أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
ترمب يخطط لمعاقبة (الجنائية الدولية) الشرطة البرازيلية تتهم بولسونارو رسميا بالتخطيط لانقلاب رئيس وزراء المجر يتحدى الجنائية الدولية : سأدعو نتنياهو لزيارة البلاد الذهب يتجه لتسجيل أفضل أداء أسبوعي في عام إنذارات إسرائيلية بإخلاء منطقتين في صور جنوبي لبنان الخيرية الهاشمية : إرسال 57 ألف طن من المساعدات لغزة منذ بدء العدوان الاحتلال ينشر معلبات سامة بغزة عمدة مدينة أمريكية : سنعتقل نتنياهو وغالانت الجمعة .. ارتفاع آخر على درجات الحرارة الاحتلال يقصف مستشفى كمال عدوان شمال القطاع .. "الأوكسجين نفد" (شاهد) الأردن يوقع بيانًا لإقامة علاقات دبلوماسية مع تيمور الشرقية القناة 12 : “إسرائيل” ولبنان قريبان من اتفاق في غضون أيام المومني: دعم الصحافة المتخصصة أمر أساسي وأولوية بوتين يهدد بضرب الدول التي تزود أوكرانيا بالأسلحة .. "الباليستي رد أولي" شحادة: السماح لجنسيات مقيدة بدخول الاردن يهدف لتعزيز السياحة العلاجية وإعادة الزخم للقطاع ماذا تعني مذكرات التوقيف بحق نتنياهو .. ما القادم والدول التي لن يدخلها؟ جرش .. مزارعون ينشدون فتح طرق إلى أراضيهم لإنهاء معاناتهم موجة برد سيبيرية تندفع إلى الأردن الأسبوع المقبل مسبوقة بالأمطار خبير عسكري: صواريخ أتاكمز الأميركية ستنفجر بوجه واشنطن قروض حكومية بدون فوائد لهذه الفئة من المواطنين
قوة حماس البحرية

قوة حماس البحرية

09-09-2021 01:11 AM

مهدي مبارك عبد الله - على طول الساحل البحري لقطاع غزة يتوزع الجنود الإسرائيليين ورجال المخابرات الذين يدققون عبر الشاشات العملاقة والأدوات التقنية الحديثة في وجوه الصيادين الفلسطينيين المنهكين بإعداد شباك الصيد قبل أن يحل موعد ركوبهم البحر طلبا للرزق ويمنعون من اقتراب قواربهم من الحدود البحرية المرسومة خوفًا من أن تتطابق صورة أحدهم مع أسماء وصور غواصي الكوماندوز البحري لحركة المقاومة الإسلامية حماس الذين يعدون أنفسهم بشكل جيد لمعركة قد يفرضها عليهم الصراع القائم في أي وقت ومرحلة

يمكن القول إن الكوماندوز البحري لحماس تشكل فعليًا قبل أكثر من 10 سنوات فقد حدث ذلك بالتزامن مع معركة الرصاص المصبوب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي في كانون الأول عام 2008 بالتزامن مع تشديد الحكومة المصرية قبضتها على الأنفاق الحدودية مع غزة والتي بقيت لسنوات منفذ رئيسي وهام للحركة

فيما يقول الإسرائيليون أن النواة الأولى لتشكيل الكوماندوز البحري لحماس كان في آذار عام 2010 حين اكتشفت الاستخبارات الإسرائيلية أن أربعة من عناصر حماس تلقوا تدريبات خاصة في فنون القتال في البحر في إيران ويحاولون العودة إلى القطاع عبر الأنفاق مع مصر

لكن الخير الأكبر لنشأة هذه الوحدة آتى أُكله في شهر تموز عام 2014 وتحديدًا خلال عملية الجرف الصامد التي شنتها إسرائيل في صيف ذاك العام على قطاع غزة فقد كان الحدث الأعظم في هذا العدوان هو ما عرف بعملية ( زيكيم ) والتي تمكن فيها أربعة عناصر كوماندوز بحري من التسلل إلى شاطئ زيكيم العسكري الذي يبعد 4 كيلومترات عن الحدود الغربية الشمالية لقطاع غزة ثم قاموا بتفجير دبابة إسرائيلية بأسلحة أوتوماتيكية وقنابل ومتفجرات اخرى كانت بحوزتهم

وبرغم أن المقاومين الأربعة قد لقوا حتفهم إلا أن مقاتلي الضفادع البشرية أظهروا باعتراف الإسرائيليين أنفسهم مهارات عسكرية فذة ولأكثر من 20 دقيقة اختفوا عن كل الوسائل التقنية الحديثة التي تستخدمها البحرية الاسرائيلية للمراقبة واضطرت إسرائيل للإقرار بأن رد الجيش الاحتلال كان أبطأ وأن هجوم الكوماندوز والذي كان أكثر نجاحًا مما كان يعتقد في السابقً

