خاص - عيسى محارب العجارمة - رغم ان شهادتي بهذا الرجل مجروحة كونه قائد سريتي لفترة اكثر من عشر سنوات منذ منذ عام1988 ، الا ان التاريخ الاردني الهاشمي لم يكتب بعد وان كتب جله الا ان التفاصيل بحاجة لجهد موسوعي واكاديمي ضخم .
نسال الله ان يقيض له من يعطيه اهتمامه وهمته ، وهو تاريخ مشرف يضم بين جوانحه الاف الرجال الابطال الذين عاصروا فترة هامة من عمر مملكتنا الحبيبة سواء في سلك الجيش العربي - القوات المسلحة الاردنية الباسلة - وغيرها من مختلف الاجهزة المدنية والشعبية .
كان رحمه الله قائدا لسرية دفاع الفرقة الالية الرابعة الملكية بتلك الفترة وتحت امرته قرابة خمسمائة رجل من مختلف قرى وبلدات الاردن الغالي ومن شتى المنابت والاصول ممن خدموا خدمة العلم ، فظل ذكره الطيب لليوم على السنة كل من عرفه وخدم بمعيته .
كان لقائنا بتلك السنوات بشكل شبه يومي خلا نهاية الاسبوع ننهل من خبرات الرجل الذي كان قد جاوزت خدمته الثلاثون عاما جلها في كتيبة المدرعات الاولى الملكية - غالية الحسين - وهو الذي احاطها برعاية حفلها السنوي لتاريخها المشرف المجيد قبل ان ينتقل ابو بسام لقيادة لواء الحرس الملكي الالي الاول قائدا لمعسكره ثم ليحط رحاله بقيادة الفرقة الرابعة حسب ما ورد اعلاه .
كان رحمه الله يبدأ يومه بالطابور الصباحي بمحاضرة قيمة لمدة طويلة تصل قرابة الساعة فيها تاريخ الجيش العربي واسماء قادته وايامه العصيبة خصوصا بمنتصف الخمسينات ، حينما كان الاردن الهاشمي كالشاة الوليدة في الليلة الشاتية المطيرة ولم يفت في عضد رجالات كتيبة المدرعات الاولى كغيرهم من رجال الجيش العربي قوة الهجمة الشرسة على رموز وقيادة بلدنا الهاشمية الفذة فدحروا المؤامرات كتفا بكتف مع الحسين العظيم .
كانت سرية دفاع الفرقة الالية الرابعة الملكية لا ترضى بأقل من المركز الثاني خلال فحص الكفاءة على مستوى مثيلاتها بالجيش لان المركز الاول كان من نصيب سرية المراسم كتحصيل حاصل وهي سرية الملك وقرة عينه ولنا الشرف ان نكون خلفها مباشرة .
خلال احدى المباريات النهائية بدوري تشكيلات القوات المسلحة لكرة اليد بين الفرقة الرابعة واحدى نظيراتها حيث كان لاعبو الفرقة او جلهم من النادي العربي بطل المملكة وبجهد فردي من العقيد المرحوم غازي الشلول تحصدغالب البطولات بشتى الالعاب عدا كرة القدم التي كانت من نصيب الفرقة 12 الملكية او الثالثة المدرعة ان قبل ان يحتكرها ولليوم فريق الحرس الملكي .
وقبل ركوبنا نحن جمهور الفرقة بالباصات خاطبنا رحمة الله العقيد فهد فلاح ابو بسام :- لا تخشوا عيون الرجال وقابلوا النظرة الحادة بمثلها والكشرة كذلك وهاتوا الكاس الغالي وشجعوا بمنتهى الروح الرياضية ،وهو ما تحقق رغم ان الفريق الشقيق المقابل كان يضم جل لاعبي النادي الاهلي المنافس العنيد للعربي بكرة اليد .
من الطابور الصباحي وقبلة طابور الرياضة والاشغال للمكاتب ثم الساعة الثالثة ظهرا يسبقنا رحمة الله لطابور الرياضة لمدة ساعه تقريبا بهمة الشباب المكلفين .
ثم تليها الرماية التدريبية بميدان الكفرين بالغور لساعات متاخرة من الليل خلال التحضير لفحص الكفاءة السنوي ضمن الموسم التدريبي الذي لايتوقف وصولا للتفتيش الاداري او التفتيش الفني الانضباطي وغيرها من ساعات عمل الشرف بالجيش العربي الذي تكون ساعات العمل فيه ولليوم 24 ساعه من 24 ساعه .
وهكذا دواليك طوال العام وما يتخلله من مشاركة بالمناورات والتمارين مع مختلف تشكيلات ووحدات الفرقة من حمرا حمد للقطرانة والغباوي وجلعاد والبحر الميت وماعين اضافة لكل المناسبات مثل عيد المدرعات السنوي ، والزيارات المتكررة لجلالة القائد الاعلى الحسين العظيم .
والندوات والايام التدريبية والاحتفالات الدينية بذكرى الاسراء والمعراج كل ذلك واكثر وابو بسام كتلة من الشباب والنشاط والاندفاع امام الشباب من الضباط والافراد .
حتى كتب الله له المشاركة برحلة الحج السنوية ليعود ونور الايمان واليقين بموعود الله للرجال الرجال الذين ما عدلوا ولا بدلوا وخاضوا كل معارك البطولة والشرف سواء في فترة الخمسينات وما تلاها .
وكان اخرها مشاركته المميزة بكرواتيا كقائدا لمجموعة قتال تمثل مرتبات الفرقة هناك ليشاهد الموت بعيونه الطاهرة هو وجنوده خلال معركة تحرير كرواتيا من القوات الصربية بمنتصف التسعينات .
فكان بقمة رباطة الجأش وقام بأحتلال المواقع الدفاعية المناسبة لتجنب الهجوم الكاسح للكروات ودهمها لقوات حفظ السلام التي كانت بامرته ليعودوا جميعا لارض الوطن سالمين غانمين .
آثرت بهذه العجالة ان اكتب عن فترة خدمتي مع رجل مميز في سجل حياتي لي الشرف بأن عرفته عن كثب فكان لابد من الوفاء له بمقالة بسيطة وجيزة تنزله حقه المستحق رحمه الله واسكنه فسيح جنانه .