زاد الاردن الاخباري -
بفرح وشوق الطفولة استعدت (ج،أ) للذهاب الى المدرسة في أول يوم دراسي لها على مقاعد الصف الأول الابتدائي، وارتدت زيها وحملت حقيبتها ورتبت اقلامها ودفاترها وتوجهت الى مدرستها حاملة سعادتها وفضولها، إلا ان بضع ساعات كانت كافية لتعود لمنزلها وبكاؤها لا يتوقف بعد أن تعرضت لأعنف ما قد يتعرض له طفل من سخرية وتنمر من زملائها. ولدت (ج) ذات الست سنوات بتشوه خلقي في مقلة العين اليمنى وتم ازالة محتويات العين، فهي بحاجة الى عين اصطناعية علاجية ورعاية دائمة ومتابعة وفق التقرير الطبي لتشخيص حالتها.
وتتلخص حالة الطفلة بعين لا ترى لكن يراها الجميع ويكلفها ذلك عبئا ومشقة لا تستطيع سنوات عمرها الغضة مواجهة تبعاتها.
وتقول والدتها: إن الصغيرة لم تذهب الى المدرسة الا ثلاثة أيام فقط بعد أن جعلها الأطفال محط سخريتهم كونها فاقدة لعينها ولم تفلح محاولاتي وجهودي في اقناعها لمواصلة الذهاب، ومنذ ذلك الوقت وهي تستيقظ صباحا وترتدي الزي وتمسك حقيبتها ثم تجلس رافضة التحرك من مكانها.
وأضافت: إن حالتها تستدعي تغيير العين الاصطناعية كل ستة شهور بسبب استمرار النمو، والعين الاصطناعية السابقة أصبحت صغيرة وتسقط من مكانها مع كل حركة في البيت أو الشارع، مستدركة أن ذلك منعها من وضعها للطفلة عند ذهابها للمدرسة، حيث احتمال سقوطها أمام زملائها سيؤدي الى مضاعفة حالة السخرية والتنمر لها.
وحول توصيف حالتها الطبية تقول والدتها: إنه بسبب استمرار حالة النمو تبدأ العين الاصطناعية بعدم الثبات والسقوط ما يلزم تبديلها دوريا مرتين في العام وبسبب كلفتها المرتفعة والتي تتراوح من 600 الى أكثر من ألف دينار حسب مكان العلاج، لم نتمكن من تبديلها فوالدها عامل بسيط أجره بالكاد يكفينا لمتطلبات الحياة المعيشية الأساسية.
وأضافت: إن اهمال تركيب العين الاصطناعية يتعدى الغاية التجميلية، حيث يؤدي الى حالة شديدة من الضمور لعضلات العين والمنطقة المحيطة ويصبح تركيب عين اصطناعية لاحقا غير مجد، لذلك كل مساعينا تنصب في المحافظة على شكل العين من خلال تبديلها خلال مراحل النمو بانتظام، وكذلك للحفاظ على ثباتها في مكانها وتجنيبها وضعا نفسيا بدأت آثاره منذ اليوم الاول لمخالطتها الآخرين في المدرسة.
وأشارت الى أن المراجعات الطبية أكدت انه بعد نحو عشر سنوات يتم اجراء عملية تنظيف كاملة للعين ما يسمح بتركيب عين اصطناعية ثابتة، لكن حتى ذلك الوقت تحتاج الطفلة لمعونة في تأمين كلف تركيب العين دوريا للحفاظ على وضعها الطبي سليما، ولمنحها فرصة العيش بصورة طبيعية في المدرسة وغيرها دون ان تكون محط سخرية وعبث جعلها تنغلق على نفسها وترفض حتى التحدث للآخرين بل وحرمانها من تحصيل دروسها واللعب والاندماج مع غيرها من الاطفال في ساحات المدرسة ومقاعدها.