نحن العرب مسكونون بالضوء الأخضر. والضوء الأخضر هنا هو الذي يسمح لك بالعبور بل يدعمك في عبورك ويحرسك ويقدم لك "اللوجست" حين الحاجة..!
سأعطيكم مثالاً على نفسي: حين أخرج من البيت آخذ ضوءًا أخضر من زوجتي كي تنسّق لي ألوان ملابسي ولا تأكل رأسي إذا تأخرت..! حين أعمل عزومة كبرى آخذ ضوءًا أخضر من والدي كي أضمن رضاه وحضوره وخبرته في الترتيبات ..! حينما أشتري سيارة آخذ ضوءًا أخضر من صديق لا خبرة لديه كي أضمن عدم نقّه أو تشكيكه في مصادر تمويلي..!
وقد تستغربون ولا تصدِّقون بل ستتهموني بالكذب البواح إذا قلتُ لكم أن الرئيس الأمريكي "بايدن" يعطيني الضوء الأخضر على كثير من تصرّفاتي؛ أنا لا أمشي في الشارع اعتباطاً؛ بل مع الأخضر.. أنا لا أدخّن تبغي الرديء (أبو ليرة ونص) إلاّ بضوء أخضر من بايدن.. حتى عندما أعطس؛ فالعطسة محسوبة ومدرجة على جدول حركاتي وأخذتُ لها الضوء الأخضر..!
أضحك وأضحك أكثر ممّا ينبغي حينما أقرأ وأرى وأسمع أن كثيرين ينسبون تحركاتهم وقراراتهم إلى الضوء الأخضر الذي هبط عليهم فجأة ليبرروا أفعالهم ويعطوا لخطواتهم (بَوَرًا) لا ينمّ إلاّ عن ضعف واضح وكذبٍ مكشوف..!
الضوء الأخضر الحقيقي هو أن تكون جواز مرور نفسك بنفسك؛ وغير ذاك فلتقعد على أكوامٍ لن يراها غيرك وأنت المُصاب بعمى الألوان..!
كامل النصيرات