زاد الاردن الاخباري -
قال الخبير التربوي محمود جبر إن تجربة التعليم عن بعد وجائحة كورونا كانت قاسية على طلبة المدارس، مشيراً أنها أثرت نفسيا وبشكل كبير على التحصيل العلمي للطلبة، خاصة في طلبة المدارس الذين خاضوا تجربة قاسية في التعليم عن بعد.
وأشار جبر أن التحصيل العلمي في التعليم عن بعد لا يقارن أبدا بالتحصيل في التعليم الوجاهي، مؤكداً أن طلبة المرحلة الأساسية قد فقدوا كثيرا من تحصيلهم العلمي، وتراجع مستواهم على الأقل سنتين إلى الوراء بسبب جائحة كورونا وتجربة التعليم عن بعد، إذ كانت نسبة كبيرة من المدارس الحكومية والخاصة غير مهيأة بشكل كامل لإعطاء الطالب ما يستحقه من التعليم، وذلك يعود إلى كل ظرف تمر به كل مدرسة على حدة، وإلى الفروق في الإمكانيات بين المدارس، وخاصة المدارس الخاصة فيما بينها.
وبين جبر أن تجربة الفاقد التعليمي كانت مهمة وضرورية، إذ بينت تجربة الفاقد التعليمي كم فقد الطلاب من تحصيلهم العلمي خلال جائحة كورونا، وبينت ضعف مخرجات التعليم عن بعد، كما أن الفاقد التعليمي كان له دورا في تهيئة الطالب نفسيا للعودة إلى التعليم الوجاهي، أما اليوم وبعد مضي 12 يوما على عودة التعليم الوجاهي، فيرى جبر أن الطالب ما زال بحاجة للتهيئة النفسية، بعد سنة ونصف عن الانقطاع عن التعليم الوجاهي، مؤكداً أن التعليم عن بعد لن يغني بأي شكل من الأشكال عن التعليم الوجاهي، الذي من خلاله يستطيع الطالب تعلم الكلمة والحرف والرقم أفضل بكثير مما يتعلمه من خلال التعلم الإلكتروني.
وأضاف أن الطالب الآن بعد أن عاد إلى التعليم الوجاهي، يجب العمل على تهيئته نفسيا لذلك، وليس فقط بتلقينه المعلومات، فظروف الحجر الصحي لمدة سنة ونصف كانت كفيلة بأن تؤثر على نفسية الطالب، التي حتماً ستؤثر على تحصيله التعليمي، مبينا أن للعامل النفسي تأثير قوي ومباشر على نتيجة التحصيل العلمي.
وحول عودة الطلبة إلى المدارس رسميا، قال جبر لرؤيا أن ذلك أفضل قرار اتخذته الحكومة في مسألة التعليم، مشددا على أن الأوضاع لا تحتمل أي قرار آخر يعنى بالعودة إلى التعليم عن بعد، موضحاً أن العودة للتعليم الإلكتروني هو شكل من أشكال الجهالة ويعتبر قرارا غير مدروس لذلك.
وأشار أن نجاح تجربة التعليم عن بعد في مدرسة معينة، لا يعني أن التعليم عن بعد نجح في كل المدارس، مؤكدا أن هناك بعض المدارس لم تقدم شكل التعليم كاملا إذ أن البعد النفسي والتربوي كان غائبا، مؤكدا أن التعليم هو بناء لشخصية الطفل وقدراته ومهاراته وإمكانية التكيف وقابلية الاندماج مع الآخر والثقة بالنفس والقدرة على الحوار، والعديد أيضا من المفردات الأخرى المهمة مناطة بالمؤسسة التربوية والتعليمية، إذ يبرز هنا دور المؤسسة التعليمية في حال قصرت الأسرة بذلك.
وعادت المدارس إلى التعليم الوجاهي اعتبارا من 1 أيلول الجاري وبشكل كامل، إذ حددت وزارة التربية والتعليم برتوكولاً صحياً للعودة إلى المدارس، ما اضطر بعض المدارس إلى الدوام بالتناوب، وذلك للالتزام بالاشتراطات الصحية.
وأكد وزير التربية والتعليم الدكتور محمد أبو قديس أن التعليم الوجاهي لن يلغى ولن نعود إلى التعلم الالكتروني طالما أن الشروط الصحية مطبقة والوضع الوبائي ما زال مستقراً.