الكمبرة يا رعاك الله لمن لا يعرف هي مصطلح في لعبة ببجي(pubg) الشهيرة لدى مراهقي و شباب عصرنا الحالي و قد اصطلح العارفون باللعبة على أن الكمبرة تدل على كلمة تطلق على اللاعب الذي يكون منبطح أو مستلقى باستمرار وبكثرة حيث ينبطح في كل مكان وفي أي وقت؛ حيث أن اللاعب يعتمد كل الاعتماد على الانبطاح ؛ لأنه يصل من خلالها إلى نهاية اللعبة أحياناً أو أفضل عشرة لاعبين في بعض الأحيان، ولكن المحترفين في لعبة ببجي PUBG موبايل لا يحبون هذه الإستراتيجية؛ لأنهم يعتبرونها إستراتيجية المبتدئين عديمي الخبرة في اللعبة و لأنها بنظرهم تحجم من إظهار مهارات اللاعب و خبرته و موهبته القتالية و تحصرها فقط في فن الاختباء من العدو أو المنافس.
إن الكمبرة تعني انبطاح اللاعب و اختبائه خلف ساتر بسبب عدم الجرأة على المواجهة و التنسيق ضد العدو المنافس مما يدل على ضعف اللاعب و عدم امتلاكه للكفاءة في اللعب مما يعني تخلي اللاعب عن الكثير من فرص التقدم و الربح و إحراز الغنائم و الاكتفاء بالانتظار حتى يحين من العدو خطأ أو يحالف اللاعب الحظ بأن يوقع أمامه بعض اللاعبين غير الأكفاء مثله فيستطيع تحقيق انتصارا عليهم لكن محترفي اللعبة يعلمون أن الكمبرة نهج الضعفاء الجبناء من اللاعبين الذين لا يثقون بقدراتهم و يخشون من منافسيهم أضعاف ما يحسب لهم منافسوهم من حساب فمن كان من اللاعبين منتهجا للكمبرة كأسلوب لعب فإن الفوز لا يكون حليفه في اللعبة إلا في مرات قليلة و بمساعدة من الحظ و التوفيق و دعاء الوالدين أيضا
هناك حكومة يعرفها الناس جيدا في بلد يعرفه الناس أيضاً جيداً اعتادت إتباع نفس النهج و المبدأ في تسيير حياة شعب كامل لتضع حياته و آماله و تطلعاته نحو حياة كريمة نحو سياساتها التي لا تختلف مطلقاً عن أسلوب الكمبرة المذكور آنفا.
فقد قامت تلك الحكومة في ظل اجتياح وباء كورونا للعالم بخطوات أقل ما يمكن وصفها بالانبطاح و عدم المسؤولية و المجابهة بصورة سليمة لظروف الجائحة و تبعاتها الصحية و الاجتماعية و النفسية و الاقتصادية على الشعب فبدل القيام ببناء المستشفيات و وضع القوانين التنظيمية الملائمة و عمل مستوصفات وبائية خاصة بكل مدينة لمجابهة الجائحة و بدلا من السعي لإنتاج المزيد من الأدوية و المستلزمات و وضع خطة لتوريد اللقاحات اللازمة للحد من آثار كورونا نجدها لم تفعل شيئاً من ذلك كله .
و بدلا من تعويض جميع من تضرروا اقتصاديا و نفسيا و اجتماعيا من تبعات الجائحة بالتعويض و المقدار العادل و المناسب استهترت بمطالب الشعب و أثقلت كاهله بالضرائب بل و حبست منهم عددا و أرهبت منهم عددا آخر و وجهت النقد اللاذع نحو قسم آخر ضاربة بعرض الحائط كرامة الشعب و حقه في العيش الكريم لتقلب حياتهم إلى جحيم لا يطاق و يصبح هم الكثيرين منهم الهجرة إلى بلد آخر إلى غير رجعة و ترك الوطن نهباً لأبناء المتنفذين و الذوات و أصحاب المناصب الرفيعة و النفوس الرقيعة و المقاصد الوضيعة و الأعمال الخليعة ليرتعوا فيه كيفما شاءوا و ليصبح خير الوطن حكرا عليهم لا سواهم.
لم تكتفي تلك الحكومة بذلك فحسب بل وقفت موقف المتفرج الذي لا يعنيه الأمر (و هي صاحبة الولاية العامة كسلطة تنفيذية) لتشاهد استغلال طبقة من مجرمي الشعب و ظالميه لطبقة أخرى من الكادحين و الفقراء و المعدمين في معايشهم و أقواتهم و أرزاقهم بل و حتى الاعتداء عليهم بصنوف الأذى و لم تحرك ساكناً و كأنها رضيت لنفسها دور المراقب من بعيد لما يحدث و عندما ترى أن الوقت حان للتدخل و قطف ثمرة نتنة تركها المجرمون الظلمة فلا تتوانى بأن تتدخل بل و تنسب لنفسها الفضل عما جرى و بكل وقاحة و عنجهية .
و المشكلة أن اختباء تلك الحكومة خلف ساتر الإعلام أو الطبطبة الخارجية من بعض الدول الصانعة للقرار في المنطقة سرعان ما يفتضح أمره و لا يلبث الأمر طويلاً حتى تظهر على العلن فضيحة مخزية تجلجل بأصدائها أركان المجتمع فتلوذ تلك الحكومة مرة أخرى بساتر آخر لعل و عسى أن يحالفها الحظ فيظهر لها في الأفق صيد أو غنيمة من هنا أو هناك لتستر عورتها و تداري سوء صنيعها و عدم كفاءتها و درايتها بمجابهة الأحداث.
قصارى القول أن أسلوب الكمبرة لن يجدي و لن يؤدي إلا للمزيد من الويلات و العثرات و المصاعب التي ستنهال فوق رأس الشعب تباعاً فالأخطاء ستتكرر و المصائب ستتوالى حتى و إن اختلفت الأسماء و الأعذار فعدم تغيير النهج سيفضي لنفس النتائج فيا حكومة الكمبرة غيري الأسلوب أو قدمي الاستقالة المبكرة