كتب _الدكتور أحمد الوكيل - الضمير نور وضعه الله في الفطرة، ولا شك أن ان جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه، وهو يوعز بدراسة ملفات إطالة اللسان ليوشحها بعفو ملكي خاص، وهو صاحب الضمير الحي النقي، قد عفا وصفح وتجاوز عما لحق به من أذى معنوي ونفسي خلال سنوات طوال.
فالعفو عند المقدرة من شيم الكرام، فمن كبرياء الأسد ملك الغابة، ترفعه على الهجوم على فريسته من الخلف، وكذا الملوك العظماء، فنحن هنا أمام نبل وخلق وضمير ملكي هاشمي لا نجده في بشر، والأمثلة في عالمنا العربي بالتعامل مع الخصوم أكثر من أن تعد وتحصى.
ولا شك أن المدرسة الهاشمية في النبل والتسامح والعفو والصفح، هي ميراث أخلاقي خص الله به قيادتنا الرشيدة فالمغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين رحمة الله وطيب ثراه قد تعرض لأكثر من عشرون محاولة اغتيال اثمة، فتسامى على الجراح، فنال رضا الله والأمة العربية والإسلامية جمعاء وبقي ذكره الطيب نبراسا للملك عبدالله الثاني المعظم وسمو ولي عهده الأمين بعون الله.
فالمعاشرة والمحبة والمصاحبة ما بين القائد وشعبه، قد صقلت الضمير الحي لجلالته، فقد وضع الله في قلب كل واحد منا كلية شريعة ليعرف الحلال والحرام، فالقيم الأخلاقية الأساسية حقيقة ثابتة فقتل البرئ لن يصبح يوما فضيلة، وكذا السرقة والكذب وايذاء الآخرين والفحشاء والفجور والبذاءة والغلظة والقسوة والنفاق والخيانة وكذا إطالة اللسان عالفاضي والمليان كل هذه نقائض خلقية، وسوف تظل هكذا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وكذلك سوف تظل الرحمة والمحبة والصدق والحلم والعفو والإحسان فضائل.. ولن تتحول إلى جرائم الا اذا فسدت السماوات والأرض وساد الجنون وانتهى العقل، فهذا هو الدرس البليغ من العفو الملكي السامي من لدن جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه وأدام عزه فكبرياء الأسد الهاشمي هي من ميراث ومشكاة النبوة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام وللبيت رب يحميه.