زاد الاردن الاخباري -
قال خبراء وعاملون بالقطاع السياحي إن غالبية السواح يأتون إلى الأردن وفقاً للبرامج السياحية العامة التي تقدمها المكاتب السياحية للوكيل الخارجي وليس وفقاً للمسارات السياحية المتخصصة، مطالبين بتأهيل هذه المسارات وتطويرها رقمياً وخدمياً ليسهل تسويقها.
وأضافوا إن البرامج السياحيّة التي تحددها المكاتب السياحية تتضمّن أوقات الوصول والحركة والأماكن أو المناطق التي سيتم زيارتها والفنادق ووقت العودة، وهي تختلف عن سياحة المسارات التي تضم محافظة أو أكثر، وتتنوّع هذه المسارات بين المسار البيئي أو الطبيعي أو الحج المسيحي أو التراثي أو الأثري أو المغامرة أو السياحة العلاجية أو الدينية والتي أغلبها لا يكون على خطة قدوم السواح أو ضمن الخدمات السياحية التي يمتاز بها الأردن.
ووفقاً لرئيس هيئة تنشيط السياحة عبد الرزاق عربيات، فإن المسارات السياحية التي يرتادها السواح بكثرة هي مسارات سياحة المغامرة لكونها جاهزة ومناسبة وتعمل الهيئة على تسويقها، موضحاً أن الهيئة تعمل على تسويق المسار شريطة أن يكون جاهزاً ومطوّراً ومهيئاً لإستقبال السواح.
وأضاف، أن عملية التطوير هذه ليست ضمن اختصاصات الهيئة، مشيراَ إلى أن السواح يتوافدون حالياً إلى الأردن كمجموعات أو فرادى عبر الطيران المنخفض الكلفة ومِن بينهم سواح قادمون لأجل السياحة في مسارات محددة.
بدوره طالب عميد كلية السياحة والفندقة في الجامعة الأردنية فرع العقبة الدكتور إبراهيم بظاظو، بضرورة تفعيل استقطاب السواح بحسب المسارات السياحيّة وليس وفقاً لبرنامج سياحي عام، مشيراَ إلى أن جذب السياح وفقاً للمسارات السياحية يقدّم ويُسوّق المنتج السياحي الأردني المتنوّع .
وأضاف، ” لا يوجد كُتيب أو منشور محدد يُقدّم معلومات دقيقة عن المسارات السياحية المتنوعة والجميلة التي يتم اطلاقها، ولا حتى منصات رقميّة وجغرافية تبين المعلومات التي يحتاجها الدليل السياحي الذي يجب أن يكون على إطلاع كامل لكي يُشجع السواح عليها”.
وأرجع الدكتور بظاظو عدم قيام المكاتب السياحية بتسويق هذه المسارات إلى عدم توفر المعرفة الوافية لديها بهذه المسارات، مطالباً تدريب وتعريف المكاتب والأدلاء السياحيين بها بشكل يضمن لهم الثقة الكاملة لتسويقها لدى المكاتب السياحية الخارجية مع ضرورة أن تكون آمنة ولها خرائط رقمية وورقية وربطها ضمن الإنذار المبكر، داعياً إلى تحويل المسارات الصعبة إلى مسارات افتراضية يمكن مشاهدتها عن بُعد .
وأضاف “المكاتب السياحية الخارجية تبحث عن منتج سياحي جديد والمسارات هي منتج جديد لكن مكاتب السياحية المحلية ليس لديها إمكانيات لعمل أفلام وثائقية لترويج هذه المسارات خارجياً الشيء الذي يجب أن تقوم به وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة”.
من جهته أكد رئيس جمعية وكلاء السياحية نزار استيتيّه أهمية تفعيل المسارات السياحيّة في استقطاب السواح لكن هذا يتعارض مع المكاتب السياحية بالخارج والتي تطلب برنامجاً سياحياً وليس مساراً حسب قوله، مشيراً إلى أن المسارات السياحية تعود إلى نوعيّة المجموعات السياحية القادمة من الخارج والتي في أغلبها من الأفراد المتقدمين بالسن والذين لا تستهويهم المسارات التي تحتاج إلى بذل الجهد أو اللياقة والحركة، مبيناً أن أغلب المجموعات السياحيّة تأتي لأجل السياحة الدينية والأثرية ويصعب تحديد مسار لكل سائح خصوصاً أن قدوم السائح بالأصل هو لأجل السياحة العامة المتنوعة وليس المخصصة بمجال محدد.
ويذهب نضال العيسى صاحب شركة سياحية إلى أن عملية استقطاب السواح وفقاً للمسارات السياحيّة يتعارض مع عامل الوقت، موضحاً أن المجموعات السياحية القادمة إلى الأردن تأتي ضمن وقت قصير ومحدود يصعب فيه تنظيم أو تسويق المسارات السياحية التي يحتاج المسار الواحد إلى أيام، مؤكداً أن تفعيل المسارات السياحية يحتاج أولاً إلى إطالة مدة السائح داخل الأردن.
من جهته أكد مدير سياحة مادبا وائل الجعنيني، أن كثرة عدد المسارات السياحية هو قيمة جيدة للأردن تؤكد على التنوّع السياحي الكبير فيه.
وقال إن في مادبا وحدها 7 مسارات سياحية متنوعة ولدى مديرية السياحة خرائط ومعلومات دقيقة عن المسار، مؤكداً أن البدء بترويج المسارات يبدأ بسؤال السائح أو المكاتب الخارجية : أي نوع من السياحة تريدون ؟ –(بترا)