زاد الاردن الاخباري -
بات واضحاً وجلياً لجميع المتابعين، أن قرار الحكومة الأردنية بإقالة مدير مهرجان جرش ايمن سماوي بعد يوم واحد من حفل الفنان جورج وسوف، بسبب ما اعتبره وزير الثقافة خرقاً للبرتوكول الصحي في ذلك الوقت، لم يكن أكثر من إيجاد كبش فداء لفشل الحكومة في انفاذ القانون والتعامل مع الحالة الوبائية والزام الفعاليات المختلفة بتطبيق أسس السلامة العامة.
الصور والفيديوهات التي ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي مساء أمس الجمعة، لحفل الفنان تامر حسني ومراسم استقباله في المطار لا يمكن وصفها سوى بــ”الكارثة”، وتؤكد كيل الحكومة الأردنية بأكثر من مكيال، فكيف يُسمح لجمهور الفنان المصري بدخول المطار دون ارتداء كمامات على سبيل المثال؟ أم أن مستقبلي تامر حسني يسمح لهم ما لا يسمح لبقية الأردنيين، الذين يتلقون المخالفات ليل نهار، ويضيق عليهم في رزقهم بسبب عدم إرتداء الكمامة داخل المتاجر الصغيرة على سبيل المثال.
أما صور الحفل فهي كافية لتوصف نفسها بنفسها، فلا تباعد ولا كمامات وتلاصق لأكثر من 7 آلاف شخص بدون أي ضوابط صحية، فهل سيقال وزير على خلفية الحفل؟
المفارقة أن مهرجان جرش الذي أقيل مديره بقرار من وزير الثقافة، كان القرار في وقت يشهد فيه الأردن حالة استقرار وبائي معلنة، بينما جاء حفل تامر حسني في وقت ترتفع فيه نسبة الإصابات الأسبوعية وتعلن لجنة الأوبئة عن قلقها من هذا الإرتفاع، إلا أن هذا القلق لم يلق أذاناً صاغية لدى مسؤولي وزارة الداخلية، فغاب التنظيم بشكل كلي عن حفل حسني الذي أقيم جنوبي العاصمة عمان في نادي البشارات للغولف، وقبل أسبوع كامل من حفل سيحييه الفنان المصري عمرو دياب في العقبة، حيث نفدت تذاكر الحفل بمجرد طرحها للبيع، ويتوقع حضور آلاف الأشخاص بلا تباعد ولا كمامات في خرق واضح ومتكرر لأوامر الدفاع.
أردنيون كثر عبروا عن ذهولهم من حالة الإنفصام الحكومي، التي تصر على التباعد في دور العبادة بذريعة الحفاظ على صحة المصلين والخوف من انتشار الفيروس، بينما تغمض ذات الحكومة عينيها وتصم أذانها عن تواجد الآلاف متلاصقين في حفل فني .
فهل ستقوم الحكومة بمحاسبة منظمي حفل حسني؟ كما أقالت سماوي أم انها ستبقى متفرعة لملاحقة مواطن نسي ارتداء كمامته وهو يجلس في متجره وحيداً حاملاً همه ولا فكر له سوى تأمين قوته وقوت أسرته؟