أيقن قادة حماس آنذاك أمثال يحيى السنوار ومحمد الضيف ومروان عيسى أن المعركة داخل جوف البحر المحاصر للقطاع يمكنها أن تكون ورقة قوية في قوة وميزان الردع ضد الاحتلال الإسرائيلي واعتبروا ان تطوير القدرات البحرية للحركة يعتبر بمثابة وسيلة هامة لتفادي ما فرضه سلاح الجو الإسرائيلي وأنظمة القبة الحديدية من إحباط صواريخ الحركة في تلك المرحلة

ولهذا عملت الحركة طويلا وكثيرا من أجل تطوير الوحدة الأهم والأقوى في جناحها العسكري وهي وحدة ( الكوماندوز البحري ) وان أول ( كوماندوز قسامي بحري ) لدي حماس كان الشهيد ( حمدي انصيو ) ابن مخيم الشاطئ غرب غزة الذي نفذ أول عملية في عمق البحر ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في شهر تشرين الأول عام 2000 فخلال انتفاضة الأقصى قاد انصيو قاربه المحمل بـ120 كيلو من مادة تي إن تي شديدة الانفجار واستهدف بها زورقًا إسرائيليّا من نوع دبور اتى على دماره وقتل من فيه بالكامل

عناصر البحرية التابعة لحماس أصبحوا اليوم يمتلكون معدات متقدمة وأسلحة قتال تحت الماء تمكنهم من الوصول إلى منصات الغاز الاسرائيلية قبالة سواحل غزة أو التسلل إلى ميناء إسدود أو الى محطات الكهرباء وزرع عبوات ناسفة فيها أو تنفيذ عمليات نوعية باستخدام الألغام البحرية واستهداف السفن والقوارب الإسرائيلية

ومع احتفاظ حركة حماس بسرية كبيرة عن وحدة الضفادع البشرية تحدث الإسرائيليون أكثر من مرة عن أن مقاتلي الكوماندوز الفلسطينيين والذين يقدرون بالعشرات سافروا للتدريب البحري وخضعوا لدورات غوص قتالية طورت قدراتهم ومهاراتهم في كل من لبنان وإيران

بعد وقف إطلاق النار مع الاحتلال إثر عدوان عام 2014 عكفت حماس على تكثيف تطوير قدرتها القتالية البحرية فكونت عناصر هذه النخبة الأكبر في جناحها العسكري من أفضل مقاتليها الخاضعين لقيادة مشددة وتدريبات صارمة في البحر وعلى الأرض وقسمتهم إلى مجموعات جغرافية موزعة في جميع أنحاء غزة حيث تتراوح أعمار عناصر الضفادع البشرية من الشباب ما بين 18 إلى 20 سنة

تشمل تدريبات غواصي حماس تمارين سريعة في البحر لحمل المتفجرات عالية الجودة ضد السفن الحربية الإسرائيلية واستعمال الطوربيدات الخفيفة لحمل المتفجرات والقاذفات والانتقال من البحر إلى البر بتكتيك عسكري حيدث والعكس ضمن خلايا منظمة كما يتم تدريبهم على إطلاق صواريخ موجهة مضادة للدبابات من الساحل إلى البحر وضد السفن في قلب موانئ إسرائيل والتدريب على شن هجمات على البنية التحتية الاستراتيجية الإسرائيلية في البحر المتوسط عبر هجمات متوازية في البحر ومن البحر ومن خلال الانفاق البحرية في ( عام 2018 اكتشفت اسرائيل نفق بحري بطول ثلاثة كيلومترات من الحدود مع قطاع غزة ويمتد عشرات الأمتار تحت الماء داخل الحدود الإسرائيلية )

كوماندوز حماس يمتلك اليوم مرافق تدريب ومستودعات ذخيرة ومعدات عسكرية ووسائل غطس مدنية ودراجات بخارية برمائية وأنظمة تنفس مغلقة والتي لا تطلق فقاعات لجعل الكشف عنها أكثر صعوبة اضافة الى انهم يتمتعون بلياقة بدنية عالية وقدرات غوص تقلل إمكانية اكتشافهم وتساعدهم في الوصول إلى عدة اماكن على طول الساحل في قطاع غزة الذي يعد بمثابة نفق طويل يربط بين غزة في الجنوب وحتى رأس الناقورة على الحدود اللبنانية كما تم مؤخرا استخدام مهارات الكوماندوز البحرية للعمل في نظام الأنفاق المتفرعة تحت الأرض لمهاجمة ومباغتة الجنود الاسرائيليين ولهذا عملت اسرائيل على شن هجوم متواصل على البنية التحتية البحرية في كامل قطاع غزة

لذلك لمنع أي هجمات في البحر ومن البحر فكانت ( سرية المراقبة اشدود ) التي تضم عدد من المجندات مهامهن تنحصر في مراقبة الحدود البحرية مع قطاع غزة عبر الكاميرات ومصفوفات الرادار وهي احدى أهم الوحدات التي تستخدمها إسرائيل لضمان إغلاق محكم على ساحل غزة إذ يتولى عناصرها مهام سرية تتعلق بمراقبة ورصد تحركات الصيادين الذين تحاصرهم إسرائيل دوما من خلال قرارات تحديد مساحة الصيد المسموحة لهم للحيلولة دون تسلل عناصر البحرية الحمساوية بينهم

