مع إقرار قانون الانتخاب الجديد ونشرة بالجريدة الرسمية والجرائد المحلية وبيان تفاصيله بالشكل التام والشروط اللازمة للمرشح لكرسي رئاسة البلدية والأعضاء من حيث العمر والمؤهل العلمي حسب فئة البلدية ... أبو فلاح بلّش الفار يلعب بعُبّه بعد أن تطابقت عليه شروط الرئاسة مع أنه كان ناوي يترشح للعضوية لكن بعد دراسة مطوله للمنصبين من حيث المورود المالي والجاه والوجاهة انتهى به المطاف أن يختار الترشح لرئاسة البلدية ... وبدأ المشوار وانطلقت الحملة بدءً من أم فلاح والأولاد مروراً بالأصحاب والأحباب وأصحاب القرار في العشيرة والمشورة معهم ... وقرر أن تكون حملته الانتخابية مختلفة عن باقي حملات المرشحين الآخرين ، فقد كان كل تركيزه على البطانة المحيطة فيه ، بغض النظر عن صلة القرابة به ، فقد أحسن اختيار أشخاص كانوا على قدر كبير من المسؤولية من حيث الصدق والأمانة وتحري الدقة بنقل المعلومة له بكل شفافية وإخلاص ودون أي زيادة أو نقصان حتى لو كانت المعلومة موجعة بخصوص وضعه على سلم المرشحين... ولم يعتمدوا على رفع الهمة و المعنويات على حساب الدعاية الكاذبة ... وفعلاً كما رسموا وخططوا لأبوا فلاح بالحملة تُرجم على أرض الواقع وكانت النتيجة نجاح أبو فلاح برئاسة البلدية رغم قلة شعبيته وصغر عشيرته مقارنة بمنافسيه ...
ولم يقف أبو فلاح هنا ولم يكتفي بذلك فقد أعتمد بعد النجاح واستلامه زمام البلدية على الوقوف من الموظفين والأعضاء على مسافة واحدة من الكل ، وكان شغله الشاغل بحسن اختيار البطانة الصالحة من حوله دون أن يظلم أحد ، فكانت أول سنة خدمة له هو اختيار البطانة الصحيحة ، فلم يُقَرّب الموظف الفلاني على حساب آخر ، ولم يُقَرّب ويخص جزء من الأعضاء على حساب آخرين حتى يمرروا له قرارات خاصة به ، فبعد دراسة طويلة أحسن اختيار بطانة صالحة كانوا يُعينوه على الخير فإذا نسي ذكّروه وإذا أخطا وجهل نصحوه وأوقّفوه ،طبعاً دون أن يُنقِص من حق أحد ( مش من أول يوم يلتف حوله المزمرين والمطبلين وماسحي الجوخ ليكونوا مقربين له ) ، فكان أجمل ما صنع أبو فلاح أنه أحسن اختيار من ينصحه ويقدم له المشورة .... فقد عمل بعكس بعض من يصل إلى الكرسي، فمنهم من يخطأ باختيار البطانة المقربة،ومنهم من يعتمد على نظام الشللية والعصابات ، ومنهم من يستخدم الجواسيس وناقلي أخبار الموظفين والناس وكل هؤلاء فشلوا في الإدارة وكان سبب هلاكهم من كانوا بقربهم ...
أبو فلاح كان عادلاً ولم يخص أبناء التكتل الانتخابي ولا أبناء منطقته ولا أبناء عشيرته في الخدمات ، ولم يميز بين موظف وموظف إلا حسب العطاء بالعمل والتميز فيه ، ولم يكن له جماعة خاصة فيه ولم يهتم بالإعلام والتصوير والنشر على الصفحات ، ولم يغلق بابه في وجه أحد ولا يعرف نظام الغرف المغلقة والاجتماعات السرية التي تحاك فيها المؤامرات والسرسرات ...
أبو فلاح عرف من أين يؤكل الكتف، وعرف أن الأساس يكون في اختيار البطانة السليمة من حوله فعمل عليها، وترشح لدورة انتخابية ثانية ونجح، وأسع مفكر يترشح للنيابة ...... الله يبعث إلنا واحد مثل أبو فلاح ...