فجأة وبلا مقدمات تجد من كتب ثلاثة بوستات على الفيس بوك (شاعراً كبيراً).. و من لا يتقن حواراً بينه وبين نفسه وكل علاقته بالأدب أنه مُصفِّق على الطالعة والنازلة؛ تجده عالماً نحريراً (طبعاً كلمة نحرير سيذهب النحرير ويبحث عن معناها)..! وتجد من لم يزل في أبجد هوّز صفّ الكلمات (عملاقاً) في أبصر شو؟.
يخسر الشاعر امرؤ القيس أمام الشاعر الكبير في أوطاننا.. يغادر الشاعر أبو تمّام مجالس الأدب حينما يرى ضيوف الشرف عليها.. ينتحب الشاعر المتنبي على باب منتدياتنا الثقافية كي يسمح عمالقة الشعر له بالدخول والجلوس بأدب في آخر مقعد بلا فنجان قهوة وممنوع يدخِّن..! تحاول الشاعرة الخنساء أن تهجر صخراً ورثاء صخر وهي تقف بذهول أمام (سوسنة الأدب و عذراء الشعر و سيدة اللوعات)..!
يا قوم؛ في زمن التفاهة يصبح خلع الألقاب تفاهة؛ ومن يرتضيه ويرتضيها فهو يدخل من بابها إلى أصلابها ومحرابها.. لو أن لدينا كل هذه العبقريات و الفحول و (الفحلات) لكفانا عزّةً أننا أنقذنا الأدب العربي من الانحطاط؛ لكنّ الواقع غير ذلك؛ وما تلك الألقاب سوى تعبيرٍ عن هزيمة وفجاجة في الوقاحة..!
ذات مرّة كنّا في جلسة واتفقنا على عمل اسكتشات سياسية كوميدية؛ وكان من بين الحضور صبية خجولة؛ اقنعها أحدهم بعد الحاح بالاشتراك ككومبارس صامت وهي ليس لها أي تجارب سابقة في الوقوف أمام الكاميرا.. وبعد يومين نزل خبر صحفي يتكلّم عن المشروع الفني؛ وعند اسم الصبيّة مكتوب (الفنانة القديرة فلانة الفلانية).. يا الله؛ لم نبدأ بعد؛ لمَ كل هذه التفاهة هكذا..؟! لذا اعتذرتُ عن الكتابة والمشاركة..!
أستميحكم عذراً؛ أكتفي بهذا القدر لأن ( الولد الأصمعي) له ساعتان يطلب الإذن بالدخول عليّ أنا الكاتب المهيب الركن أبو سبع نجمات..!
تأدّبوا قبل أن تؤدبَكم الأيّام..
كامل النصيرات