زاد الاردن الاخباري -
كتب الدكتور ابراهيم البدور مقالا في جريدة الغد الأردنية تحت عنوان “ 6.3 مليون شخص أصيبوا بفيروس كورونا في الأردن ” جاء فيه :
قالت وزارة الصحة على لسان وزيرها د. فراس الهواري في تصريح لقناة المملكة إن وزارة الصحة أجرت دراسة على الأشخاص غير المتلقين للمطعوم، وأثبتت هذه الدراسة أن 63 % من هذه الفئة لديها أجسام مضادة ضد فيروس كورونا.
وإذا علمنا أن الأجسام المضادة لا تتكون عند أي شخص إلا أن يكون أُصيب أو أخذ مطعوما، فإن هذا يعني أن 63 % من سكان الأردن (الـ 10 ملايين) قد أُصيبوا فعلياً بالمرض.
وبمعنى آخر يكون عدد المصابين من سكان الأردن بمرض كورونا هو 6.3 مليون شخص.
وإذا عدنا للدراسة التي أجرتها منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة عن نسبة المناعة المجتمعية في الأردن والتي قدرت بـ 74 %، وربطها بنسبة الذين يملكون أجساما مضادة من غير المطعمين وهي 63 %، فإن ذلك يعني أن المطاعيم قد حمت 11 % من سكان الأردن من الإصابة.
عدد المصابين والمؤكد من خلال فحص PCR هو بحدود 800 ألف حالة، ولكن عدد المصابين فعلياً هو 6.3 مليون شخص، وهذا يعني أن العدد الحقيقي للمصابين هو 8 أضعاف الرقم المسجل، وهي نسبة منطقية تحدثت عنها منظمة الصحة العالمية وحتى بعض الدراسات في الأردن.
الأردن قام بحملة #تطعيم ضد فيروس كورونا، وكان هدفه الوصول لنسبة 65 % كحد أدنى، ولكن خلال الـ 8 أشهر السابقة من حملة التطعيم وصل إلى رقم 3 ملايين شخص مطعم (جرعتين) ، وهذا يشكل نصف النسبة المطلوبة.
وإذا ربطنا عدد المستفيدين من المطاعيم وعددهم 11 % (مليون و100 ألف) وعدد الذين أخذوا المطعوم (3 ملايين شخص)؛ سنجد أن (مليونا و 900 ألف شخص أخذوا المطعوم وكانوا مصابين سابقاً ولديهم أجسام مضادة ضد هذا الفيروس.
ممكن أن يقول أحد إن إسقاط هذه النسب على الواقع يحتاج لدراسات شهرية للإصابات ونسب التطعيم، وأن يتم ربطها مع بعض، ولكن النسب التي ذكرنا قريبة من الواقع بدليل أن دراسة أجريت على الأردنيين في شهر كانون الثاني /2021- وكانت المطاعيم غير منتشرة – أثبتت أن 40 % من الأردنيين لديهم أجسام مضادة؛ وبمعنى آخر إن 40 % (4 ملايين شخص) من الأردنيين قد أُصيبوا بفيروس كورونا قبل ذلك الوقت.
وإذا ما أضفنا عدد الإصابات (المؤكدة بفحص PCR) التي حدثت في الموجة الثانية والتي وصلت بحدود 10 آلاف حالة يومياً فإن نسبة 63 % من السكان (6.3 مليون شخص) أصيبوا بفيروس كورونا هي نسبة منطقية وواقعية.
كل هذه الأرقام والنسب تفسر عدم تسجيلنا أرقاما عالية بالرغم من دخولنا في موجة ثالثة فعلياً، وبالرغم أيضاً من عدم الالتزام بالتباعد ولبس الكمامة وفتح كل القطاعات).
وأخيراً؛ ومع كل ما ذكرنا من أرقام ونسب ومناعة عالية- فإنه يجب علينا ألا نطمئن ونقول إننا في مأمن، وأن الفيروس انتهى ولن يعود، لا بل يجب أن ننتبه ونكون حذرين؛ حيث صحيح أن 74 % من الأشخاص لديهم مناعة؛ لكن يوجد 26 % من الأشخاص ما يزالون معرضين للخطر والإصابة.
ولا ننسى أيضاً أن الدراسات تتحدث عن انخفاض في أرقام الأجسام المضادة مع مرور الوقت، وهذا شيء يدعونا لعدم التهاون مع الفيروس.
لذلك الحل ما يزال يكمن في أخذ اللقاح (جرعتين) بأسرع وقت ممكن للذين لم يأخذوه للآن، وإعطاء جرعة ثالثة مدعمة للذين أخذوا المطعوم وخصوصاً الأشخاص الأكثر عرضة مثل القطاع الطبي وكبار السن.