خاص - عيسى محارب العجارمة - كثير ما يسألني الأصدقاء أن كنت اقبض مبالغ مالية أو مغلفات، لقاء ما اكتب من مقالات في وسائل الإعلام المختلفة منذ قرابة أكثر من ١٥ عاما، وهو سؤال هام جدا، برأيي الشخصي، ولكن للأمانة العلمية والأخلاقية، فإنني وجهت السؤال ذاته قبل أكثر من عشر سنوات للكاتب الشعبي محمد الهياجنه فقال لي نحن لا نتقاضى اي أجور ككتاب شعبيين وإنما هي رسالة نؤديها.
ومن حينها وانا ككاتب شعبي ولا صفة رسمية لي كصحفي أو اعلامي يمكنني ادعائها، مقتنع انها صنعة ما تطعم خبز، وإنما هي رسالة خاصة نؤديها لكسر روتين يومي من خلال عملي كحارس أمن وحماية المستهلك الثقافي أن جاز التعبير، فنقوم بسلق مقالاتنا أو مقالي انا كنوع من التحديد حتى لا تشمل العباره بقية الرفاق من الكتاب الشعبيين أو الكتاب الإلكترونيين كما يحلو للبعض منهم وصف نفسه.
نعم تسلق المقالات بمداد السرعه، لأننا أرباب أسر ولدينا أشغال شاقة أخرى غير الكتابة التي تعتبر ترف أن لم يعتبرها البعض قرف، ونرسلها لهيئات التحرير التي اشكر لها صبرها ونشرها بما تجود به قرائحنا المتعبة، والبعض منهم يتحمل عنا أسئلة كثيرة من الرأي العام وبعض الجهات السيادية حول بعض الأخطاء غير المقصودة لذاتها ويتم تفسيرها عكس ما نقصد، فالنار تطول الناشر الذي يتعب على كاتبه سنوات طوال ليقدمه للرأي العام.
للأسف نحن لسنا بجودة محترفين الكتابة بالدول الغربية، فنسوق مقالنا بطريقة تجار الحسبة يالله يا بطاطا يا يندورة وعالسكين يا بطيخ، وهات من يقرأ جرايد، ومع ذلك نقاتل تحت راية الوطن والملك عبدالله الثاني بمنتهى الإخلاص والوفاء.
ولن أطيل ولكن أرى أن الجهات المختصة بما نقدم من نتاج أدبي وثقافي وتنويري عندها قيس ويمن فتخص هذا باعطية وتنسى ذاك بمنتهى الإقصاء والتهميش، علما أن جميع الشعراء والأدباء العرب في الجاهلية والإسلام كانوا يعيشون من نتاج اقلامهم وشعرهم وادبهم فلما تعيبون علينا أن نطلب منكم أقل القليل سادتنا في وزارة الاعلام والثقافة وغيرها من جهات بحكومتنا الرشيدة واختم بالحادثة الطريفة التالية في غابر الزمن المجيد لنرى مدى خطورة الكاتب والشاعر والإعلامي وحقه بالمنفعة المادية نتاج ما يقدم لوطنه من خدمة ثقافية وفنية وإعلامية هي من أهم مقومات الأمن الناعم للدولة.
قال الشاعر ابن قيس الرقيّات مادحا الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان :-
إن ّ الأغر الذي أبوه أبو الـ عاصي عليه الوقار و الحجب
يعتدل التاج فوق مفرقه على جبين كأنه الذهب
فقال له عبد الملك: يا ابن قيس تمدحني بالتاج كأني من العجم و تقول
في مصعب:
إنما مصعب شهاب من الـ لّه تجلّت عن وجهه الظلماء
ّ ملكه ملك عزة ليس فيه جبروت منه و لا كبرياء
ّ أما الأمان فقد سبق لك، و لكن و اللّه لا تأخذ مع المسلمين عطاء
أبدا!.
قال: و قال ابن قيس الرقيّات لعبد اللّه بن جعفر: ما نفعني أماني،
تركت حيّا كميت لا آخذ مع الناس عطاء أبدا؛ فقال له عبد اللّه بن جعفر: كم
ّسنك؟قال: ستين سنة؛ قال: ّ فعمر نفسك؛ قال: عشرين سنة من
بلغت من الذي قبل فذلك ثمانون سنة؛ قال: كم عطاؤك؟قال: ألفا درهم؛ فأمر له
بأربعين ألف درهم، و قال: ذلك لك ّ علي إلى أن تموت على تعميرك نفسك؛
فعند ذلك قال عبيد اللّه بن قيس الرقيّات يمدح عبد اللّه بن جعفر:
ّ ذكرتك أن فاض الفرات بأرضنا و فاض بأعلى الرقّتين بحارها