زاد الاردن الاخباري -
عرض أكاديمي يحاضر في علم الأعصاب، ما وصفه بأنه الطريق الأقصر للخروج من حالات التوتر والاجهاد التي أضحت سمة حياتية في مرحلة جائحة كورونا وما يعقبها. ويقول الدكتور داميان هولسينغر، المحاضر في علم الأعصاب بجامعة سيدني، إن الإجهاد الشائع كمشهد يومي في مختلف المجتمعات، يضعنا في حالة تتوتر دائمة، ويجعلنا نشعر بالقلق، ويؤثر على صحتنا على المدى الطويل. ورغم ذلك يمكن تحسين الطريقة التي نستجيب بها للتوتر في غضون يومين فقط. ويحدد السر العلاجي في العصب المبهم، الذي يبدأ من قلب الدماغ، ويمتد إلى القناة الهضمية ويعرف باسم عصب العناية بالجسم.
كيف يعمل العصب المبهم؟
ينقل موقع “وا تودي” الأسري عن الدكتور هولسينغر، قوله “إن العصب المبهم هو المكون الرئيس للجهاز العصبي السمبتاوي، وهو المسؤول عن الراحة لدينا. وعندما نشعر بالتوتر، يتم تنشيط النظام العصبي الودي الذي يضعنا في وضع القتال أو الهروب، لكن إذا تمكنا من تنشيط العصب المبهم لدينا، فسوف يهدئ كل شيء بشكل أسرع ويحافظ على أجسامنا في مأمن من التأثيرات البيولوجية للتوتر”.
ويضيف: “في حالات التوتر يتم إطلاق الكورتيزول باستمرار، وتؤدي المستويات المرتفعة منه إلى العديد من الالتهابات. لذلك نحن بحاجة للعودة إلى حالة الاسترخاء حتى يتوقف إطلاق الكورتيزول، والعصب المبهم هو المسؤول عن ذلك. ومن الممكن تدريب العصب المبهم على العمل بشكل أسرع وتنظيم الاستجابة للضغط بشكل أفضل، عن طريق تغذية المحفزات الصحيحة له.
طرق التحفيز
ويعرض هولسينغر ثلاثة طرق سهلة لتحفيز العصب المبهم. ويشرح كيف أن التنفس العميق بصورة صحيحة يعمل على خفض مستويات الكورتيزول على الفور، ويؤكد أن تنشيط العصب المبهم يحتاج لأن تتنفسي بعمق لمدة خمس ثوانٍ من خلال الأنف، يليها عشر ثوانٍ من خلال الفم لعدة مرات وسوف تشعرين بتحسن كبير.
وهناك طريقة أخرى باستخدام الماء البارد
يقول الخبير الاسترالي إن رشق الجسم بالماء البارد لثوان في نهاية الاستحمام، أو غمر وجهك في وعاء من الماء البارد لمدة 10 ثوانٍ، أو استخدام مكعب ثلج ملفوف في منديل للضغط على الجانب الأيمن من الوجه لثوان يمكن أن يعمل على تحفيز العصب المبهم. كما يشير إلى النظر للمدى المفتوح، واصفا إياه بأن له فعل المعجزات.
ولذلك نشعر بالراحة حين نكون على الشاطيء، كما يقول. فنحن نحتاج إلى مدى مفتوح لتهدئة نظامنا العصبي، وهو أمر لا نحصل عليه ونحن محاصرون في منازلنا. والحل يمكن أن يكون بسيطا، وهو الوقوف في أي مكان مفتوح على المدى الواسع، مثل النظر بعيدا حتى نهاية الشارع. أو الوقوف في جانب من الحديقة وتسريح النظر حتى نهاية الجانب الآخر.
ويخلص الأكاديمي المتخصص في علم الأعصاب إلى أنكِ إذا التزمتِ بتنشيط العصب المبهم أكثر من مرة خلال النهار، فسوف تشعرين بالتحسن في غضون يومين فقط، وكلما كررت فعل ذلك، زادت الحالة التي تشعرين فيها بالتحسن. لكنه ينبه إلى حاجتكِ للاسترخاء قليلا بعد ذلك، وعدم الانتقال فورا إلى تلك المهام أو الأخبار التي تزعجك.