زاد الاردن الاخباري -
إبراهيم قبيلات..."للراغبين بشراء شهادات جامعية معتمدة ومصدقة من سوريا والسعودية والاردن ومصر وأمريكا".
- لحظة، هل قلت الاردن؟
- هل تعني أنني غير مضطر للتعب سنين وسنين وأدرس وأتعلم، وأن بإمكاني شراء كل شيء، حتى الشهادة العلمية إن كان لدي القدرة المالية؟
هذا آخر ما كنا ننتظره.
عشنا السوء والانحدار والهزائم في كل مستوياته..عشنا زمن المعارضة الحمراء والولاءات المدفوعة ..عشنا قهر الأباء على فلذات أكبادهم بسسب تفشي الجهل والأمية بين الأوساط العلمية والطبية..عشنا وشفنا تمرد الأبناء على آبائهم وقتل أمهاتهم..عشنا كل هذا وأكثر.
هي مرحلة السقوط دون استئذان.
نعلم انتشار "المحال التجارية"، تحت مسمى مكتبات أو مكتب خدمات جامعية، التي مهمتها الدراسة عنك وعن غيرك وإعداد البحوث العلمية عنك، كما تحب وأكثر، أما الشهادات الجامعية المصدقة والمعتمدة فهذه تكاد تكون جديدة.
في السابق كنا نظن أن بعض جامعات السودان وحدها المتهمة في بيع الشهادات العلمية.
هل تريد أن تضع أمام اسمك (د)، فتصبح دكتوراً قد الدنيا؟ فقط ادفع ما عليك دفعه وستحصل على شهادة تزين بها اسمك وواجهة مكتبك ويتفاخر الأخرون من العزوة في الاوساط الضيقة، وربما في المرجات العلمية أيضاً.
في الغالب سيكون التخصص غير قابل للتدوير، ويا بؤس من حصل على مثل هذه الشهادة ثم طمح أكثر بأن يعلم الطلبة في الجامعات.
- "يا حبيبي على العلم الذي سيمنحه الدكتور للطلبة".
في غاية البؤس المرحلة التي وصلت اليها البشرية هذه الأيام، ليس الأردن وحده، نحن مجرد مرآة لما يجري في كل العالم، وفي كل العالم الدولار هو عقلك، فإن كان في حسابك البنكي الدولارات فأنت اذكى الاذكياء، وأشد الناس نباهة، فمحفظتك هي من تحدد إن كنت ألبرت اينشتاين إم لا.
أنا هنا لا أتحدث عن جامعة بعينها، المسألة أعمق من هذا بكثير، فأعمق وأشد بؤساً من شراء الشهادة الجامعية العليا ان تشتري الأبحاث لتمنح شهادة جامعية، وهذا متاح للجميع، فقط اركن سيارتك بالقرب من جامعة ما، وادخل مكتب خدمات جامعية ما، واطلب منه الدراسة بدلاً عنك.
يا لبؤسنا