زاد الاردن الاخباري -
اعربت حركة طالبان عن تفاؤلها بأن تتمخض المفاوضات الجارية مع قادة بنجشير، الولاية الوحيدة التي ظلت خارج سيطرتها في افغانستان الى الان، عن اتفاق على تسليمها للحركة دون قتال.
وبنجشير، الواقعة شمال غربي العاصمة الافغانية كابول، هي مسقط رأس أحمد شاه مسعود الذي يعتبر أحد أهم قادة المقاومة ضد الاحتلال السوفيتي في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي، حيث أن المظهر العسكري قد طغى عليها اليوم.
ولم تتمكن طالبان حتى الآن من دخول المدينة التي تسيطر عليها قوات مسلحة يقودها أحمد مسعود نجل أحمد شاه مسعود وذلك بعد مقتل الأخير على يد تنظيم القاعدة عام 2001.
ويسيطر مسلحون تابعون لمسعود على مداخل ومخارج المدينة ذات الأهمية الاستراتيجية، والمحاطة بالجبال العالية، في وقت يحاصرها مقاتلو طالبان من اربع جهات.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في حديث لقناة "شمشاد نيوز" الأفغانية الثلاثاء إن حركته تجري محادثات الآن مع الشيوخ والشخصيات المؤثرة والقيادات الميدانية في الولاية.
وتابع: "هذه المحادثات ستؤدي قريبا إلى حل المشكلة دون حرب. أنا مقتنع بقدر 80% بأنه لن تكون هناك حاجة لخوض الحرب، ووفقا لمعطياتنا سيتم التوصل إلى اتفاق سلمي قريبا".
ضمانات أمنية
وقدم مجاهد ضمانات أمنية إلى سكان بنجشير، وخاصة للذين تعاونوا مع الحكومة المنهارة. وقال أن حركته "لا تسعى إلى تصعيد الوضع".
ويتواجد في بنجشير الآن آلاف المقاتلين المناهضين لطالبان، بينهم عناصر في وحدات النخبة في قوات الحكومة المنهارة، تحت قيادة أحمد مسعود، نجل القيادي الراحل أحمد شاه مسعود، المعروف بـ"أسد وادي بنجشير".
وتجدر الإشارة إلى أن لوادي بنجشير شقا ضخما يبلغ طوله ما يزيد قليلا عن 100 كيلومتر، وهو ممتد بين الجبال، ويتراوح عرضه بين 30 مترا وعدة مئات من الأمتار.
تشكل الجبال نفسها على اليسار واليمين درعا معيقا أمام انتشار موجات الراديو. لم تتمكن المروحيات، بسبب ارتفاع الجبال، من الهبوط في الوادي، فسرعان ما كانت تسقط تحت تقاطع نيران من كلا السفحين، حيث أعشاش الرشاشات.
هناك عامل آخر له تأثير سيء على الأفراد وهو التباين الشديد في درجة الحرارة. فخلال النهار، يمكن أن تكون درجة الحرارة 40 درجة مئوية، وفي الليل تنخفض إلى عشرة تحت الصفر.
يسكن المنطقة شعب (من الطاجيك) محارب يتمسك بشدة بأرضه وعاداته وتقاليده، ولم يستسلم يوما للحكومة المركزية.
وخلال الأسابيع الأخيرة تمكنت طالبان من بسط سيطرتها على كل المنافذ الحدودية، وفي 15 أغسطس/آب الجاري دخل مسلحو الحركة العاصمة كابل وسيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس أشرف غني، البلاد ووصل الإمارات، قائلا إنه قام بذلك لـ"منع وقوع مذبحة".
وجاءت هذه السيطرة رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، طيلة 20 عاما، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
وتزامنت سيطرة "طالبان" مع تنفيذ اتفاق رعته قطر لانسحاب عسكري أمريكي من أفغانستان، من المقرر أن يكتمل بحلول 31 أغسطس الجاري.