زاد الاردن الاخباري -
وجه مجموعة من علماء الأردن ودعاته مناصحة للجنة الإصلاح عبر بيان تضمن عددا من البنود، وقد بين العلماء أن الإصلاح مطلَبٌ قرآنيٌّ دائمٌ، وأنَّ الفسادَ نَقِيصَةٌ دينيَّةٌ وأخلاقيَّةٌ تجب مدافعتها، وقد جاء هذا البيان انطلاقاً من وظيفة العلماء في البيان والنصح.
وقد ذكَّر العلماء بأن الإسلامَ هو دِينُ الدّولة كما هو نصّ الدستور الأردنيّ، والدولة مُلزَمَةٌ بنُصُوصِه فيما وردَ فيه واضحًا قاطعاً، ومُلزَمَةٌ باتّخاذِه مرجعاً نهائيًّا متعاليًا على الجميع في ثوابتِه الكلّيّة، فيما يمكنُ أنْ يكون محلّ حوارٍ واجتهاد في تفاصيله الجزئيّة.
كما نبهوا على أنه ليس بالضرورة أن تكون العاداتِ والتقاليد الشائعة في مجتمعاتنا هي الممثلة للإسلام، ولا هي معبّرةٌ عن جوهره وروحه وأحكامِه، ثم إن علاج المشكلات الناتجة عن بعض هذه العادات لا يكون بالنيل من الشريعة البريئة من هذه الممارسات، وإنما يكون بالحوار المجتمعي، وبمنح الدّور الحقيقيّ للعلماء والدّعاة، وبإعادةِ الرّوحِ والأَلَق لرسالةِ المسجد.
وقالوا:
“أمّا الاتكاء على الممارسات والسلوكيّات الاجتماعيّة الخاطئة من أجل توفير الدّواعي لتجاوُز المرجعيّة الإسلاميّة للقانون، فهو سلوك غير موفق ولا سديد”.
وحذر البيان أشدّ تحذير من الانزلاقَ في استيرادِ منظوماتٍ أخلاقيَّةِ وعَقَدِيَّةٍ وفكريَّةٍ غريبة عن البيئة الإسلامية وفَرْضِها بالقوَّة على مجتمعنا، إذ من شأن هذا – كما عبر البيان- تعميق الشّرخ الاجتماعيّ، ورفع حدَّة الاستقطاب، واستخراجِ ألوانٍ جديدة من خطاب الكراهية، وهو بعيدٌ كلّ البُعد عن مقصد الإصلاح، وإنّما يرتبطُ بمقاصدَ أخرى هي إلى الفسادِ والإفسادِ أقرب.
وبين العلماء أن الإصلاحَ الحقيقيّ هو الذي يقدّمُ حلولاً عمليَّةً لمشكلاتٍ قائمة ملحّة، ويُجيب عن أسئلةٍ حقيقيَّةٍ تشغَلُ أذهانَ النّاسِ على مدارِ السّاعة، أما التصريحات التي تضمّنت تطاولاً على شعائر الإسلام؛ فلا تخدم الإصلاح ولا تحافظ على النسيج المحكم للمجتمع الأردني، يشير البيان بذلك إلى ما نشره بعض أعضاء اللجنة قبل حين، فأثار به حفيظة الغالبيّة العظمى من الشعب الأردنيّ المسلم.
وعرج البيان على موضوع مناهج التعليم ووضح أن كل محاولة للتغيير القسريّ لثقافة الأجيالِ النّاشة من أبناء الشعب الأردنيّ المسلم، عن طريقِ التلاعُب بالمناهج، وتغريبِ مضامينها، لا جدوى لها ولا منفعة ترجى منها، سوى تعميقِ الشّرخ بين الأسرة الأردنيّة المسلمةِ والمؤسسات التعليميّة، لأنَّ حضورَ القِيَمِ الإسلاميّة في تفاصيلِ الحياة ودقائق اليوميّات أكبَر في نفوس الأردنيّين من أن يفسحَ مجالاً لمنظوماتٍ مستوردةٍ لكي تحلّ مكانَه بيُسر وسهولة.
وعقب:
“لذلك فإنَّ مراعاةَ الخصوصيّة الإسلاميّة والجيو – سياسية للمملكة الأردنيّة الهاشميّة، تحتّم على القائمين على إعداد المناهجِ الدّراسيّة أن يهتمّوا بما يعمّق الهويّة العربيّة الإسلاميّة للناشئة، لا بما يلغيها، ويعتنوا بما يعمّق الارتباطَ بالمسجدِ الأقصى وحقّ الوصايةِ الهاشميّة عليه، لا بما يطبّع مع العدوّ الصهيونيّ، ويولوا اهتماماً خاصًّا بما يبني قيم الرجولة والشهامة والتضحية، بوصفها مستلزَماتٍ ضروريّة للوضعيّة الأردنيّة الخاصّة، عوضاً عن تدميرِ الرجولة والانتماء الوطنيّ، وإشاعة قِيَم الخنوع والضّعف والشهوانيّة وقتل روح الفداء والتضحية”.