خاص - عيسى محارب العجارمة - واستدار الزمان دورته الظالمة الغادرة، فها هي الناصرة قد ضاقت ذرعا بالسيد المسيح عليه السلام مجددا، وشلت يد الخيانة العظمى بحق البدور الستة الأحرار الذين سطعوا فوق سماء فلسطين المحتلة.
ليال معدودة اناروا فيها عتمة ليل الأمة، وسطعوا كما الشمس المشرقة صبيحة ضرب هيروشيما بالقنبلة النووية، فالحرية البشرية كل لا يتجزأ سواء بهانوي أو الفلوجة أو الناصرة أو هيروشيما، أو ميونخ.
كان فرارا إنسانيا بحجم الكوكب، قبل أن يكون فعلا نضاليا محضا يخص الإنسان العربي الفلسطيني المجاهد، فتلك الأقمار البشرية التي إضاءات سماء الناصرة - ميونخ العرب - لأكثر من ٢١ ساعة، تيمنا بعملية دورة الألعاب الأولمبية التي خاضتها المقاومة الشعبية الفلسطينية، ولتتوقف ساعة الزمن بواسطة فعل فاعل ويعود الأسرى الابطال إلى سجنهم البغيض.
ساعات معدودة من الحرية لأبطال نادي الأسير الفلسطيني والذي بلغ تعداده عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين الابطال، ممن دفعوا زهرات شبابهم لتبقى شعلة فلسطين وهيروشيما وناغازكي والفلوجة مشتعلة للأبد.
عبروا النفق كما عبر الشهيد صدام حسين نهر الفرات سباحة نحو المجد والحرية أواخر الستينات ليعود رئيسا للجمهورية العراقية المجيدة، ويصوغ تاريخ الأمة العربية المجاهدة بقاموس من البطولة والتضحية والفداء عز نظيره، توجه بإرسال ٣٩ صاروخ سكود دكت سماء تل أبيب وكل الداخل الفلسطيني الأسير، ليكمل الابطال الستة قصة الصاروخ الأربعين.
نعم يا أسرانا الابطال يا من عبرتم نفق الحرية وكنتم صاروخا بشريا عابرا للإنفاق والقارات معا، قبل أن تغتال فرحتنا وفرحتكم وشايات المنافقين من أبناء يهوذا الاسخريوطي، ممن وشوا بالمجاهد الفلسطيني الأول، السيد المسيح، الذي ضاقت به الناصرة ذرعا كما ضاقت بكم، فلم يضيره ولن بضركم حبل المشنقة، الذي التف على رقبة صدام، فالبطولة بدون تضحية وأسر وسجن وإعدام، ووشاية واش وضيع، تكون ضربا من الترف، لا الجهاد والامجاد.
لقد ايقظتم الضمير الإنسانى الحي من هجعته، ليعرف العالم حالة الظلم والقهر التي يعيشها أسرانا الابطال، انتصر الأسرى الفلسطينيين، وانتصرت الإنسانية وخسر الجلاد.
Issamha71@gmail.com