زاد الاردن الاخباري -
نادر خطاطبة
مسألة وضع معايير للزي في المؤسسات العامة او شبه العامة حالة طبيعية ، وتطبق في امكنة كثيرة لتشمل العاملين والزوار ،
وطبيعي أيضا ان تكون هذه المعايير مثار تباين بوجهات النظر من حيث قبولها او انتقادها، بعيدا عن التجريح والإساءة..
تبرير إدارة التلفزيون الأردني، على تحفظها ومنعها دخول لاعبة كرة السلة روبي حبش ببنطال ممزق عند ركبتها، حق للمؤسسة ان ترى فيه زياً غير متسق مع معاييرها، ورأته مغايرا للمعايير المهنية او الصفة لمستضافة كرياضية ، ستظهر على الشاشة ، وهي بالمناسبة اي المستضافة، عملت كعارضة أزياء ، وفي الاعلان التجاري لشركة ريد بول ، بمعنى لو كانت استضافتها بصفة المهنة ، وبرنامج مغاير ، فلن تشكل وقتها الركبة الممزقة اي جدل.
والمعايير ، من نواحي وجودها او عدمها بمؤسسات أخرى، تقودنا لاستذكار الحادثة الطريفة لمقدم البرامج في قناة رؤيا ، فؤاد الكرشة ، وبنطاله باهت اللون والممزق الذي لفت انتباه مسنة أثناء حواره معها لتساله :
" ما بتوخذ قروش ، فاجابها بناخذ ورواتبنا جيدة ، لتلسعه مباشرة بعد ان حسست على ركبته ، ان اشتريلك بنطلون ياخالة "
بالتالي ربما بالبرامج الحية او المسجلة خارجيا لا يحتكم الزي لمعايير ، وقد تكون المعايير اصلا غير موجودة تجاه الزي ضمن سياسات هذه القناة، والحادثة الصدفة، انعكست طرفة جميلة تداولها الناس ببهجة وسرور ، فيما حادثة الركبة في التلفزيون الأردني، كان فيها المنع استباقا لأي تداعيات يمكن أن تثير جدلا اجتماعيا نحن بارعون فيه ، ساعة البث والظهور، لكن اللاعبة بتغريدتها خلقت جدلا باتجاه آخر، للأسف زاد حدته ، دخول شخصيات وازنة وذات صفات اعتبارية مناصرة للتغريدة ما أشعل الأجواء ..
ومناسبة معايير الزي أيضا واعتبار البعض لها حرية شخصية في حادثة التلفزيون ، نذكر ان كازينو لبنان وغيره من الكازينوهات المألوفة لبعض الرسميين الأردنيين والمنتخبين ، يشترط على القمرجية الزي الرسمي وربطة العنق ، كما يشترط على القمرجيات فساتين السهرة ، من هنا فدخول بعض أعضاء اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية ونواب سابقين على خط اعتبار المسألة حرية شخصية مطالبين بمسائلة إدارة التلفزيون ليس في مكانه ، حتى انه مخالف ( لمعايير اللجنة ) التي يمثلونها ، والتي طلبها رئيسهم سمير الرفاعي اكثر من مرة داعيا إلى الالتزام بثوابت عمل اللجنة وميثاق الشرف الذي جرى التوافق عليه، والذي قال إنه يشهد خروقات من خلال ما يقوم به بعض الأعضاء لدى تعبيرهم عن آرائهم وتواصلهم مع الرأي العام...
المسألة بسيطة ، ولا تحتمل كل هذا الجدل المتشدد، واسألوا بعض النواب القمرجية ، وحتى غير القمرجية الذين ارتادوا الكازينوهات، ملتزمين طوعا بمعايير " اللبسة كرمال الفتة " اي فتة ورق الشدة ، وان كان بعضهم ، يدخلها رغم انه ينبذ الخمر والميسر باعتبارها رجس من عمل الشيطان ، ودخوله يكون طمعا بعشاء مجاني ، كون هذه الأماكن تقدم الطعام وعصير الحبيبات مجانا ، وفق شهادة احد النواب ذات حوار ..