الذي تدعمه الدولة ، أو تغطية وقائع الانحراف السلوكي بكثافة ، وبنص واحد لمعظم الصحف أو المواقع الالكترونية ، في تأكيد المصدر الذي يريد تصوير المجتمع كأنه مجموعة لا تعرف كيف تدار الدولة والحياة في الدولة .
كما تأتي الأعمال السينمائية أو الدرامية معززة لعلو الرغبة الذاتية أو الجنسية على أي قيمة، فالعلاقة خارج إطار الزواج مبررة وهي حق شخصي، والحب يكفي لهدم البيت دون اعتبار لأي عامل اجتماعي مرتبط بالأبناء، أو الطبيعة الخاصة للمجتمع الشرقي، ودون اعتبار كذلك للجانب الأخلاقي الذي غاب خلال تقلّب القلب نحو رجل أو امرأة خلاف الزوجة أو الزوج، مع فارق إجازة الشرع الإسلامي للرجل بالتعدد في الحلال لا الحرام .
على مدار العقود المتلاحقة، قامت النظم الحاكمة في الاردن بعمليات إخلال ثقافي يتبعها إحلال لمنظومة القيم الغربية باعتبارها أساس التحضر، وفكرة ربط الثقافة الغربية بعملية التحضر مبثوثة في الأدبيات السياسية. ويبدو أنها لقيت آذانا صاغية في المشرق ، فاتجهت الدعاية الفنية صوب ترسيخ بعض هذه القيم، سواء على مستوى الأفكار، أو على مستوى المظهر الخارجي . ولقيت هذه الأفكار قبولا لدى البعض وامتناعا لدى الأغلب الأعم من المجتمع ، وظلت المطارق الفكرية تهوي على الرواسخ الثقافية رويدا رويدا، حتى بلغت هذا المستوى الحالي من الظهور الاجتماعية يبين إمكان وصفه بأنه ظاهرة اجتماعية تمثل حالة عامة داخل مجتمع ما.
كانت عمليات الإخلال والإحلال الثقافيين دائبة ومتلاحقة , وانشغل بتعميق الخلافات الاجتماعية بين المؤيدين للحكومة ومعارضين على مستوى الفرز الاجتماعي، وعمِد إلى نشر الفقر لينشغل المجتمع بلقمة العيش عن النفكيرالسياسي، فتفككت الأسرة بفعل عوامل عديدة ، وأصبحت عملية نقل القيم ضعيفة لانشغال حملَتها بتوفير لقمة العيش .