الكاتب الصحفي زياد البطاينه - كثيرٌ من الناس يداهمهم النسيانُ في سن مبكرة، حتى أنَّ بعضهم ينسى نفسه، ويعيشُ حالةً من الوهم والخيال أقرب ماتكون إلى الجنون، خاصةً عندما تترافق هذه الحالة مع داء العظمة الذي يتحول مع مرور الزمن إلى جنون العظمة
إذ إنَّ هؤلاء المرضى يشكلون خطراً كبيراً على المجتمع، لا لأنهم لم يلتحقوا بمستشفى الأمراض العقلية حيث يجب أن يكونوا وحيث موقعهم الطبيعي بل لأنهم غالباً مايتبؤون أماكن هامة في المجتمع أوصلتهم إليها ظروف غير طبيعية تلعبُ فيها الوساطات والمحسوبيات دوراً كبيراً في انتقاء أشخاص غير أكفياء لإدارات ومناصب حساسة تتطلبُ عقولاً نيّرة وقلوباً كبيرة وأيادٍ نظيفة، وإرادات قوية هدفها النجاح والتطوير
فإن أهم أسباب جنون العظمة هو نسيان المصاب لنفسه عندما ينتقل من وضع إلى وضع آخر، ومن بيئة إلى أخرى، ومن مناخٍ إلى مناخ لا تتحمل رئتاه هواءه، ولاعيناه شمسه، ولا قدماه أرضه، وباعتبار أن التغير المفاجئ كالموت المفاجئ الأول يذهب بالعقل والثاني بالحياة فإنَّ غيابَ اللباقة والأدب والاحترام وانعدام التواضع أمرٌ متوقع من صغار النفوس الذين لاتزيدهم المناصب إلا صغراً وضعفاً وهزالاً، ورحم الله من قال: احذروا صولة اللئيم إذا شبع والكريم إذا جاع.
ان النسيان لكلّ شيء أمرٌ طبيعي وعادي سواء أكان مبكراً أم متأخراً، أما نسيان النفس وحجمها ومكوناتها والبيئة الحاضنة لها فأمرٌ في منتهى الخطورة، علماً أنَّ الأصالة والمروءة والكرامة تقتضي ألا ينفصل الإنسان عن ذاته ومجتمعه وينسى نفسه بمجرد جلوسه على كرسي لو دام لغيره لما جلس عليه
نعم ثمَّة نماذج بشرية في الحياة ، تتفوق على الشياطين ، بما تمارسه كل من فنون الدس والنميمة والنصب والاحتيال وطق الحنك ـ والكذب والرياء والادعاء لذاتها بما ليس فيها ولا تملكه ، ولا يمكن أن يتحلى به البعض...... قال لي الوزير قال الامين.... قال الرئيس.... حكى القايد لي شخصيا حكيت مع الوزير الخ. وهو لاشاف الوزير ولا الوزير سمع عنه
تراه بربطات عنق وبدلات رسمية أو بنظارات / ريبان / من كل الألوان ولاب وتلفون ولكل بنطال وحذاء نظارة بس قبه القميص صدقوني مصديه وبنطلونه مدعلك تقول فابت ........محل
وغالباً ما تتوهم هذه النماذج العظمة في ذاتها ، العظمة التي اكتسبتها من مجالسة المسؤولين حتى لو كانوا من عامة المسؤولين
ومن تلك النماذج ما تدعي أيضاً ، أنها عالمة ببواطن الأمور وخفاياها ، وانها على علاقة وثيقة مع كل ذي جاه أو منصب أو موقع حتى لو كان بس سلم عليها او اختلس جمله من على لسانها بجلسه او عالتلفاز، و يحلف يمين في الصباح تفطر مع مسؤول وعند الظهيرة تناول الغداء مع آخر ، وأما العشاء فمع شخصية قيادية ذات مستوى عال؟؟
وكل ذلك ، كي يعطي لذاته أهمية ، أو حضوراً في الحياة ، أو ليلفت الانتباه إليه وهو عالرف او عالدكه ، أو ليذكِّرَ الناس بوجوده – كونه مجهري لا يرى بالعين المجردة – أو ليتمكن من تحقيق مكاسب شخصية وامتيازات ذاتية ، من خلال الكذب على المواطنين المساكين ، الذين قد يصدقونه للوهلة الأولى أو يبهرون بحديثه او بكرسيه وإكسسواراته... وهات تلميع
و ، في الليل ، عندما يخلدهذا الاتموذج إلى ذاته ، يبكي حتى بزوغ الشمس ، لأنه يعرف أكثر من غيره حقيقته ، وأنه كالطبل ليس غير ، فهي مثله تماما تصدر ضجيجا ولكنها خاوية ، أو بتعبير أدق إمعَّة / كالإمعات
تلك النماذج البشرية التي تتفوق على الشياطين بأفعالها وسلوكها وادعاءاتها ، سرعان ما تُكشف عندما تواجه بالحقيقة ، الحقيقة التي تعري المنافقين والمدعين وذوي النفوس المرائية ، وتسقط عنهم ورقة التوت التي يتســــــترون بها ، ولكنها لا تسترهم
يا صاحبنا صحيح انك اهبل لانك مادريت ان مقياس الذكاء ان تميز بين الابيض والاسود وانه ماعاد سذج بهالدنيا ولا حتى طيبين بهالزمن المر ... اللي لاشغله ولاعمله غير فلان اجا فلان راح مثل الوزارات والنت والفيس ماخلوا شي الا جابوه وعروه والخبر بصل قبل نشره و صار الصغير يلعب بالنت والفايبر والوايتسب وعاللاب وكل شئ مبين... وراس مال التاجر امانته وراس مال الرجل صدقه وتواضعه وطيبته وكرمه والاهم معرفه حجمه