مع ان الفارق بينهما كبير ولكن وعلى غِرَار مذكرات رئيس الوزراء الأردني الأسبق فايز الطراونة بين عهدين والذي لم ولن اشاهد منه الا العنوان..
لو كنت من بين المؤثرين على الزميل ليث شبيلات لأَقَنَّعْته بكتابة سيرتة الذاتية وتحت عنوان بين جيلين..او نرجسية ليث اسكتت المُخَضْرَمين !!!
نعم قد يقول قائل دعك من المهندس ليث فقد اصبح نرجسيا اكثر من اللازم ،فقد عارض كل من حوله ولم يبقى له صاحب حتى وصل به الامر بان يعارض نفسه ،
عارض اليسار بعد أن دعموه ظناً منهم انه سيكون الغطاء الحامي لهم وخصوصا في مرحلة ما قبل الانفتاح الحكومي على الاحزاب ، وعارض الاسلاميين وبقوة بعد ان جعَلوا منهُ نقيبا للمهندسين لا بل طعن في رجولتهم ذات يوم ،عارض المعارضة والموالاة والاغلبية الصامتة و كل السياسيين حين تركوه وحيدا كما يقول ....
معارضة ابو فرحان باتت سمة واضحة لاينكرها أحد ، ففي الوقت الذي ينظر اليه محبوه بعين التكبير والتبجيل والاحترام ، ويعتبرونه مدرسة في المعارضة الوطنية في عالمنا الثالث ، فقد رأى بعض منتقديه أنه نرجسي لحد الجنون وانه صاحب شذوذات وشطحات خالف فيها القوانين والانظمة التي تسير عليها الاعراف السياسية ، فمن ينكر ان السياسة خبث وكر وفر ومجاملات وشلليات فهو واهم ، وقد يقول البعض أن ليث اول من ركب موجها ثم اعتزل وانقلب على الجميع فلا بحق له أن يتحدث عنهم كما شاء فلكل شيخ طريقتة في التعاطي مع المشهد وعليه أن لا يلزم بها احد ..
نقيب النقباء كما يحب الزميل ليث ان ندعوه (او النرجسي المشاكس ) كما يحلو للبعض أن ينادية ،عاصر نهج الملك الحسين رحمة الله وكان سياسيا ونقابيا شرسا ولا ننكر ذلك ، وما حادثة اخراج المرحوم الحسين له من السجن الا شاهد على اتزان الحكم في الاردن وانه لا يوجد في قاموس الهاشميين ما يسمى بفكرة الاغتيال السياسي نهائيا وهذا يسجل لهم دون سواهم في وطننا العربي،
وكذلك عاصر عهدالملك عبد الله كمتابعا وناقدا ومرشدأ ، لا بل وصيا على الاخرين بسبب صمتهم ، يصمت ثم يتحرك دون ميعاد ، يعتزل ثم يعود ثم يعتزل ثم يثوروبعدها يفجر كل ما هو حوله( ماعنده هدنة او لحية ممشطة ) ، يقول انه قد مل السياسة والسياسيين ولا يريد الان الى الوطن وحسن الخاتمة ..
بعث لي على الخاص قبل اسبوع اخر تسجيلاته وكانت تتحدث عن حالة الظل والشمس التي يمتاز بها بعض من عاصرهم من السياسيين ان حق لي ان اسميها كذلك ..
تحدث عن جلسات وتوافقات ومبادرات جمعتة مع طاهر المصري واحمد عبيدات وزيد الرفاعي وعبد الرؤوف الروابدة وعون الخصاونة مع احترامي لهم جميعا واهم ما قال فيهم أن اصحاب الدولة وعرابين السياسة وخصوصا المُخَضْرَمين منهم ،لا يروق لهم المشهد السياسي الحالي ولكنهم خذلوه في التصدي لذلك..فانقلب عليهم جميعا دون هوادة فالوطن اكبر من الجميع ولا مجاملات على تراب الوطن حتى من اقرب المقربين ..
في الختام لا ينكر عاقل أن ليث شبيلات وطني محب للاردن والاردنيين نختلف او نتفق معه فيما يطرح فهذا امر طبيعي، فحاله ليست كاصحاب اللايفات النارية وجمع اللايكات وما التائبون منهم والعائدون الى حضن الوطن عنا ببعيد، ولا ننكر كذلك أن سياسة الهاشميين مع المعارضين قديما وحديثا زادتهم احتراما حتى اصبح جل المعارضين موالاة واصحاب مناصب في الدولة ، وكذلك لا ننكر قدرة الاجهزة الامنية في احتواء المشهد مع أن (الدلال) التي تفرد به ابو فرحان دون غيرة له دلالات كثيرة فمهما علا سقفه ومهما تحدث لسانه يبقى مقبولا فلم يطالب يوما ما باسقاط النظام او انهيار الدولة ،كما فعل جل معارضين ربيعنا العربي ، ومن لهم اجندات خارجية ..
اما على الصعيد الشخصي فعلاقتي بنقيبنا الاسبق فهي جيدة جدا واخاف ان اصبح اكثر منه نرجسية في الشأن النقابي ذات يوم وخصوصا عند مشاهدتي للاعبين الجدد نقابيا
المهندس مدحت الخطيب كاتب ونقابي أردني