زاد الاردن الاخباري -
"أعد الأمير الحسن خطابا للملك حسين بناء على نماذج تم اعدادها لهذه المناسبة".
والمناسبة هي توقيع اعلان مبادئ مع رئيس وزراء العدو الإسرائيلي حينها إسحاق رابين وبحضور الرئيس الأمريكي بيل كلينتون.
هذا ما يستذكره طاهر المصري في "الحقيقية بيضاء" المذكرات التي أطلقها أخيرا، وتطرق فيها الى تفاصيل دعوته بصفته رئيس مجلس نواب حينها لحضور "الاحتفال" بالعلاقات الجديدة مع دولة الاحتلال.
يقول: ذهب الأمير الحسن قبيل ذلك الى نيويورك لمقابلة شمعون بيريز بعد اتفاق أوسلو مباشرة بطلب وتوجيه من الملك حسين، وكان حاضرا بقوة – يعني الأمير الحسن - في عملية التفاوض الأردنية الإسرائيلية التي افضت الى وادي عربة.
يقول: بعد هذا اللقاء تغير الموقف الأردني بشكل جديد مرة أخرى، وبدأ التحضير لموقف أكثر تقدما من خلال توقيع اتفاق سلام.
أما رأس الهرم في الجوانب القانونية والفكرية – يقول المصري – هو عون الخصاونة، الأردني القانوني الأول الذي أشرف على صياغة اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية.
وفي تاريخ الرابع والعشرين من تموز 1994 أعلن الأردن موقفه من "بيان واشنطن"، لينهي رسميا حالة الحرب بينه وإسرائيل، ومهد للبدء ببناء علاقات سلام معها.
ويستذكر المصري كيف ان عدنان أبو عودة اطلع بالصدفة صبيحة الإعلان عن المبادئ، على البند المتعلق بالقدس في الاتفاقية واعترض على النص كونه ضعيفا ويعطي لإسرائيل حقوقا يجب ان لا تحصل عليها. ويعلق المصري على ذلك بالقول: "ولكن سبق السيف العذل".
يقول المصري: في مكان الاحتفال في حديقة البيت الأبيض، كان أحمد اللوزي – رئيس مجلس الاعيان حينها – يجلس مع شخص ويتحدثان، فعرف المصري لاحقا انه رئيس الكنيست الإسرائيلي الذي كان يطلب من اللوزي تطوير العلاقات بسرعة وتبادل الزيارات، فقاطعه المصري قائلا: "شوي شوي.. بكير ما زلنا في مرحلة توقيع البروتوكول وعلينا الانتظار".