زاد الاردن الاخباري -
في لبنان، الذي يعاني انهياراً اقتصادياً متسارعاً منذ العام 2019، أصبحت جميع مفاصل الحياة من المياه إلى الدواء والمحروقات والكهرباء تحت سلطة المحتكرين الذين شكلوا محميات سياسية وطائفية.
ومع اشتداد الأزمة في البلاد، انتشر المحتكرون بشكل كبير، وباتوا يمسكون برقاب الشعب ورزقهم وصحتهم، لدرجة أنه حتى أدوية الأمراض المستعصية والمزمنة لم تسلم منهم!
ووسط هذا الواقع المؤلم، خرج مرضى السرطان الأسبوع الماضي إلى وسط العاصمة بيروت واعتصموا أمام مبنى الأمم المتحدة للتعبير عن غضبهم ووجعهم من انقطاع أدويتهم.
وقالت المهندسة بهاء قسطنطين، وهي مريضة سرطان، انتشرت صورتها كالنار في الهشيم على مواقع التواصل خلال الأيام الماضية، بعدما أخفقت في تماسك دموعها: "راح شعري، جسمي كله تغير، وصلت لمحل ما في دوا. ها الشيء رجعني كتير لورا"، .
كما أضافت بكلمات مؤثرة، تناقلها آلاف اللبنانيين: "أنا كنت إنسانة مليانة بالحياة وبحب أعيش. بتمنى يوصل صوتي لحدا يقدر يساعدنا".
مناشدة لتأمين الأدوية
وتصدر وجه الشابة الباكية خلال الأيام الماضية مواقع التواصل الاجتماعي وانتشرت صورها كالنار في الهشيم وهي تبكي بحرقة على وضعها، لتصل صرختها إلى الكثيرين في لبنان والعالم.
وفي فيديو تداولته وسائل التواصل طالبت بتأمين الأدوية لكل مرضى السرطان في لبنان، وليس لها فقط، قائلة إن هناك العديد من الأشخاص الذين يتواصلون معها لمساعدتها إلا أنها شددت على ضرورة تأمين الأدوية للجميع.
يأتي هذا فيما تواصل القوى الأمنية حملات على مستودعات تخزن كميات كبيرة من الأدوية والإمدادات الطبية.
ومؤخراً ضبطت كميات هائلة من الأدوية بعضها للسرطان وهي منتهية الصلاحية، في مستودع لنقيب الصيادلة السابق ربيع حسونة، ومستودع للمدعو إيلي شاوول وغيرهما.
وقد فجر هذا الأمر غضب اللبنانيين، وانهالت الانتقادات على حسونة وشاوول وغيرهم من محتكري الأدوية في لبنان، معتبرين أن المرضى في حالة موت بطيء وهؤلاء يخبئون الأدوية ويكدسونها بمخازنهم. ووصف النشطاء على وسائل التواصل المحتكرين بـ:"بلا ضمير وبلا أخلاق وبلا شفقة"، قائلين إن هؤلاء فاسدون في "دولة الفساد".
من جهته كشف النائب العام المالي علي ابراهيم الأحد أنه "جرى فتح كل المستودعات وبيع مخزونها إلى الصيدليات بالسعر المدعوم كما جرى بيع أمس الأول من مستودع واحد أدوية بقيمة مليارين و500 ألف ليرة لبنانية".