فتحت عمان قلبها قبل ذراعيها في شباط العام الماضي، لاستقبال سمو الأمير تميم أمير دولة قطر، الذي حلّ ضيفا عزيزا، على أخيه الملك عبد الله الثاني.
وها هي الدوحة تفتح قلبها وذراعيها لاستقبال ملكنا وملكتنا.
وبدون أية ذرة مبالغة أقول، ما يعرفه العالم كله، إن الأردن وقطر رقمان صعبان.
وإن القمم الأردنية القطرية مرقوبة ومطلوبة، لأنها، علاوة على إسهامها في تعزيز العلاقات الثنائية، تصب بكل تأكيد في مصلحة أمتنا، وتدعم الحقوق الفلسطينية المشروعة، وتسهم في دعم الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، في ظروف استهداف هي من أخطر ما مر على القدس والقضية الفلسطينية.
وبلا مبالغة أقول إن قطر تنهض وتتقدم، تعليميا ورياضيا وصحيا واقتصاديا وعمرانيا، نهضة تتسم بالضخامة والفخامة والجمال الآسر والذوق الرفيع.
وتماثلنا قطر في الروح القومية المجيدة التي يحدثنا عنها الأردنيون العاملون في قطر وهم يزيدون على 50 الفا.
وقد لفت انتباهي أن كل الأردنيين الذين التقيتهم في الدوحة، يحبون القطريين شعبا وأميرا، لانهم يَلقَون فيها معاملة عادلة متساوية، وعناية طبية فائقة الجودة بكلفة رمزية، ويحظون في قطر بتعليم مجاني في المدارس الحكومية المتميزة.
يفرح العربي الذي يزور قطر، لأن دولة عربية تحقق تقدما بارزا في جودة التعليم، الذي تنفق عليه قطر 6 مليارات دولار سنويا، وتحتل فيه المرتبة الأولى عربيا والرابعة عالميا، من بين 145 دولة، بعد سنغافورة وسويسرا وفنلندا. وأمام أميركا 18. وألمانيا 20. وفرنسا 22. واليابان 31. واسبانيا 47.
مكانة ملكنا وبلادنا، عالية جدا لدى اشقائنا القطريين، الذين يتغنون بالأردن سياحة وآثارا وطقسا وشقيقا، ويواظبون على زيارة بلادنا والدراسة والاستثمار فيها.
ومكانة سمو أمير قطر ومكانة بلاده عالية جدا لدى الأردنيين، الذين تلفت نظرهم بقوة، محبة الشعب القطري لزعيمه المتواضع المحب لشعبه. ويجدر أن أحيي الشيخ سعود بن ناصر آل ثاني سفير دولة قطر، الذي تغلغل بسرعة بالغة في ثنايا الأردن السياسي والاجتماعي والاقتصادي. فلا حواجز أمام العربي الأصيل في بلاد العروبة الأصيلة.