كتب - الدكتور أحمد الوكيل - إذاعة الأمن العام، أو أمن اف ام إحدى أهم روافد الماكينة الإعلامية للدولة الأردنية، وتتمتع بشعبية طاغية لدى الرأي العام المحلي، بدأ من سائق التاكسي الأصفر، وصولا لربة المنزل، وما بينهما من شرائح المجتمع.
وفي خضم رسالتها بالاهتمام بقضايا المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى من رفاق السلاح، سواء في مديرية الأمن العام، والأجهزة الأمنية، أو القوات المسلحة الأردنية، الجيش العربي.
قدمت هذه العشية أمسية خاصة مميزة، لرفاق السلاج من متقاعدين الجهاز، رأيت من المناسب أن أعرج على ما ورد بفقرة منها بلقاء شجي، لمذيع الإذاعة المتألق حازم بيك المستريحي، الذي علق واصفا استعراضه قائمة الترميجات الأخيرة، والاحالة على التقاعد لثلة من الضباط والأفراد بأن خدمة كثير منهم قد تجاوزت الثلاثون عاما، مذكرا بسابقة فضلهم وجليل ما قدموه للوطن والمواطن من خدمات شرطية جليلة مرصعة بأحرف من نور.
حيث كان محور اللقاء حديث مع العقيد المتقاعد أيمن العزام، والذي عمل قائدا لمجموعة الشرطة الأردنية الخاصة في دارفور، ضمن قوات حفظ السلام، حيث كان قد أحيل للتقاعد مع بداية شهر أيار ٢٠٢١، بعد أن قضى بخدمة الشرف ٣٥ عاما بالتمام والكمال.
قصة خدمة العقيد أيمن العزام مثال يحتذى لما يجب أن يكون عليه العطاء والتميز في مصنع الرجال، سواء الجيش العربي أو الأجهزة الأمنية، حاله حال الألوف من ضباط وأفراد الشرطة والجيش المتقاعدين الاشاوس.
بدأت قصته بالانضمام إلى الجهاز برتبة عريف عام ١٩٨٥، وكان من ضمن الف شرطى مستجد بمدرسة الشرطة وكان ما ميزه انه اخر من ترمج من هذه الدفعة الألفية المجيدة، حيث تدرج بالرتب حتى وصل لعقيد، وكان عليه أن يكون عند حسن ظن عطوفة مدير الأمن العام الباشا حسين الحواتمه الذي انتدبه قبل سنتين لمهمة قيادة قوة الشرطة الخاصة في دارفور، والتي كانت دفعتها الأخيرة ولمدة أربعة شهور إلى ستة، الا ان جائحة كورونا كان لها رأي آخر، حيث توقف الطيران المدني الدولي، مما أطال المدة لسنة وسبعة شهور، قضى فيها ثلة من ضباطنا وجنودنا البواسل أياما صعبة وعصيبة بعيدا عن الديار، بظروف ميدانية قاهرة.
الا ان رباطة جأش الرجال الشجعان، ومن ضمنهم المقدم علي العبوس والنقيب حسام السواعير وآخرون ورد ذكرهم بالبرنامج الإذاعي المشار إليه أعلاه مكنهم من تأدية واجبهم الإنساني والشرطي تجاه النازحين في دارفور، مما أثار إعجاب الأمم المتحدة.
ولا ننسى الجهود المميزة لعطوفة مدير الأمن العام الباشا حسين الحواتمه في الاتصال شبه اليومي بأفراد القوة وتامينهم بالدواء واللقاحات وكل مايتعلق براحتهم رغم عدم وجود طيران عامل بتلك الفترة الحرجة.
حمدا لله على السلامة لكل الضباط والأفراد المتقاعدين في القائمة الأخيرة وانتم عقال الوطن يا رفاق سلاح ابي الحسين وولي عهده الأمين وجيشنا العربي واجهزتنا الأمنية البواسل.