ياترى بتغير الحال

الكاتب الصحفي زياد البطاينه - رجعت الشتوية وانتهى صيف الحكومة بسرعة واليوم قالت اذاعة الحكومة انه الكورونا قاعده بتخف والنفط من جديد برتفع سعره والذهب ولع والدولار بالعالي , والفقير صار يشوف المي بالقناني والمواد الغذائية والفواكه والحلويات والسكر والشاي والسردين والرز والحليب كل شي رجع مثل ماكان.... والمؤسسة اللي انشئت لخدمه ذوي الدخل المحدود وعالبطاقه اصبحت اسعارها اعلى من سعر الدكان وسوق االخضرا ماعاد مثل زمان ....ازمة والواحد مش ملاقي يحط رجله الخضرة والفواكه بتخرب بمحلها وماحد بشيلها ...ولما بتخرب بطوفوا فيها عالغلابى واللحمة كل يوم بسعر والناس بشتروا بالدين لابهم مرض ولا سل ولا انفلونزا خنازير ولا طيور والبعض بتفرج وبقول بخاطرك يالحم
والعيشه صارت مرة والحنظل صار احلى طعمه منها كثير دخيلك يادنيا
بقولوا سرقوا تهبوا ارتشوا بس ماحد بسال ليش .. ما سألتو الصغار .. بقولوا لأنه سرقونا ..ليش منبيع .. ما سألتونا .. منبيع لأنو بأعونا
!سرقونا الكبار ... باعونا واشتروا فينا الكبار ونحنا حرامية صغار جوعانين ومساكين .. صغار .. .. صغار. بس خايف نكبر ونتعلم لعبتهم ونصير حيتان
بنسمع في الاخبار اعداد كبيرة من تجارنا قاموا بتخزين كميات كبيرة من المواد الاستلاكية رز وسكر وطحين وسمنه وزيت للاستفادة من فرق السعر عند صدور قرارمنتظر اعلانه برفع الاسعار... واللي تعودنا على مثل هيك قرارات تسبق التنفيذ لان حكوماتنا والحافظ الله عجزت عن ترتيب الاولويات ومضطرة نتيجه لتخبط القرارات.. وفساد السياست الاقتصادية... انها ترفع الاسعار وحفنه من تجارنا بستغلوا الظرف وبستعملوا الضمير الفاسد.

علمونا كثير من عادات وتقاليد وصرنا ببلدنا بيها غرباء وصار الضيف يقول عنا شحادين..... وصرنا نتاجر بالسم ..وولادنا صارو يشتهو رغيف ساخن وكاس حليب تازه وحبة زيتون والببور ماعاد فيه كاز صوته يغطي على هوشاتنا وصراخنا.... ولما نطفيه نتشاهد ونقول يارب ... ونسينا كلمة شمبر اللوكس والنكاشة وكبريت ثلث نجوم.... ونسينا البيل اللي بضوي لنا الطرقات بالليل بعد السهرة وسراج وبنوره 4ياسين ونسينا الضحك ...ونسينا الجوفية وحذر بذر وكمستير ونسيت الصبايا... اني اه اني من يجديه سافر سا... سافر عالبحرية ونسيت مسيكم بالخير ياعمار العماري...ز ونسينا ونسينا كثير...... الجوع كافر والعطش كافر والحاجة كافرة وماعاد في مونه ولافزعة ولاعونه ماعاد يقول لك جارك تفضل ياجار ولا الصديق وين صار لي يوم ماشفتك ومامريت عالدار..... صرنا نسمع بالعسكر والحرامية وصارت فاتورة المي والكهربا شحده والوظيفة شحدة والاكل شحدة والعلاج شحدة.... وكثرت الحرامية وانتشر الظلم والجرايم والسرقات ليش يابلدنا ليش.... ياناسنا.... ليش صرنا نشحد ونستجدي الخبزة والوظيفة والدوا والتوصيله...... وحكومتنا بتطلع فينا وبتقول شو بدكم احسن من هالعيشة ...انتم كافرين وجاحدين بالنعمة يارب وين هي النعمة ...اكيد قلت من لايشكر لايستاهل النعمة بس وحياتك ماشفناها حتى نكفر فيها وانت اعلم.... ذكرتوني باللي قال شحادين يا بلدنا ... قالوا عنا شحادين نشالين يا بلدنا ... قالوا عنا نشالين
محتالين يا بلدنا ... نحن شوية مساكين مظلومين يا بلدنا ... أيه و حياتك مظلومين.
عطشانين يا بلدنا ... والمي الصهريج بخمس و ثلاثين جوعانين يا بلدنا ... و ما عندنا رز ولا طحين.... طفرانين يا بلدنا .... و بالحسرة صدورنا مليانين..... محتارين يا بلدنا ...ليش منشكي محتارين..... أراضينا للبيع للأغراب .. يا بلدنا جرايدنا للبيع للسفارات .. يا بلدنا ضمايرنا للبيع .. يا بلدنا على أونا .. على دوّي .. مين بدو يشتري مين نحن يا أهل المروة*وزرا و نواب للبيع ..مدرا ء و حجاب للبيع .. شعرا و كتاب للبيع ..

