زاد الاردن الاخباري -
أقرت اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة أخيرا منح الجرعة المعززة الثالثة لعدة فئات في المجتمع ترجح أنها بحاجة لها بعد مرور نحو 6 أشهر على تلقي الجرعة الثانية من المطعوم المضاد لفيروس كورونا، فيما يؤكد خبراء أن من شأن هذه الجرعة خفض نسبة الإصابة بالفيروس بنسبة 5 أضعاف، والوفيات 11 ضعفا، في حين ترى منظمة الصحة العالمية أن هذه الجرعة "غير عادلة”.
وقال هؤلاء الخبراء في تصريحات منفصلة عن اسباب الجرعة الثالثة رغم عدم إقرارها رسميا من منظمة الصحة العالمية التي ترى أن منحها "يفتقد إلى معايير العدالة”، إنها "مفيدة وتحافظ على استقرار الوضع الوبائي”.
وفي السياق أكد استشاري الأمراض التنفسية والصدرية الدكتور محمد حسن الطراونة أن المتحور "دلتا” يقلل من كفاءة اللقاحات وخاصة في دول كانت نسبة التطعيم فيها عالية بسبب انتشار متحور "دلتا”.
وأضاف أن الاردن حدد المدة لتلقي الجرعة المعززة بين 6 شهور الى 8 اشهر فيما اعتمدت في الولايات المتحدة بعد 8 شهور، لافتا الى ان هذه الجرعة من شأنها ان تقلل نسبة الاصابة بخمسة اضعاف، ودخول المستشفيات بنسبة 10 اضعاف، والوفيات 11 ضعفا.
وأشار الى ان الاردن أقر الجرعة المعززة لفئات الكوادر الصحية وذوي الأمراض المزمنة ونقص المناعة وكبار السن للمحافظة على استقرار الاوضاع الوبائية.
غير ان موقف منظمة الصحة العالمية واضح من الجرعة المعززة، حيث ترى أنها "تقلل من نسب العدالة في تلقي اللقاحات، فمن بين 5 مليارات جرعة تم تلقيها في العالم فان 75 % منها تتركز في 10 دول فقط، فيما لم تحصل دول على الجرعة الاولى من المطعوم بعد، وفي أخرى ما تزال نسب التطعيم متدنية”.
من جانبه قال الخبير الوبائي الدكتور عبد الرحمن المعاني ن وزارة الصحة أقرت إعطاء الجرعة المعززة لبعض الفئات من المواطنين، مثل كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل السكري والضغط ومرضى الفشل الكلوي المزمن، وكذلك الذين خضعوا لعمليات زراعة أعضاء؛ بالإضافة إلى الكوادر الصحية، والمواطنين الذين يعانون من نقص المناعة او انخفاضها.
أما المبرر العلمي الذي استندت إليه وزارة الصحة، وفقا للمعاني، فهو أن الأجسام المضادة التي ينتجها جسم الإنسان تتناقص بعد 6- 8 شهور، وبالتالي فإن المناعة تنخفض بعد هذا الوقت؛ أو لأن فعالية المطعوم أو تأثيره ينخفضان من 95 % إلى 77 %، فيما تنخفض الفعالية لبعض المطاعيم من 85 % إلى 65 %؛ حيث استندت الإحصائيات والأرقام إلى الدراسات وأبحاث أجرتها الشركات المصنعة لهذه المطاعيم.
وأشار المعاني الى أن "جميع المطاعيم بدون استثناء تنخفض فعاليتها او تأثيرها، وبالتالي توجد حاجة ماسة لتطعيم بعض الفئات من المواطنين، خاصة الذين هم على تماس مباشر مع المرضى، ما يؤدي إلى تعرضهم لكميات اكبر من الفيروس، وبالتالي تنخفض مقاومتهم او تكون أقل من الأشخاص الآخرين، والمقصود هنا الكوادر الطبية العاملة في الأقسام التي يتواجد فيها مرضى كورونا أو المواطنون الذين يعانون من نقص المناعة، بغض النظر عن السبب”.
ولفت إلى أن موضوع الجرعة المعززة في الوقت الحالي "ليس ضروريا تعميمه على باقي فئات المواطنين، بل تنحصر الأولوية بتطعيم المواطنين الذين لم يتلقوا اللقاح، وخاصة كبار السن”.
من جهتها تقول منظمة الصحة العالمية إنه "إذا تم إعطاء جرعة معززة للمواطنين الذين تلقوا جرعتين، وترك المواطنين الذين لم يتم تطعيمهم، نكون كمن نعطي سترة نجاة للمواطنين الذين يملكون هذة السترة، ونترك المواطنين الباقين بدون سترة نجاة”
وبحسب المعاني فإن أولوية الحملة الوطنية للتطعيم هي زيادة سرعة وتيرة التطعيم وزيادة نسبة المطعمين والعمل على زيادة نسبة المناعة المجتمعية وصولا الى المستوى المطلوب وهو 80 %، للحفاظ على الوضع الوبائي في الأردن مستقرا وبعيدا من كل مؤشر خطير يؤثر سلبا على المنحنى الوبائي.
وكانت اللجنة الوطنية لمكافحة الاوبئة اجتمعت الاسبوع الماضي وأقرت الجرعة المعززة الثالثة للكوادر الصحية ومرضى الامراض المزمنة ونقص المناعة وكبار السن، فيما كانت اقرتها سابقا لغايات السفر بسبب اشتراطات بعض الدول ضرورة الحصول عليها قبيل دخول أراضيها.
بدوره ، قال عضو لجنة الأوبئة الدكتور بسام حجاوي إن هناك أمراضا تؤدي إلى نقص المناعة، وثمة أشخاص يحتاجون إلى جرعة معززة من لقاح كورونا، من نفس نوع اللقاح السابق، بهدف زيادة المناعة.
وقال إن هناك فئات أيضا مثل المصابين بأمراض كالسرطان، ومن أجروا عمليات زراعة خلايا جذعية أو أعضاء، ومن يقومون بغسل الكلى، ومن يتناولون أدوية تخفض المناعة، فضلا عن المصابين ببعض المتلازمات مثل متلازمة داون، وهؤلاء يحتاجون إلى جرعة معززة، حتى لا يتأثروا بمضاعفات كورونا.