زاد الاردن الاخباري -
الاصلاح بالأردن وهم ام سراب
وجهة نظر شخصية من اكاديمية اردنية
ان من يطالع نبض الشارع العام في التعليقات على العديد من المواضيع والحوادث اليومية؛ تصله رسالة مفادها اليأس من الاصلاح وحالة غريبة من الاحباط العام تتغلغل في النفوس.
الا انه لم يكن يوما للسلبية دورا في البناء، فنجد ان هناك من يحاول محاولات بائسة (مثل لجنة الاصلاح) ولكنه ما يلبث ان يشعر بوقوعه بفخ السخط العام على اي اتجاه يسلكه، فيصبح ويمسي وهو لا يدرك اين مخرجه بأقل اضرار!!!
بعد العديد من الخبرات التي حصلت عليها شخصيا وتنوعت بكافة القطاعات (العسكري، الخاص، العام) خلال عشرين عاما مضت ؛ اتخذت قرار ان أعطي وجهة نظري كمواطنة أردنية بالاصلاح (مع التحفظ على عدم ظهور اسمي لأن المهم هو الهدف)
ان أكبر القوى المعيقة اليوم للإصلاح هي الثقافة السائدة مجتمعيا وعدم قيام المؤسسات الرقابية بدورها المطلوب،،،
والخلل الأعظم يكمن في ثقافة الوساطات وتعيين من لا يمتلك القدرات ولا الخبرات الكافية وهذا ينطبق على العمل بكل وظائف القطاع العام والذي تردّت خدماته لهذا السبب،،،
ولكن تأثير ذلك على المؤسسات الرقابية يُشبه تماما المطرقة التي تُحطّم رأس الوطن كلما أراد النهوض،،،
يحضرني مثال لأحد مسؤولي المالية في احدى المؤسسات وهو يُشجّع على تقديم الامتيازات المالية للموظفين على حساب المؤسسة الوطنية بأنه عند شراء قلم حبر للمؤسسة سعره بالسوق المحلي ربع دينار؛ فإن عطاءه يكون بخمس وسبعون قرشا ولندع الناس تستفيد!!!
تخيلوا معي لو كان وصفي التل يسمع ما قيل!
ويحضرنا هنا سؤال: لماذا علقت حالة وصفي التل بالاذهان رغم مرور العديد من رؤساء الوزراء بعده؟
وصفي التل كان ايقونة وشكّل حالة اردنية خاصة لانه مواطن اردني نزيه وبسيط أحبّ وطنه وتكلّم بلغة الأردنيين دون تنميق ولم يتواسط يوما ما.
ونعود للسؤال: اين الجهات الرقابية ؟؟؟
اين الجهات الرقابية من نواب يتغلغلون باحثين عن واسطات لأقاربهم؟
اين الجهات الرقابية من محاصصة دولته او معاليه بمناصب المؤسسات؟
وهل يستطيع من تعين بالواسطة ان يرفض تلبية رغباتها فيما بعد بالعديد من الخروقات!!!
اين الجهات الرقابية من تهميش الكفاءات واقصاءهم؟
ولمصلحة من الفوضى التي تُستحدث باستمرار؟
وهل هناك من يعرف فعلا كيف يُدار المشهد؟ ولمصلحة من تستباح مؤسسات الوطن؟
لكل من يبحث عن الاصلاح؛ الاصلاح موجود بأنفسكم وانتم لا تعلمون فإن اصلحتم النوايا قطفتم الثمار
ولوطني الغالي أقول ان الاصلاح موجود بموطن الخلل وهو الجهات الرقابية فإن صلحت سيصلح كل شيء، والحل باعادة هيكلتها من جديد واختيار قيادات نزيهة تمتلك الكفاءة والقدرات على اعادة بناء تلك المؤسسات ولتختار افرادها بعناية فهؤلاء هم من سيضبطون المنبه من جديد لهذا الوطن.
اما الخلل الأعظم فهو البُعد عن الثوابت الوطنية امام جيل بأكمله فأبنائنا يتخرجون من المدارس لا يعرفون الكثير عن اركان وطنهم ولا نريد لهم معرفته بالكتب
فاين الطابور الصباحي؟. والنشيد الوطني؟. والمبادرات المجتمعية؟
اين النماذج الناجحة والمجتهدة التي سيقتدون بها؟
يجب ان نعطي الحجم الحقيقي للفراغ الثقافي الموجود بالساحة والذي يُمكن أن يُوجه بأي لحظة الى حالة سخط عام،،، يجب ان توجه كل الجهود بطريقة تكاملية لتثبيت الجوامع الوطنية،،،
واخيرا، يجب أن يدرك كل مسؤول بأن هدفه هو ما كُلّف به وليس حصد الشعبيه بالشارع لأننا كلنا زائلون ويبقى الوطن من اجل ابنائنا واحفادنا، وكم من مسؤول نقض يمينه بالمحافظة على تراب هذا الوطن وسعى لمصالحه الشخصية!!!
حفظ الله الاردن بقيادته ليبقى لنا الوطن