هذه الوحدة العسكرية الاسرائيلية مسؤولة عن مياه البحر الممتدة من غزة حتى الشاطئ القريب من مدينة نتانيا في حين أن بقية الساحل يخضع لمراقبة جنود من سرية المراقبة حيفا وتعمل السرية من مركزي تحكم ساحليين حيث يراقبان من فوق مياه البحر وبشكل متزايد من تحتها أيضا 24 ساعة في اليوم وسبعة أيام في الأسبوع بحثًا عن عمليات تسلل إلى داخل إسرائيل من البحر اوعمليات تهريب او هجمات على ممرات الشحن التجاري اوحقول الغاز

لم تكن تلك الاحتياطات الامنية كافية لوقف التخوفات الإسرائيلية حيث فكر قادتها العسكريون بإيجاد عقبة كبيرة امام ضفادع حماس لتعقيد اختراقهم للأهداف الإسرائيلية من البحر وإفقادهم القدرة الاستراتيجية الجديدة التي استثمرت فيها الحركة أموالًا كبيرة ولذلك قررت إسرائيل بناء حاجز بحري من الصخور والخرسانة يتكون من ثلاث طبقات طبقة تحت البحر والثانية مصنوعة من الصخور والثالثة مصنوعة من الأسلاك الشائكة بحيث يمتد هذا الحاجر الذي بني قبالة ساحل زيكيم على طول الحدود الشمالية مع غزة بارتفاع اكثر من ستة أمتار وقد زود بأجهزة استشعار متطورة مهمتها رصد التحركات البحرية لمقاتلي حماس وبشكل مستمر

البحرية الإسرائيلية انشئت في عام 1948 وتعمل في بحرين منفصلين البحر الأبيض المتوسط من قواعد رئيسية في حيفا وأسدود وخليج العقبة وتملك سفنا حربية قوية وغواصات من فئة دولفين وهي مجهزة لجمع المعلومات الاستخبارية وتوفير قاعدة بيانات للعمليات الأمامية المثالية للقوات الخاصة في إيلات حيث يخدم فيها ما يقرب من 10 آلاف رجل وامرأة وعليهم تقع مهام حفظ الأمن الساحلي وحماية المياه الإسرائيلية من اي تسلل اضافة الى منع تهريب الأسلحة

إسرائيل سعت الى تحديث أسطولها البحري وبذل جهدًا كبير في محاولة إفشال جهود البحرية التابعة لحماس لكن من الصعب عليها منع هجمات الكوماندوز الفلسطيني لأنها لن تستطيع اعلاق المنافذ البحرية بالكامل أو منع نجاح الغواصين المحترفين المزودين المعدات المتطورة التي تملكها البحرية في غزة من الوصول اليهم وان الجدار الذي اعتبروه عقبةً بحرية أمام حماس لن يحقق جملة الأهداف التي أقيم من أجلها فمن السهل أن تجد ضفادع حماس بدائل لمواجهة هذا الجدار كأن تصل مثلا الى محطات الطاقة وخطوط أنابيب النفط في عسقلان التي تقع على بعد أربعة كيلومترات شمال غزة من خلال طرق الغوص المتقدمة كما يمكنهم خلال دقيقة واحدة فقط الوصول إلى زيكيم في أي مواجهة مستقبلية

قبل فترة أفادت الإذاعة الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي استهدف غواصات مسيرة لحركة حماس قادرة على حمل 50 كيلوغراما من المتفجرات وهو بلا شك خبر مفزع لجنود الاحتلال وقيادتهم

لقد سعت كل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي بشكل كبير لتطوير وتحديث وحداتهما البحرية من حيث بناء وحدات القوات الخاصة البحرية والزلاجات النفاثة والغواصات المسيرة وسفن الكوماندوز المفخخة والطائرات بدون طيار الموجه نحو الاهداف البحرية الثابتة والمتحركة

يشار إلى أن وحدة الضفادع البشرية التابعة لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس تختص في العمليات البحرية المنقاة بدقة وذات الاهمية والحساسية العالية وفي احدى الهجمات الاسرائيلية على أهداف تابعة لحماس والجهاد الإسلامي تمكنت من اغتيال ثلاثة نشطاء بارزين في وحدة الضفادع البشرية وتدمير ثمانية مستودعات تحتوي على أسلحة بحرية وعشرة مواقع بحرية و22 سفينة تابعة لحماس

ورغم كل ذلك وبكل العزيمة الصلبة والارادة الحديدية لا تزال عمليات تطوير القوة البحرية للمقاومة الفلسطينية تزداد وتتقدم كما ونوعا تحقيقا المواجهة والتحدي وفقا لمبدأ وراء العدو في كل مكان من ارض فلسطين السلبية حتى دحره وتحرير الارض والعودة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الوطني المقدس
mahdimubarak@gmail.com








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع