زاد الاردن الاخباري -
في رؤية غريبة للتغلب على تضاريس الطبيعة لتطويعها لخدمة الإقتصاد الأردني، دعا الجيولوجي البروفيسور محمد الفرجات وفي نموذج جريء، إلى إستغلال مساحات كبيرة جدا وغير مستغلة من جبال شرق العقبة ذات الطبيعة القرانيتية، والتي تعد خارج حسابات مفوضية العقبة وشركة التطوير (في الوقت الراهن على الأقل حسبما صرح).
وقال البروفيسور الفرجات في حديث للصحافة، بأن أحد أهم التحديات في مشروع العقبة الإقتصادية الخاصة، هو ضيق مقطع طولي كبير من الشواطيء المطلة على خليج العقبة في المياه الأردنية، وذلك لقرب الجبال القرانيتية في تلك المناطق من البحر، لتكاد أن تلامسه في بعض النقاط، مما يكفي فقط لمرور مسربي الشارع الذي يؤدي للشاطيء الجنوبي.
وحسب البروفيسور الفرجات، فإن هذه المناطق وكما يظهر في الصور الفضائية المرفقة، ومن حدها الغربي المحاذي للشارع المذكور، وذهابا إلى عدة كيلو مترات نحو الشرق، تشهد كثافة في بروزات جبلية صخرية قرانيتية مختلفة الإرتفاعات، وتتخللها أودية، مما يجعل مساحات شاسعة مطلة على البحر في مدينتنا البحرية الوحيدة مبطلة النفع، وخارج حسابات السلطات المحلية ومخططات تطوير الأراضي وإستعمالاتها.
هذا وقد أشار الفرجات أستاذ علم الجيولوجيا في جامعة الحسين بن طلال ومؤسس منتدى النهضة والمهتم بالشأن التنموي الوطني، بأن المساحات المذكورة تماثل ضعفي مساحة مدينة العقبة الحالية (وكما يظهر في الصورة الفضائية)، وإذا ما تم تطويرها وإستغلالها فإنها ولإرتفاعها المميز وإطلالتها على السعودية ومصر والأراضي المحتلة ومياه خليج العقبة، إضافة لمناخها الأكثر إعتدالا من العقبة المنخفضة، فإنها ستشكل مشروعا يعود على البلاد بعشرات مئات الملايين، خاصة وأننا نتحدث عن تطوير آلاف الدونمات، وأن ثمن الدونم الواحد في العقبة والمطل على الشاطيء يقدر بمئات الآلاف.
وقال الفرجات في حديثه بأن التكنولوجيا اليوم في كثير من دول العالم تغلبت على الجبال الأشد تماسكا وقساوة، وحفروا فيها الأنفاق وشقوا الطرق وبكلف قليلة، وأنه من الممكن بطريقة القطع من الكتل الجبلية ومليء الأودية، الحصول على مصاطب ومساحات شاسعة ومتدرجة الإرتفاعات، بنماذج معمارية ذات إطلالة وساحرة، تصلح لإقامة المدن السياحية والسكنية وغيرها.
وفيما يتعلق بتوفير الشواطيء لهذه المساحات والمدن الناتجة، دعا الفرجات إلى إزاحة الطريق البحري المحاذي للجبال نحو الشرق وبعد تسويتها، وبواقع ٥٠٠ متر مثلا، للحصول على مقطع شاطئي يفرش بالرمال بعرض نصف كيلومتر وبطول يتجاوز الخمسة كيلومترات، ويشكل أيضا فرصا إستثمارية سياحية كبرى.
العملية برمتها وحسب الفرجات لن تكون مكلفة عند طرح المشروع لإئتلاف وطني وحكومي يشاركه القطاع الخاص في محفظة مالية تخصص لهذه الغاية، مما سينشط سوق العطاءات والنقل والأسواق، ويوفر فرص العمل المختلفة (مباشرة وغير مباشرة) عند التخطيط والتنفيذ والتشغيل، فضلا عن جذب رؤوس الأموال والمستثمرين للعقبة والمملكة على حد سواء، وأنه بحسابات التكلفة والعائد، فإن المشروع مجدي تنمويا، في منطقة إقتصادية تعاني ضيق وشح الأراضي الإستثمارية السياحية.