زاد الاردن الاخباري -
صدر أخيراً في القدس، عن "دار الجندي"، أخر أعمال عبد الجبار عدوان، "حكايات أندلسية معاصرة". يشير الكتاب الى ان ما نمر به الان في المنطقة ككل وأقاليمها، ليس بالجديد كلياً، بل عايش السلف على مدار الحقبات اوضاعاً مشابهة مع أختلاف بسيط في درجات الحدة .. الاقتتال، حشر الدين في الصراعات، التنافس القاتل على كرسي الحكم، خيانة الذات والشعب، ذبح الابناء والاهل المنافسين، التعذيب بانواعة للمعارضين، وخطفهم وقتلهم لارهاب من تسول له نفسه .. وربما الاهم في ذلك هو الانصياع الى درجة الخيانة للعدو الاجنبي ضد الذات والاهل والوطن والدين والقومية.
هذا الحال يتطرق اليه كتاب عدوان، بامثلة وتشريح مقارن، تبدأ منذ فجر الاسلام في الصراعات على الخلافة التي طالت أحفاد النبي، ثم تجارب الدولتين الاموية والعباسية، وبالطبع تجربة الاندلس التي تجلى فيها تعاون ملوك الطوائف مع النصارى ضد بعضهم البعض، بل مشاركة قواتهم ضد قوات ممالك اندلسية أخرى وأنهاء وجودها تماماً. أشياء مشابهة حدثت أثناء الغزو المغولي، واثناء الحروب الصليبية، وما تلاها في العصر الحديث من تعاون مخلص مع الاستعمار الاجنبي، وذلك حتى يومنا الحالي.
الكتاب يقارن بين ما كان وما يجري الان، ويستشف نتيجة مشابهة للاحداث، علماً بان الاندلسيين طردوا من البلاد، وذابوا نهائياً، وانتهى الدين الاسلامي، واللغة العربية بالقوة من الاندلس. يطرح عدوان نظرية جديدة في كتابه هذا، وتبدو حقيقية كلما طالعنا بين الصفحات. فالغرب يريد استعادة الهيمنة التامة على ضفاف البحر المتوسط (الرومي) الجنوبية والشرقية، وإسرائيل صنيعة وأداة ذالك الغرب تريد السيطرة على حدودها التوراتية المعلنة لإسرائيل الكبرى!! وهذا العمل جارٍ بالفعل، وتتضح الخطوات وانواعها غير التقليدية عبر الكتاب. أذا استمر الحال فالنتيجة على المدى المتوسط هي ذوبان العرب، وتسخير بقاياهم لخدمة المشروع الغربي والصهيوني.
(الكتاب سيتوفر في معرض عمان الدولي للكتاب جناح دار الجندي C3 )