زاد الاردن الاخباري -
قال الدكتور جميل الدهيسات رئيس جمعية المركز الإسلامي، إن العودة للتدريس الوجاهي في المدارس الأردنية عموما ومدارس جمعية المركز الإسلامي وعددها ٣٠ مدرسة، تعتبر رسالة وطنية بأن الأردن قدم استجابة ناجحة لتحدي كورونا الذي استمر على مدار عامين كاملين، وقال الدهيسات في رسالة معبرة وعميقة وجهها إلى الأسرة التربوية الأردنية عموما والقطاع التربوي في الجمعية بشكل خاص، ان المرحلة السابقة كانت اختبارا صعبا للإرادة والتحدي والنجاح، وتاليا نص الرسالة :
رسالة إلى الأسرة التربوية في جمعية المركز الإسلامي
والأسرة التربوية الأردنية الكبيرة
السيدات والسادة / الأسرة التربوية الأردنية / أبنائي وبناتي الطلبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد
في الزمن الصعب تختبر الحياة أبناءها، صبرهم ويقينهم، وطموحهم وأحلامهم التي ما أجّلوها يوما، لكنهم بدأوا رحلة الصعود إليها خطوة خطوة، وكلمة كلمة، وحرفا وحرفا، في ساحات المدارس، يبدأون يومهم بكلمة الله وباسم الله، وأمامهم يصعد علم الدولة على وقع نشيدنا الوطني الذي ما بُحت به حناجر الأوفياء والشرفاء من أجيال الوطن، إلى يومنا هذا.
أيها الأبناء الأعزاء
مضى عامان من الغياب عن مقاعد الدرس، وما كان الغياب عن خاطر أو من رغبة، أو استسلام للدعة والكسل والهروب من استحقاق بناء الذات، لكنه الفايروس الذي انتشر في كل العالم، وبين الناس، فأصيب من أصيب ومرض من مرض وشفي من شفي، وبقيت الإرادة حاضرة، ومتوثبة حتى جاء اليوم الأول من أيلول، حيث ينقضي به الغياب الصعب، فتعودون، محملين بحنين سنوات مضت وأشواق سنوات ستأتي، في قلوبكم تزهر فسائل العلم والمعرفة، وعلى دفاتركم تورق الكلمات، وبين أيديكم قلم وكتاب، وأول ما وطئت أقدامكم أبواب مدارسكم تتمازج أمام عيونكم أحلام فتية آمنوا بالله وبالحياة وبالعلم طريقا وحيدا إلى الخير والنجاح والمستقبل.
وأنتم ذاهبون إلى مدارسكم في أول يوم، وأنتم عائدون منها إلى بيوتكم، أنشدوا لكم ولكل رفقة الدرس "نحن ما ضعنا ولا تاه الطريق بنا "، فمن كان طريقه العلم ودربه مفروش بالأحلام والطموح والتطلعات، لا يمكن أن يتوه أبدا، فإنما تباشير صباحات المدارس تضيء الطريق، وتقود خطوات الواثقين إلى مواطن الغيث، غيث "أما وقوعه فخصب، وأما ماؤه فطهور".
ابدأوا يوما جديدا، ولا تبدأوا من جديد، بل ابنوا على ما قدمتم في سنواتكم، واسقوا زرع اجتهادكم ودأبكم بماء إرادتكم وعزمكم وتصميمكم، واستوصوا بآبائكم خيرا وبمعلميكم خيرا، وبالوطن خيرا كثيرا، فإنكم لأهليكم ومعلميكم نَذر، وإنكم لوطنكم ذخر، وللمستقبل معاول بناء ورايات فرح.
مبارك لأبنائنا وللمعلمين وللأردن هذه العودة الميمونة لقاعات الدرس، فهي مختبرات الإرادة، ومصانع للكفاءات وبيوت دافئة للمحبة والمعرفة، فالمحبة رسالة، والمعرفة قوة.
وكل عام وأنتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. جميل الدهيسات
رئيس جمعية المركز الإسلامي