كتب ماجد القرعان - يشدني العمل في القطاع العام الذي افنيت فيه من عمري قرابة أربعة عقود موظفا حكوميا لم يُسجل علي خلالها والحمد لله اية تجاوزات أو أخطاء سلوكية أو " حرمنة " وتكسب أو تنفع على حساب الصالح العام .
ايماني بالعمل كان مبعثه مدرسة الجندية وقدوتي والدي رحمه الله الذي عكس علينا كل أثر ايجابي كان يتصف به جراء خدمته الطويلة في القوات المسلحة مدرسة الرجال الرجال وأهم تلك الصفات احترام النفس والامانة وحسن الأداء وقول كلمة الحق وقد حرصت دائما أن لا اخشى في قول كلمة الحق لومة لائم .
استذكر في هذا المقام مسيرة والدي رحمه الله الذي تقاعد برتبة رئيس " نقيب حاليا " عام 1964 لينخرط في الحياة المدنية قائدا في مجتمعه يُشار له بالبنان ويُؤخذ برأيه وقد التزم بعدم المجاملة أو المراوغة مهما كانت الأسباب وحرصت على الإقتداء به بالرغم من الثمن الباهظ الذي دفعه ودفعته وما زلت أدفع .
اتحدث هنا بمناسبة تواصل السقطات الرسمية التي" يصعب سردها في هذه العجالة " لقاء ادارة بعض الأشخاص ممن تورثوا المنصب أو استنفعوا به بدعم من متنفذين فاسدين أو مُنح لهم ليتوقفوا عن " اللقلة " في جلد كبار المسؤولين على حساب ثوابت الدولة الأردنية .
وأعرج على المحاولات اليائسة لتقويض الإعلام الإلكتروني وفرص الوصاية على وسائل الاعلام كافة للحؤول دون التأشير على مواطن الخلل وشبهات الفساد الذي بات يستشري وتعرية الذين يتغولون على المنصب العام ويعبثون بالأمن المجتمعي بصورة لا يمكن السكوت عليها .
استغرب معكم في الوقت نفسه الصمت الحكومي حيال ما جرى وتداعياته وخاصة من قبل الموظف بشر الخصاونة الذي يتولى منصب رئيس الحكومة والموظف صخر دودين الذي يتولى منصب وزير الدولة لشؤون الاعلام في اعقاب الإجتماع الحاشد الذي تم عقده يوم الأربعاء المنصرم في مبنى نقابة الصحفيين الاردنيين حيث قال الحضور كلمتهم حيال توجهات الموظف طارق ابو الراغب الذي يتولى منصب مدير هيئة الإعلام والتي لخصوها بأربعة نقاط " سحب مشروع النظام واقالته وتشكيل مجلس ادارة للهيئة لرسم السياسات العامة وفتح قنوات الإتصال والتواصل مع الجسم الصحفي في كل ما من شأنه تطوير المهنة والنهوض بوسائل الاعلام الاردنية .
الزميلات والزملاء في قطاع الإعلام " لا تأبهوا " فهم موظفون يحكم عملهم القوانين والانظمة واحرصوا على تمتين مواقفكم بما يخدم هذا القطاع الوطني الهام لنواصل خدمة اردننا العزيز ضمن ثوابتنا الوطنية التي لن نتزحزح عنها .