زاد الاردن الاخباري -
قال الدكتور منذر الحوارات في منشور له عبر صفحته في فيس بوك تعليقا على الثورات العربية:
اخيراً ينتصر النظام الرسمي العربي ، ويُعلن تشييع ما عُرف اصطلاحاً بالربيع العربي ، ولن يتم الإعتراف بعد الآن بأن ثمة شعوب خرجت للشوارع تدافع عن حريتها ولقمة خبزها وكرامتها ، ستُعلن هذه التحركات منذ اللحظة عصياناً وتمرداً وخيانة وستنعت بأقذع الأوصاف ،وسيوصم المدافعون عن الحرية بالعمالة ، صحيح أن بعضهم لوثته أيادي خارجية لكن حتى هذه كانت جزء من خطة جهنمية قادها النظام العربي الرسمي لتلويث تلك الحالة الحالمة .
أخيراً يجب الأعتراف بالحقيقة أن النظام العربي أعمق مما ظن أياً من أولئك الثوار ، فهناك دولاً عميقة على طبقات متعددة فيكِ كل دولة ، ظن البعض أنها هزمت لكن كان خلفها دوامات متتالية تمكنت من استيعاب الحدث والقيام بهجوم مضاد محكم الإعداد ، ولأجل الهدف النهائي لا ضير لو سالت أنهُر من الدماء وتشرد الملايين هذا لا يهم ابداً ، فالجوقة المساندة والمدفوعة الأجر قادرةً على تبيض الصفحة ، طبعاً سيكون النظام الرسمي العربي كريماً وحنوناً وسيبادر من تلقاء نفسه بنثر الديمقراطية وحقوق الإنسان في كل مكان ، طبعاً على مقاسه ومقاس زبانيته ، وسيجد طبعاً من سيمجد الإنجاز ، لكن رويداً فهذه الحالة لن تدوم وهذا الإنتصار وهمي فحالة الغضب والقهر الكامنة في النفوس لا تطفئها تلك الأكاذيب ، فؤلئك استنفذوا كل ما لديهم ولم يتبق في جعبتهم سوى الكذب وهذا حباله قصيرة ، فالجولة الثانية قادمة وإن اعتقدوا أنها بعيدة هكذا هي سيرورة حياة الشعوب إخفاقاتها أكثر من انتصاراتها لكن الأخيرة حينما تأتي تكون كالطوفان لا تبقي ولا تذر .