د. رعد مبيضين - في الوقت الذي كانت فيه أنظار الأردنيين تتجه نحو أميرهم الشاب الحسين أبن عبدالله ولي عهد المملكة ، كنا نرصد الملاحظات على مرض الأمير ، والحقيقة أنها لجهة شعبية الأمير المميزة والمتميزة ، كانت أكثر من أن تحصى ، ولغة التعمية والشعارات الجوفاء كانت معدومة ، وكثيرون هم الذين دهشوا بذلك الوعي والإصرار الأردني ، والرهان على الأمير الشاب ...!!
والحق أن بعض الجهات الدولية والحزبية وحتى أصوات المعارضة الفردية في الداخل والخارج ، وغيرهم كانوا يتساءلون عن مبررات ذلك الإصرار على محبة الأمير الحسين والدوافع الحقيقية لهذا الحب الخالص من قبل الشعب الأردني ، وهنا لن نخفي ان أكثر من بحث سري و معلن جرى بهذا الخصوص لحساسية وخطورة المرحلة ، وكانت النتائج في مجملها تدور حول فهم الأمير العميق للمجتمع الأردني بكل مكوناته ودينامية حركة تلك المكونات ، ما يعني أن لدى الأمير الشاب رؤية أساسها أولوية أوضاعنا " لرفع مستوى المعيشة " ومن خلال عدة إجراءات نتوقعها نظرا لأهميتها كأساس إصلاحي يسهم في رفع مستوى المعيشة ، والتي تتمثل في تقديرنا في إعادة حقوق المتقاعدين ضمان اجتماعي مبكر 18% ، والمحروقات ، والمميزات والحوافز المالية التي كانوا يتقاضونها قبل التقاعد ، وإعادة النظر في راتب الشيخوخة ، وكذلك تقاعد العسكريين القدامى و ورثتهم ، وضمن هذه البداية نجد الغالبية ممن يحملون نقدا لسمو الأمير أو عموم النظام الهاشمي ، أمام محدودية في المعلومات ، والاتجاهات أيضا لطرفي معادلة "الحاكم والمحكوم " ، لا بل و لعموم المناخ السياسي الإصلاحي الأردني ، ونحن كدولة ديمقراطية إذ نرحب بالنقد البناء البعيد عن الأحكام المسبقة ننصح أي ناقد في الداخل والخارج إلى اعتماد الدراسات الأكاديمية الموثوقة والموثقة في استطلاعات الرأي ، سواء أكان الحديث عن سمو ( الأمير الحسين ) أو أي إجراء له علاقة في التغييرات الإصلاحية أو في منحى السياسة الأردنية عموما...!!
وفي الإطار المفهومي ليس للنقد من وراء البحار والمحيطات أي دور يذكر ، بالتالي لسنا معنيين بضرورة التصدي لمثل هذه الآراء التي تفتقر للمصداقية ، بالتالي علينا ان نعترف جميعا أن الصورة التي جسدها مرض سمو الأمير الحسين " ولي العهد " في عمقها المجتمعي بشقيه ( المدني و العشائري ) ، وفي البعد السياسي سواء الحزبي و الفردي ، تجعلنا أمام حقائق النبض العام للأردنيين ، والرؤية المندمجة مع تحركات وتفاعل الأمير مع كل ما يؤرق الأردنيين في الداخل والخارج وعلى الحدود وبشتى المناحي السياسية و الاقتصادية و المعيشية والحضارية والإنسانية ، هذه الملاحظات الممتزجة باللحظات المفعمة بالمشاعر التي عرفتها البلاد وبكافة المحافظات التي ما زالت تكتنز في قلبها حب المغفور له ( الحسين العظيم ) المؤسس الأول للحوار والقيم و التشاركية ، الذي كان وما زال أرثه الفكري شوكة في حلق كل ناكر للجميل أو مدعي لمعارضة مقطعة الأوصال هنا أو هناك ...!!
لقد كان مرض الأمير مدخل لمخرج بحجم هذا المشهد الوطني الذي رسم لنا ملامح الأردن الجديد ، وقد جسدت محبة الأردنيين أصالة الولاء و الانتماء " للهاشميين " ، مثلما حددت الأسس الحقيقية للتلاقي والتفاعل الوطني الخلاق حول رجل المرحلة القادمة ...!!
ولا يسعنا في هذا المقام إلا ان نقول لجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم حفظه الله : ( بوركتم ، ونعم الفارس أبن الفارس ) بوركتم وانتم الأب الذي أنجب للأردن ( صقر قريش الثاني ) ، وقد رأيناه في مشهد العلاقات الدولية وهو يسير بجانب جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الامريكية والذي كان يستمع إلى سمو الأمير الحسين بكل حواسه ، نتحدث عن المشهد الذي يلبي طموح الأردنيين في الديمقراطية والانفتاح ، في وقت رفض فيها جو بايدن مقابلة زعماء اكبر الدول على مستوى العالم ، نعم ، يا سادة انه ( صقر قريش الثاني ) القادر على تطويع المعادلات و المصطلحات والمفاهيم السياسية التي أضحت تشير بوضوح إلى أن النسق الجديد للأردنيين القادرين على تخليق معطيات جديدة ليس للأردن فحسب ، وإنما لعموم المنطقة التي تنشد السلام ضمن منطق الحوار والديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية ، ونحن حين نذكر موقف جو بايدن من الأمير الحسين الثاني نستدكر الموقف الأمريكي والذي جاء على لسان (إيزنهاور) الرئيس الأمريكي آنذاك مخاطباً جلالة الملك الحسين رحمه الله عندما قال له : (انك بطل والبطولة ليست ملك لشعبك بل هي للعالم اجمع ) وقد جاء ذلك الموقف بعد عزل الفريق كلوب عن رئاسة أركان الجيش الأردني ، نستذكر ذلك و نردد قائلين للأمير الحسين ابن عبدالله ( أنك بطل ، والبطولة ليست للشعب الأردني فحسب ، بل ملك للأمتين العربية والإسلامية المتعطشة للرجال الرجال أمثالكم يا ( صقر قريش ) ...!! خادم الإنسانية