زاد الاردن الاخباري -
ليست أفكار “اسميك كيسنجر” هي بداية أفكار وتصورات الوطن البديل والحل النهائي لوجود فلسطين , فالمراد قتلها وهرسها وتذويبها بالأسيد وسحن عظامها و ذروها في الهواء.
مرّ الوقت و أنا “اتملى” من صورة اسميك, لا أدري أين رأيت هذه السحنة, ليست غريبة على منظومتي البصرية, لقد التقطها سابقا, ولما لا, لقد مرت حكاوي مشابهة, كنت قد رأيت رجلا مع بعض المعارف ” الواصلة” لكل شيء إلا لمعرفة الله, ظننته يجهد للحصول على إعفاء طبي ,تفاجأت بصورته لا حقا تتصدر أخبار الفساد وعناوين النشرات الرسمية.
بالطبع ستهاجم الناس المفكر الجديد, الذي يريد تذوي فلسطين بالأردن بواسطة حبة مورفين, يهدف منها العروبة والقومية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه , باعتباره صاحب الدعوة ورب الفكرة, التي قد تكون لقنت له البارحة بعد منتصف الليل, فعندما تنفض سهرة الطاولة, تذٌيل البطاقات بإمضاءات الشلل , نعم واه , الشلل التي تعمل من بيننا على خدمة الكيان , والشلل منها ما يعرف ويعي كيف ينفذ المهمة ,ومنها ماكان خنجرا مغروسا سذاجته في قلب أمته , حتى وصلنا للمرحلة يخرج علينا بها المسوخ بحلول تاريخية لتكييف وجودنا وحقوقنا وماضينا ومستقبلنا مقابل كيان أشبه ما يكون بشركة علاقات عامة استعمارية .
فكرة تصفية فلسطين وما رافقها من طروحات ليست وليدة هذا الرأس المفلطح في الصورة , بل سنجدها كلما عدنا للخلف خطوات في تاريخ الاحتلال لفلسطين, هنا حري التذكير بخطة وزير الكيان إيغال آلون عقب حرب 67 , حيث طرحت فكرة تقسيم فلسطين بين الأردن و الكيان وإقامة دولة درزية في الجولان .
الخطة أو المشروع سمها ما شئت, لم تندمل بل ظلت في ركاب منفذيها تنمو حبة حبة في أجواء كارتيلات الفساد وإشغال الشعوب بلقمة عيشها, تصدق أو لا تصدق حتى ما عرف بالربيع العبري كان يصب في إخراجها إلى النور , لتصبح مطلبا من عملاء اشكره خبر.
المرة الثانية التي خرجت بها فكرة الوطن البديل بقوة أيضا , كانت عبر جيبورا إيلاند- مستشار الأمن القومي للكيان سابقا- و احد صناع القرار المؤثرين, حيث طرح مشروع تسوية “الصراع “مع الفلسطينيين , والمشروع عبارة عن دراسة أعدها لصالح مركز بيجن- السادات للدراسات الاستراتيجية تحت عنوان ” البدائل الإقليمية لفكرة دولتين لشعبين”
وكان الباحث المصري الاستراتيجي عمرو عمار قد ذكر في كتابه الاحتلال المدني بأنه تم الكشف عن المشروع عام 2009, ويطرح إيلاند أن مملكة الأردن هي دولة الفلسطينيين, و بوضعها الجديد ستتكون من ثلاثة أقاليم تضم الضفة الغربية والشرقية وغزة الكبرى التي ستأخذ جزءا من مصر.
ولم يعجز إيلاند عن طرح بديلين عن فكرة الوطن البديل بحسب عمرو عمار .
البديل الأول: تخلي الكيان عن معظم الأراضي التي يسيطر عليها آنذاك في الضفة الغربية, لإقامة دولة فلسطينية تنضم في اتحاد كونفدرالي مع الأردن.
البديل الثاني : تبادل للأراضي, ويشمل عدة دول , مصر, الكيان, الأردن , والفلسطينيين.
حتى ذلك الوقت وحسب ما طالعتنا الأخبار فقد رفض الأردن الحل رسميا على لسان الملك عبدالله الثاني ” لاحل للقضية الفلسطينية على حساب الأردن” كما رفضه في حينه الرئيس الراحل حسني مبارك.
عموما هذا “السميك” لم يتحدث هيك من رأسه … فبعد أن قتلنا بعضنا البعض ليس مستغربا أن تفرز لنا المرحلة هكذا أشخاص … الأيام مقبلة و سنرى ….!!!