زاد الاردن الاخباري -
أعلنت لجنة مسؤولة عن أبرز التحقيقات الجنائية في روسيا الثلاثاء، توجيه تهم جديدة بـ ”التطرف“ للمعارض المسجون أليكسي نافالني وعدد من معاونيه المقربين، يعاقب عليها بالسجن لسنوات طويلة.
وقالت اللجنة في بيان إن ”نافالني ومعاونيه متهمون بتأسيس وقيادة منظمة متطرفة، رفعت بشكل خاص في الفترة من 2014 إلى 2021 شعار تغيير السلطة عبر العنف“.
وتم حظر منظمات نافالني بعد تصنيفها منظمات متطرفة في حزيران/يونيو الماضي، مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية التي جرت في 19 أيلول/سبتمبر.
سُجن نافالني لمدة عامين ونصف العام منذ بداية السنة في قضية احتيال يعتبرها ذات دوافع سياسية، وبات يتهم الآن مع حلفائه ب"إنشاء وقيادة منظمة متطرفة" من خلال صندوف أسسه لمكافحة الفساد وثماني منظمات أخرى.
كذلك اتهم المعارض منذ آب/أغسطس بدعوة أنصاره لارتكاب "أفعال غير قانونية"، وهي جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن ثلاث سنوات.
ووفقا للجنة التحقيق المكلفة أبرز التحقيقات الجنائية، أراد نافالني بين 2014 و2021 "النيل من سمعة هيئات الدولة وسياساتها، وزعزعة الاستقرار في المناطق، وبث الرغبة في الاحتجاج بين السكان وإقناع الرأي العام بضرورة تغيير السلطة من خلال العنف".
ورأى المحققون في التظاهرات غير القانونية التي نظمها المعارضون "دعوات للعمل المتطرف والإرهابي".
وهذه التهم يعاقب عليها القانون بالسجن 10 سنوات وتستهدف أيضا إيفان زدانوف وليونيد فولكوف.
واتهم الكثير من معاونيه الآخرين بينهم ليوبوف سوبول "بالمشاركة في منظمة متطرفة" والتي يعاقب عليها بالسجن ست سنوات، وفقًا للمصدر نفسه.
وبات معظم حلفاء نافالني في الخارج بعدما فروا من قمع الأشهر الأخيرة في روسيا التي شهدت خصوصا توقيف الكثير منهم أو وضعهم تحت المراقبة.
وندد صندوق مكافحة الفساد الذي أسسه نافالني بقضية جديدة "فظيعة". وأضاف "يعتبرون مكافحة الفساد تطرفا. ويقضون على أي تطلع للشعب بحياة سعيدة".
في السجن، يواصل نافالني التعبير عن آرائه بشكل دوري على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما دعوة أنصاره الأسبوع الماضي إلى عدم الاستسلام رغم "سرقة" نتائج الانتخابات التشريعية في 19 أيلول/سبتمبر.
اشتهر أليكسي نافالني ، الناشط في مجال مكافحة الفساد البالغ من العمر 45 عامًا، بتحقيقاته في نمط عيش النخب الروسية وتجاوزاتها.
بعد حرمانهم من المشاركة في الاقتراع، كانت الاستراتيجية الانتخابية لمؤيديه في الانتخابات التشريعية تهدف إلى إقناع الروس بـ "التصويت بذكاء" من خلال اختيار المرشحين الأوفر حظا لهزيمة مرشحي الكرملين، وهم غالبا شيوعيون.
وبحسب المعارضة، فقد اضطرت السلطات إلى تنظيم عمليات تزوير لا سيما في موسكو وسانت بطرسبرغ لأن مرشحي السلطة كانوا ليهزموا بالتأكيد.
لذلك يعتقد زدانوف أن الملاحقات القضائية الجديدة التي ترتسم في حق نافالني ومعاونيه هي رد فعل على نجاح هذه الاستراتيجية الانتخابية. وقال إن ذلك "وجه لهم ضربة. وهذا هو رد الحكومة السريع".