زاد الاردن الاخباري -
كشفت وسائل اعلام عن أن السلطات الاسرائيلية تروّج لبناء 10 آلاف وحدة استيطانية في القدس الشرقية المحتلة، فيما أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس المبعوث الاميركي هادي عمرو الذي زار رام الله الاثنين، استعداده "الفوري" للعودة الى المفاوضات.
وقالت القناة الإسرائيلية "13"، مساء الإثنين ان بلدية القدس تروج لبناء 10 آلاف وحدة سكنية في مطار عطروت المهجور، في إشارة إلى مطار القدس الدولي في منطقة قلنديا.
ولم تدلِ المحطة بمزيد من التفاصيل، عن المراحل التي وصلت إليها الخطة الاستيطانية. كما لم يصدر تعليق، من البلدية الإسرائيلية في القدس، على هذا الخبر.
وحتى العام 1967 كان "مطار القدس الدولي"، الميناء الجوي الوحيد في الضفة، قبل أن تضع إسرائيل يدها عليه، وتحوّله إلى مطار لرحلات داخلية قليلة، إلى أن أغلقته نهائيا عام 2000.
ويقول خليل التفكجي، مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية، إن إسرائيل تسعى لإقامة مستوطنة جديدة كليا، تقع في معظمها على أرض مطار القدس، أو ما يعرف محليا بـ"مطار قلنديا".
وقالت منظمة "السلام الآن" أن "الخطة تقع في قلب سلسلة متواصلة فلسطينية حضرية تمتد من رام الله، عبر أحياء القدس الشرقية الفلسطينية، التي ضمتها إسرائيل في كفر عقب وقلنديا، إلى بيت حنينا وشعفاط، التي يقطنها مئات الآلاف من السكان الفلسطينيين".
مساومة جديدة للشيخ جراح
وفي الغضون، قدمت المحكمة العليا الإسرائيلية اقتراح تسوية لحل قضية إخلاء العائلات الفلسطينية التي تعيش في حي الشيخ جراح بالقدس، بحسب ما ذكرته قناة "I24" الاسرائيلية.
ويتعين على الطرفين الإعلان عما إذا كانوا سيقبلون شروط التسوية حتى الثاني من نوفمبر، حيث أن الاقتراح ينص على أنه حتى صدور القرار النهائي بشأن حقوق الملكية، ستعتبَر شركة "نحلات شمعون" هي المالكة للأرض بينما العائلات الفلسطينية في الشيخ جراح مستأجرين محميين لا مالكين.
كما ستتعهد شركة "نحلات شمعون" بالامتناع عن اتخاذ إجراءات إخلاء حتى استكمال إجراءات التسوية أو حتى نهاية 15 عاما من تاريخ توقيع اتفاق التسوية.
وتطالب شركة "نحلات شمعون" بإخلاء العائلات الفلسطينية من منازلها بحجة أنها تقيم على أرض كانت مملوكة ليهود قبل العام 1948، وهو ما تنفيه العائلات الفلسطينية في الحي.
ويخوض الطرفان صراعا حول ملكية الأرض بالمحاكم الإسرائيلية منذ سنوات الـ90، إذ أن العائلات الفلسطينية في الشيخ جراح كانت قد رفضت عدة تسويات في السابق، عرضتها المحاكم الإسرائيلية.
العودة للمفاوضات
الى ذلك، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اكد خلال استقباله المبعوث الاميركي عمرو في مقر الرئاسة بمدينة رام الله الاثنين، إنه لا يمكن القبول بالوضع الحالي أو استمراره.
واضافت ان عباس اكد ايضا "الاستعداد الفوري للذهاب إلى عملية سياسية قائمة على قرارات الشرعية الدولية، وعقد مؤتمر دولي للسلام تحت مظلة الأمم المتحدة واللجنة الرباعية الدولية، لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
ودعا الرئيس الفلسطيني الى "الضغط لوقف الممارسات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، ووقف النشاطات الاستيطانية، ووقف التصعيد الإسرائيلي على الأسرى، ووقف عمليات الاغتيال" بحسب الوكالة.
كما شدد على "أهمية الاستمرار في تعزيز العلاقات الفلسطينية الأمريكية، لما فيه مصلحة الشعبين والبلدين".
والمفاوضات متوقفة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ أبريل/ نيسان 2014، لرفض إسرائيل الإفراج عن معتقلين قدامى، ووقف الاستيطان، والقبول بحدود ما قبل حرب يونيو/ حزيران 1967 أساسا لحل الدولتين (إسرائيلية وفلسطينية).
- "لا احتمال لعملية سياسية"-
وفي سياق متصل، قالت اذاعة الجيش الاسرائيلي الثلاثاء، ان الرئيس الفلسطيني كشف لوفد من حزب ميرتس الاسرائيلي عن إن الجانب المصري أبلغه بأنه "لا يوجد احتمال لعملية سياسية" إسرائيلية – فلسطينية.
وكان عباس استقبل في مقر الرئاسة برام الله الاحد، وفدا من حزب "ميرتس" برئاسة وزير الصحة الإسرائيلي نيتسان هوروفيتس.
ويذكر أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، التقى برئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، في شرم الشيخ في 13 أيلول/سبتمبر الفائت.
وعبر بينيت في عدة مناسبات عن رفضه لقاء عباس، على خلفية رفضه لحل الدولتين وقيام دولة فلسطينية. وأعرب بينيت عن تحفظه من لقاء وزير الأمن، بيني غانتس، مع عباس في نهاية آب/أغسطس الماضي، رغم مصادقته على عقد هذا اللقاء.
والاثنين، رفضت وزيرة الداخلية الإسرائيلية، أييلت شاكيد، دعوة وجهها لها عباس للقاء في مقر المقاطعة في رام الله.
ووجه عباس الدعوة إلى شاكيد عبر وفد "ميرتس".
وأتى رفض شاكيد لدعوة عباس عبر تغريدة على حسابها على "تويتر" كتبت فيها "لن يحدث. لن ألتقي أحد منكري المحرقة (بالإشارة إلى عباس) الذي يقاضي جنود الجيش الإسرائيلي في محكمة لاهاي، ويدفع لقتلة اليهود. ليلة سعيدة".
وأفاد موقع "واللا" الإلكتروني بأن عباس قال لأعضاء حزب "ميرتس" الذين اجتمع بهم، "أنا مهتم بلقائها. قولوا للوزيرة شاكيد إنني أريد مقابلتها"، وتساءل عباس "لماذا تخافون الحديث معي؟ فلتحضر وتقول كل ما تريد وأنا سأصغي لها. أعرف أن لديها آراء صعبة جدا، ولكن حتى لو اتفقنا على 1% فقط، فسيكون ذلك بمثابة تقدم".