بلدنا سكرت ابواب الرزق بوجهنا وبوجه اولادنا اللي رجعولها بعد غياب بشهادات وامال واحلام وتحولو لصفوف البطالة وصاروا بوقفوا بالطوابير على باب ديوان الخدمة وبالاخر كش بره ودبر راسك .....واللي ماله واسطه الله مع دواليبه ....وصار الواحد منا عصبيته فوق فوق لابتحمل ابنه ولاجاره ولاصديقه.... والواحد منا صار لما بعتذر لشخص بالطريق بتصير خروق ولما بتحاول تاخد حقك فانت واحد شراني،.... ولما ما بعرف لوين رح اوصل لبكرا لوين وعيني مو نايمة ولا قلبي لما بتروح المحبة , الاحساس ينسرق وبيصير العالم غربة.... والناس طايرة لما عيشتك ببلدك صارت اصعب من الهم نفسه..... ولما جامعة برا بتقول لابنك اهلا وسهلا انا جايي وتارك اهلي ابوي وامي واخوي والبيت والحاكورة والجيران وجاي بعد ماسكرت جامعاتنا بوجهي وصارت الرسوم ضرب من المحال والكبار مستثنيين مكارم وهبات ودعم والفقير اله الله وكرت المؤن بلكي بلاقي صدر احن وماراح يلاقي بلكي جهنم اللي رايحلها تكون احن عليه,

اولادنا ضبو شناطيهم وبدهم يرحلوا من البلد...... راح زمن اللي بنقول نرفض نحنا نموت قولولن رح نبقى... وقاعدين بهربوا ومعهم الاحلام والطموح والامال والاحزان للغربه وقلوبنا معهم وكيف بدنا نعيش .
وصار وقت اللي بغير ثوبه و عامل حاله مؤمن بيكفرك ويتهمك انك منحرف لانك بتشوف التلفزيون و المعارض بيقلك انك خاين و الموالي بيقلك انك مش منتمي..... و اصحابك بينقسموا شي بيروح تحت الارض وشي بيروح بالسرطان وشي بيروح بلعبة المخدرات والحبوب اللي توزعت بالشمال والجنوب وبقولوا معبر مش مقر واشي صار عبد للمال وناس ما بتنحسد على الحال .

ليش صار الكثير حراميه .. ما سألتونا .. لأنه سرقوهم وغلموهم فن اللعبه ..ليش باعوا .. ما سألتوهم .. لأنو بأعوهم !!سرقونا الكبار ... باعونا الكبار ونحنا حرامية دراويش .. صغار .. صغار .. صغار..... وبطلع الواحدد كم وظيفته متعلم الكار ...وقوانينه ومسالكه ومساربه وطرق الهرب
و بتطلبوا منا احنا الصغار نهدا بعد بدكم منا نهدى .... بطلبوا منا نبقى ومن اولادنا تبقى ومن شناطينا تهدا على الخزاين وتحتها مابعرف كيف والحالة من سئ لاسوا ,وحكومتنا مطنشة وعامله حالها مش عارفة.... وانحصر همها بالكورونا ولعبتها كلما قرب الرحيل زاد عدد المصابين وكلما هديت بتولع وكل يوم وزير صحه وتعليمات وانحصر الهم بالتغيير وبالتعديل والاستقبال والتوديع وتوزيع لحمة الضحية.... الوظايف عالمحاسيب قبل مايفلو الوظائف على مستحقيها والمكافات على اللي طبلو زمروا.... وبكره بتيجي حكومة بتلعن اللي قبلها وبتقول اللي قبلي هو المسؤول ومليارات المديونيه وفوائدها بتزيد والبنك الدولي رايح جاي والجيوب بتفرغ والجوع بتوسع و ياخوفي اولادنا بكونو طلعوا وصرنا عالحديدة وبدور الكرسي وبتروح الحكومة وتيجي حكومة والهم بعده الهم يا هل ترى بنشوف يوم جديد وبنفرح احفادنا؟؟

---