زاد الاردن الاخباري -
يستعد المشير خليفة حفتر لخوض غمار انتخابات الرئاسة الليبية المقبلة، بحسب مصادر عسكرية أكدت أنه سيعلن قريبا عن ترشحه للانتخابات المقبلة المقرر اجراؤها في 24 ديسمبر.
وعلق المشير حفتر مهامه رسميا كقائد "الجيش الوطني الليبي"، وكلف رئيس الأركان العامة، الفريق عبد الرزاق الناظوري، بمهام القائد العام لـ"الجيش الوطني" لمدة ثلاثة أشهر.
ويأتي ذلك بعد أسبوعين من إقرار قانون انتخابي، يتيح لحفتر الترشح، ثم تولي منصبه العسكري مجددا في حال عدم انتخابه.
والقانون المكون من 77 مادة، والذي نشر في 9 سبتمبر، ويحمل رقم 1 لسنة 2021 وتوقيع رئيس مجلس النواب، ينظم الانتخابات الرئاسية المقررة في 24 ديسمبر.
وتشير مادة من القانون، إلى إمكانية ترشح أي عسكري أو مدني لمنصب الرئيس، شرط "التوقف عن العمل وممارسة مهامه قبل موعد الانتخابات بثلاثة أشهر"، وفي حال عدم انتخابه "يعود لسابق عمله
من هو المشير حفتر ؟
وأقدم المشير خليفة حفتر على مغامرات عسكرية أكسبته سمعة داعية حرب، ففي عام 2019، أمر المشير البالغ 77 عاما والذي يسيطر على شرق البلاد وجزء من جنوبها، مقاتليه بغزو طرابلس حيث مقر حكومة الوفاق السابقة المعترف بها من الأمم المتحدة. وصُدَّت قواته في حزيران/يونيو 2020 من المقاتلين الداعمين للحكومة بدعم عسكري من تركيا.
في ذلك الوقت، قدم العسكري المخضرم نفسه على أنه "منقذ" ليبيا، واصفا خصومه بـ"الإرهابيين" و"المرتزقة".
ويتهمه خصومه بالسعي لإقامة دكتاتورية عسكرية في البلد النفطي الذي يعيش حالة من الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011 بعد ثورة شعبية.
تبع فشله في السيطرة على العاصمة إبرام اتفاق وقف لإطلاق النار في تشرين الأول/أكتوبر 2020، وحوار سياسي برعاية الأمم المتحدة أفضى إلى تشكيل حكومة مكلفة قيادة المرحلة الانتقالية في آذار/مارس 2021، وإقرار انتخابات تشريعية ورئاسية في 24 كانون الأول/ديسمبر.
التزم حفتر اثر ذلك التكتم بعد انحسار تأييد قبائل قوية له في شرق البلاد وبعض داعميه الخارجيين، إضافة إلى بروز المسار السياسي بديلا من الخيار العسكري.
لكنه يهيىء نفسه تدريجيا للعب الورقة السياسية هذه المرة في أفق الانتخابات.
تصريحات مدوية
يُعرف الرجل صاحب الملامح العابسة والشعر الأبيض بتقشّفه في الكلام، لكنه يحب الإدلاء بتصريحات مدوية.
بدأ ذلك عام 2014 عندما أعلن في خطاب متلفز حلّ مؤسسات الحكم وتوليه السلطة، قبل أن يختفي من المشهد لأسابيع.
ورغم ذلك، تمكن من تشكيل قوة شبه عسكرية في الشرق أطلق عليها اسم "الجيش الوطني الليبي" وعدل اسمها لاحقا ليصير "القوات المسلحة العربية الليبية"، ليصبح الرجل القوي في شرق البلاد وفاعلا رئيسيا في الأزمة.
نجح العدو اللدود للإسلاميين في السيطرة عام 2017 على المنطقة الشرقية (برقة) وأكبر مدنها بنغازي، بعد ثلاث سنوات من المعارك ضد جماعات جهادية.
وهَزم في العام التالي جماعات متطرفة في درنة، المدينة الوحيدة في برقة التي ظلت خارج سيطرته حتى ذاك الحين
ثم أطلق في كانون الثاني/يناير 2019 عملية للسيطرة على الجنوب الغربي الغني بالنفط واستولى على أكبر مدنه سبها دون قتال تقريبا.
بداية الانتفاضة
برز خليفة حفتر في بداية انتفاضة 2011 التي شارك فيها بعد غيابه عن المشهد لأعوام.
وشارك الرجل الذي تلقى تدريبا في الاتحاد السوفياتي، في الانقلاب الذي أطاح بنظام الملك إدريس السنوسي وقاد القذافي إلى السلطة عام 1969.
وقاد حفتر القوات الليبية في الحرب ضد تشاد (1978-1987) لكنه أسر في معركة وادي الدوم على الحدود مع الجارة الجنوبية، قبل أن يعلن انشقاقه عن نظام القذافي ويطلق سراحه.
وجاء الإفراج عنه بمبادرة من الولايات المتحدة في عملية لا يزال يكتنفها الغموض، وقد منحته حق اللجوء السياسي على أراضيها. وانضم خليفة حفتر في الولايات المتحدة إلى المعارضة الليبية.
وقد عاد خصومه في غرب ليبيا لتذكيره بماضيه عندما أطلقوا على فشله في غزو طرابلس اسم "وادي الدوم 2".
وبعد أكثر من عشرين عاما من المنفى، عاد حفتر في آذار/مارس 2011 إلى بنغازي. وإثر مقتل القذافي في تشرين الأول/أكتوبر 2011، التف حوله نحو 150 ضابطا وضابط صف عيّنوه رئيسا لأركان الجيش، وهو أمر لم ينل اعترافا رسميا.
ويُرجع منتقدو حفتر نجاحه العسكري إلى الدعم غير المعلن الذي تلقاه من دول أجنبية، مثل الإمارات ومصر وروسيا وفرنسا