زاد الاردن الاخباري -
ينصب الاهتمام العالمي بشكل كبير على جائحة "كوفيد 19"، فتسعى الدول جاهدة لأن تلقح مواطنيها ضد فيروس كورونا المستجد، لكن الإنفلونزا الموسمية التي توقع عددا كبيرا من الضحايا في كل سنة، لا تحظى باهتمام كاف.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن ما يتراوح بين 3 ملايين و5 ملايين شخص في العالم، يفارقون الحياة سنويا من جراء الإصابة بالإنفلونزا الموسمية.
ويشير الخبراء إلى أن سلالة جديدة من الإنفلونزا تنتقل من الحيوان إلى البشر، في كل بضعة عقود من الزمن.
وما يثير الاستغراب، هو أن حصيلة ضحايا الإنفلونزا الموسمية ظلت مرتفعة في العالم رغم وجود لقاحات مضادة للمرض منذ ثمانية عقود.
وتشير تقديرات العلماء، إلى أن اللقاحات المتاحة حاليا ضد الإنفلونزا الموسمية في الوقت الحالي لا تتمتع بنجاعة كبيرة.
ويحتاج الإنسان إلى أخذ لقاح ضد الإنفلونزا في كل موسم، لكن النجاعة لا تصل إلا لنسبة تتراوح بين 40 و60 في المئة، وفي بعض الأعوام، قد تكون أقل من 10 في المئة.
وكتبت "نيويورك تايمز"، أن جيلا جديدا من اللقاحات المضادة للإنفلونزا الموسمية قد يظهر خلال السنوات القليلة القادمة، وذلك بفضل التقدم الذي جرى إحرازه في تقنية الحمض النووي الريبوزي.
وفي اللقاحات التي تعتمد على الحمض النووي الريبوزي، يجري استخدام الأحماض من أجل تحفيز الخلايا حتى تقوم بصناعة ما يشبه جزءا من الفيروس، وعندئذ، يستجيب الجسم الجسم فيقوم بإنتاج أجسام مضادة وخلايا جهاز مناعة خاصة.
وساعدت تقنية الحمض النووي الريبوزي على تحصين مئات الملايين من البشر ضد فيروس كورونا المستجد الذي ظهر أواخر 2019 ثم تحول إلى وباء عالمي شرس.
ويرجح العلماء أن تؤدي اللقاحات المطورة بتقنية الحمض النووي الريبوزي إلى تحقيق مناعة أكبر في الجسم ضد الإنفلونزا الموسمية.
وإلى غاية الآن، قالت شركة التقنية الحيوية "موديرنا"، إلى جانب شركة "سانوفي" الفرنسية، في الصيف الماضي، إنهما بدأتا تجارب من أجل إنتاج لقاحات مضادة للإنفلونزا الموسمية عن طريق الحمض النووي الريبوزي.
وطورت شركة "موديرنا" أحد اللقاحات التي اعتمدت تقنية الحمض النووي الريبوزي لأجل تطويق فيروس كورونا المستجد.
أما شركتا "فايزر" و"بيونتك" اللتان طورتا لقاحا آخر بتقنية الحمض النووي الريبوزي، فأعلنتا في الشهر الماضي، إجراء تجارب لأجل تطوير لقاح ضد الإنفلونزا الموسمية بالطريقة نفسها.
وعقب إجراء تجارب وسط الحيوانات، ظهر أن لقاحات الإنفلونزا المطورة بتقنية الحمض النووي الريبوزي، أدت إلى الحصول على مناعة أعلى ضد الفيروسات، فيما جرى تحفيز أجسام مضادة وتدريب خلايا المناعة على مهاجمة الخلايا المصابة.