زاد الاردن الاخباري -
بينما تواصل غالبية دول العالم عمليات اعطاء لقاح فيروس كورونا المستجد، الاولى والثانية، تتجه بعض الدول لإعطاء «جرعة ثالثة معززة» لزيادة مناعة مواطنيها، مما زاد حديث عامة الناس، عن أهميتها بالفترة الأخيرة.
ففي المملكة، كثرت التساؤلات عن ضرورة تلقي «الجرعة المعززة» ومن هي الفئات المستهدفة التي يجب ان تتلقاها، وهل ستوفر حماية أكثر للأشخاص ام لا؟، وتعليقا على ذلك، قال أطباء خبراء ان «المناعة التي يأخذها الأشخاص من اللقاحات، تقل تدريجيا مع الوقت، كما ان الجرعات المعززة ليست أولوية لدينا في الوقت الحالي، إلا لحالات صحية معينة، والمطلوب هو استكمال الفئات المستهدفة التي لم يتم تطعيمها».
وزير الصحة الدكتور فراس الهواري أكد في تصريحات صحفية سابقة، «ضرورة تلقي جرعة ثالثة معززة من اللقاح لأصحاب المناعة المتدنية، حيث ستقوم الوزارة بوضع قايأمة بالأمراض التي تؤثر على المناعة، مثل مرضى السرطان، زراعة النخاع، والفشل الكلوي، وجميع الأمراض المتعارف عليها بأنها تسبب هبوطا بمناعة الانسان.
أما الباحث في علم العقاقير واللقاحات ورئيس جمعية الأطباء العرب الأميركان في ولاية ميزوري الأميركية الدكتور خالد جميعان، فقد بين ان «الأصوات بدأت تتعالى أخيراً بضرورة إعطاء الجرعة المعززة، مع ان أقل من نصف العالم حصلوا على جرعة واحدة من اللقاح». واضاف ان «هناك مجموعتين مختلفتين يجب ان ينظر فيهما عند الحديث عن الجرعة المعززة، الأولى تضم الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة كمرضى السرطان الذين يتلقون العلاج الكيماوي، ومرضى مرض نقص المناعة (الإيدز) بمراحلهم المتقدمة، حيث أثبتت جميع الدراسات أن الجرعة المعززة، ستفيدهم»، لافتا الى ان «هذه المجموعة كان دخولها للمستشفيات حتى مع حصولها الجرعة الثانية، أعلى من الاخرين، كما ان نسبة الوفيات بينهم مرتفعة، أما المجموعة الثانية، فهم الاشخاص الذين حصلوا على الجرعة الثانية من اللقاح، قبل أكثر من 8 أشهر، فمناعة المطعوم تقل تدريجيا مع مرور الوقت، سيما ان سرعة انتشار (المتحور دلتا) قلل من كفاءتها»، مبينا ان «الولايات المتحدة ستبدأ اعتبارا من 20 الشهر القادم بإعطاء الجرعة المعززة من لقاح (فايزر) للأطباء وكبار السن، لتقليل خطر دخول هذه الفئات الى المستشفيات او الإصابة».
بدوره أكد الخبير واختصاصي الوبائيات الدكتور عبد الرحمن المعاني، انه «لا توجد للآن، دراسة علمية واضحة ومثبتة لفترة المناعة التي يكونها (لقاح كورونا)، خصوصا مع انتشار (المتحور دلتا)، فهناك من الخبراء من يتوقع انها قد تستمر من 6-12 شهرا، إلا ان الدراسات تظهر ان اللقاح مع مرور فترة من الزمن يخفف المناعة ويقلل فرز الأجسام المضادة».
وعن ضرورة إعطاء جرعة ثالثة معززة للمواطنين في المملكة، أشار الى ان «هذه الجرعة ليست أولوية في الوقت الحالي، انما الاولوية، لاستكمال الفئات المستهدفة التي لم يتم تطعيمها، وذلك للوصول الى الرقم المطلوب، وهو تطعيم 4،5 مليون شخص في بداية الشهر القادم، علما ان هناك 40% من فئة كبار السن لم يتم تطعيمهم حتى الان، و600 الف شخص متخلف عن الجرعة الثانية، بالإضافة الى ان نصف مليون شخص من المسجلين على المنصة لم يتلقوا الجرعة الأولى».
وعلى الرغم من ذلك، هناك أشخاص كما أوضح المعاني «لديهم مشاكل وأوضاع صحية تستدعي اعطاءهم الجرعة المعززة كأصحاب الأمراض المناعية مثل الإيدز وزراعة الأعضاء والسرطان وغيرها، ناهيك عن بعض الفئات الذين يتطلب عملهم تماسا مباشرا مع مرضى كورونا، كالكوادر الطبية والذين مر على تلقيهم اللقاح 8 أشهر»، داعيا الى ضرورة «إعادة دراسة اوضاعهم الصحية الحالية ومتابعتهم بصورة حثيثة».
ورأى المعاني ان «التركيز على حملة التطعيم والإسراع فيها هو اكثر اهمية من اعطاء الجرعة المعززة للمواطنين حاليا، خصوصا للفئأت الأشد حظراً والهيأت التدريسية والإدارية والفنية والكوادر الصحية ممن لم يتلقوا اي جرعة من اللقاح، لأن الوضع الوبائي في المملكة لا يكون مريحا إلا باستكمال تطعيم الفئات المستهدفة».