زاد الاردن الاخباري -
ساعات من الحرب الأهلية عاشها اللبنانيون اليوم. قنص موجه، قتل عمد، ردّ ناري والنتيجة عشرات القتلى والجرحى، قبل أن يهدأ الوضع ويبدأ الترقب فيما إن كان هناك جولة ثانية من اشتباكات "الأخوة الأعداء".
أعلن وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي عن سقوط 7 قتلى و30 جريحاً، فمن المصابين من هم حالتهم حرجة ومنهم من سيفرض عليه العيش بعاهة طيلة العمر.
رحيل وحيد والديه
مصطفى زبيب وحيد والديه على شقيقة، واحد ممن فارقوا الحياة اليوم، هو الذي كان متحمساً للمشاركة في الاعتصام، في الأمس نشر صورة الرئيس نبيه بري على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مرفقة بعبارة "في الحرب والسلم بايعناك"، كاتباً "رهن الإشارة" ليدفع حياته اليوم بعدما أصيب كما قال قريبه مختار بلدة النميرية "بطلقة قاتلة، نقل على إثرها إلى مستشفى الساحل حيث أعلن الأطباء نهاية رحلته على الأرض"، مضيفاً "هو الذي سبق أن ارتبط بفتاة وكان والداه ينتظران زفه الى عروسه، وإذ بهما يفجعان بخبر رحيله، وبأن غداً سيجبران على زفه إلى مثواه الأخير".
كان مصطفى "يعمل مع عمه في الصوتيات، عمل من أجل تأمين مستقبله، وإذ بكل شيء ينتهي بسبب طلقة غادرة خطفته وقلبت حياة عائلته إلى جحيم"، قال المختار موضحاً: "نحن ضد القاضي بيطار كونه أثبت أنه مسيس، مع العلم أن مصطفى شقيق جريح في انفجار المرفأ لكن نطلب تحقيقاً شفافاً، عادلاً ونزيهاً".
خسارة والد لطفلين
كما دفع حسن مشيك حياته خلال اعتصام اليوم، هو كما قال قريبه حسين مشيك "مناصر لحركة أمل، شاب عشريني والد لطفلين، ابن بلدة رميتا من سكان حي السلم صحراء الشويفات، كان يعمل سائق فان ليعيل عائلته. أراد حسن تلبية النداء، فما كان من يد الغدر إلا أن أزهقت روحه حيث أصيب برصاصة في رأسه وهو الآن في مستشفى الساحل قبل نقل جثمانه ليوارى في الثرى في بلدته. أي ذنب ارتكبه حتى تطلق النار عليه، هل لأنه أراد إيصال صوته، ماذا سنخبر طفليه والدكما غدر على يد أناس لا ترحم"؟!
فقدان الوالدة لخمسة أبناء
من القتلى والجرحى من لا علاقة لهم بالاشتباك، دفعوا حياتهم بدم بارد، منهم مريم فرحات التي ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بخبر موتها، هي الوالدة لخمسة أطفال، كانت في منزلها حين بدأ تبادل إطلاق النار، لتسقط أرضاً لافظة آخر أنفاسها، كما تداولت وسائل التواصل أن ابنتها الصغيرة كانت في طريق عودتها من المدرسة الى منزلها فاضطروا إلى إنزالها بعيداً عن بيتها كي لا تصدم بمشهد دماء والدتها قبل معرفتها أنها رحلت إلى الأبد ولن تغمرها بعطفها وحنانها بعد اليوم بسبب السلاح المتفلت المنتشر في لبنان.