هكذا يسمي الاعلام الإسرائيلي الهروب العظيم من سجن جلبوع ، وهكذا تتعاطى أغلبية الإسرائيليين مع مشهد أمني يبلور فشل الحكومات المتعاقبة في إسرائيل ويكشف السوء الأمني والإستخباري الذي تزداد فصوله سخونة مع بروز كل عملية للمقاومة داخل وخارج المعتقلات والسجون الإسرائيلية ، وها هي الاخفاقات متتالية ، في ظل الواقع السياسي الذي أغرقهم في متاهة الهزائم المخزية ، بعد أن أضحت إسرائيل أضحوكة عالمية سواء بعد إنتصار غزة المحاصرة ، أو بعد الهروب العظيم والذي قام به مجموعة من الأسرى في سجن جلبوع والذي يعتبر من أقوى وأخطر السجون على المستوى العالمي ، إلا أن ستة من نشامى المقاومة استطاعوا إذلال العدو الإسرائيلي وفضحه وخزيه ، وهم الأبطال : محمود عبدالله عارضة 46 عام ، ومحمد قاسم عارضة 39.عام ، ويعقوب محمود قادري 49 عام ، وإيهم نايف كمكجي 35 عام ، وزكريا الزبيدي 46 عام ، ومناضل يعقوب نفيعات 26 .. شباب حفروا أسمائهم بالجغرافيا والتاريخ وذاكرة الحجر والشجر والتراب والبشر ، نشامى استطاعوا إحداث أكبر خرق أمني في تاريخ إسرائيل ، خرق من شأنه أن يقلب كل المعادلات السياسية داخل وخارج الشرق الأوسط ، لأنه يعري ليس إسرائيل فحسب ، بل وكل شخصيات الظل المنتظرة لأدوارها داخل وخارج إسرائيل ، لا بل ويبين أن إسرائيل ومن يدور في فلكها مجرد دمى تتحرك تبعاً لطقوس الغرب وبخاصة أمريكا ، وليس كما تقتضي وتيرة الأحداث ، والتي سخرت من أجل صدها اعتى الأسلحة المتطورة دون جدوى ...!!
وعلى مايبدو أن انتظار الخبراء الأمنيين الإسرائيليين سيطول ، ولن تكون هناك فرصة لفهم العقل العربي الفلسطيني الجبار ، ولو كان هناك فرصة فإنها تحتاج لفرصة أخرى أيضا ، ولكن لماذا ؟! لأن المعيار الفكري هنا مختلفاً ، والتقدير غير متطابق مع الذهنية العبرية المتخلفة أمنيا ، بحكم نجاح " الهروب العظيم " ، والذي يعري مجموعة الاخفاقات الأمنية المريرة بما يكفي للإدراك بأن زمن إسرائيل إنتهى ، و بأن التآكل بفعل الفساد والإفساد داخل الكيان المغتصب قد استهلك كل سبل الاستمرار بتلك الغطرسة والتبجح الأمني الكاذب ..
والسؤال هنا لمصلحة السجون الإسرائيلية («الشاباص»، بالعبرية שב"ס شيروت بتي هسوهر وبالإنجليزية IPS) تأسست عام 1949 وهي تتبع لوزارة الداخلية الإسرائيلية وتمثل الذراع التنفيذية لإنفاذ القانون في إسرائيل ويقع مقرها الرئيسي في مدينة الرملة ، كيف استطاع هؤلاء الأسرى العزل من الهروب من سجن جلبوع والذي يعتبر نموذجا للسجون الإسرائيلية ؟!! علما بأن سجن جلبوع مؤمن أرضيا ب( المجسات الحرارية والصوتية ...!!
نحن يا سادة امام فكر مختلف يؤثر في السياسة الأوسطية والعالمية ، وعلى إسرائيل بدلا من تسيير طائراتها المسيرة وبأعداد كبيرة لمعرفة مكان هروبهم إلى الأردن أو إلى مخيم جنين ان تفكر جديا بالخروج من فلسطين ، سيما وأن أي سؤال مؤرق تبحث دوائر القرار الإسرائيلي عن إجابة سريعة يصعب التقاطها وسط هذا التراكم المثير للتداعيات ، أمام مجموعة الإنتصارات " النوعية " لمقاومة " محاصرة في "غزة المحاصرة " فضلا عن هذا الاختراق النوعي العظيم والذي نحن بصدده اليوم ، في الوقت الذي تقرون سلفاً بأن الموجة الأخرى من المقاومة ستكون مغايرة تماما لدرجة انها ستجتاح الإسرائيليين ولن تكتفي باقتلاعهم ، بل ستقتلع معها آخر ما تبقى في الجعبة من رصيد أوسطي وعالمي ، رصيد هو بالأصل يعاني من التآكل ، ويبدو متهالكاً إلى حده الأقصى والمقزز جدا ....!! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .