زاد الاردن الاخباري -
انسحبت الولايات المتحدة رسميا من أفغانستان في الموعد المقرر، وبقيت تساؤلات حول مصير مطار كابل، والعلاقات بين واشنطن وطالبان، وكيفية التعامل مع التهديدات الإرهابية.
ماذا سيحدث للأميركيين والأفغان المعرضين للخطر الذين لا يزالون في أفغانستان؟
أجلت الولايات المتحدة أكثر من 5500 مواطن أميركي منذ بدء عمليات الإجلاء في 14 أغسطس. واختار عدد قليل من الأميركيين البقاء، عدد كبير منهم مع أفراد أسرهم.
وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، في بيان، الاثنين، إن "الأيام الـ17 الماضية شهدت قيام قواتنا بتنفيذ أكبر جسر جوي في تاريخ الولايات المتحدة".
وكشف قائد القيادة المركزية في الجيش الأميركي، الجنرال، كينيث ماكنزي، أنه "تم إجلاء 123 ألف مدني خلال مهمة استمرت 16 يوما"، وأن "القوات الأميركية حققت إنجازا كبيرا بإتمامها عمليات الإجلاء في زمن قياسي".
كما نوه وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى أن الجهود الدبلوماسية ستتواصل لتسهيل خروج الأميركيين المتبقين، الذي رجح بأن عددهم أقل من 200 شخص، والأفغان المتعاونين مع الولايات المتحدة.
وقال البيت الأبيض في تغريدة، مساء الاثنين، إنه "لا يوجد موعد نهائي للأميركيين الذين يريدون المغادرة. سيقود وزير الخارجية التنسيق المستمر مع الشركاء الدوليين لضمان المرور الآمن لأي أميركي أو شركاء أفغان أو رعايا أجانب يرغبون في مغادرة أفغانستان".
وتتوقع إدارة بايدن أن تواصل طالبان توفير مرور آمن للأميركيين وغيرهم لمغادرة البلاد، لكن هناك مخاوف بشأن كيفية تمكن هؤلاء من المغادرة إذا لم يكن هناك مطار عامل، وفق رويترز.
وتعهدت طالبان بالسماح لجميع الرعايا الأجانب والمواطنين الأفغان الحاصلين على تصاريح سفر من دول أخرى بمغادرة البلاد.
ماذا سيحدث لمطار كابل بعد رحيل القوات الأميركية؟
على مدى الأسبوعين الماضيين، قام الجيش الأميركي بتأمين وإدارة مطار حامد كرزاي الدولي في كابل بحوالي 6000 جندي.
وأكد ماكنزي أن القوات الأميركية تركت في مطار كابل المعدات اللازمة لتشغيله ويجب تشغيله بالسرعة الممكنة.
وتجري طالبان محادثات مع حكومات مثل قطر وتركيا لطلب المساعدة في تشغيل الرحلات المدنية في المطار بعد رحيل القوات الأميركية.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الأحد، إنه يجب إجراء إصلاحات في المطار قبل إعادة فتحه أمام الرحلات المدنية.
وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أن بلاده أجرت أول محادثات لها مع طالبان في كابل، موضحا أن أنقرة ما زالت تجري تقييما لعرض الحركة لإدارة المطار.
ويعد إبقاء المطار مفتوحا بعد مغادرة القوات الأميركية أمر حيويا ليس فقط لأفغانستان للبقاء على اتصال بالعالم، ولكن أيضا للحفاظ على الإمدادات والمساعدات.
كيف تبدو العلاقة المستقبلية بين الولايات المتحدة وطالبان؟
قالت الولايات المتحدة إنها لن تترك دبلوماسيين في أفغانستان وستقرر ما ستفعله في المستقبل بناء على تصرفات طالبان.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، تعليق الوجود الدبلوماسي هناك ونقله إلى الدوحة، وقال إن واشنطن ستعمل مع طالبان إذا أوفت الأخيرة بتعهداتها وستكون مستعدة "للتعامل مع أي حكومة مستقبلية (بقيادة طالبان) تلبي طموحات الشعب الأفغاني واحترام النساء والأقليات".
وتقول رويترز إنه سيتعين على إدارة بايدن تحديد كيفية ضمان عدم اندلاع أزمة إنسانية واقتصادية في البلاد بعد الرحيل.
وحذرت منظمة الأمم المتحدة من أن أكثر من 18 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد السكان، بحاجة إلى المساعدة، وأن نصف عدد الأطفال الأفغان، دون سن الخامسة، يعانون من سوء التغذية الحاد وسط ثاني موجة جفاف في أربع سنوات.
ما نوع التهديد الذي يمثله تنظيم "داعش- خراسان" التابع لـ"داعش"؟
قد يكون مجال التعاون الوحيد بين الولايات المتحدة وطالبان هو التهديد الذي يشكله مقاتلو "داعش-خراسان"، وفق رويترز.
وهناك تساؤلات حول كيف يمكن لواشنطن وطالبان التنسيق وربما تبادل المعلومات لمواجهة التنظيم.
وأعلنت الجماعة مسؤوليتها عن تفجير انتحاري، وقع في 26 أغسطس، خارج مطار كابل، وأسفر عن مقتل 13 جنديا أميركيا وعشرات المدنيين الأفغان.
وشنت الولايات المتحدة غارتين على الأقل بطائرة مسيرة ضد التنظيم، منذ ذلك الحين، وقال بايدن إن إدارته ستواصل الرد على الهجوم.
وأكد وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن بعد الانسحاب، أن الولايات المتحدة ستعمل جاهدة للدفاع عن مواطنيها ضد التهديدات الإرهابية من أي مكان في العالم، .
وأشار مسؤولون أميركيون أن الولايات المتحدة متمكنة من القيام بمهام مكافحة الإرهاب في أفغانستان دون الحاجة لوجود قوات على الأرض مثلما تفعل في أماكن أخرى. وأكد بلينكن، في تصريحاته الأخيرة، أن واشنطن ستحافظ على قدرات مكافحة الإرهاب "القوية" في المنطقة.