تثور في العراق، شقيقنا وشريكنا وعمقنا الإستراتيجي، تفاعلات، نجمت عن الإنتخابات التشريعية المبكرة، التي هي ثمار إنتفاضة تشرين 2019، التي قام بها شباب العراق العرب، رافعين الشعارات الوطنية البعيدة عن الطائفية: «لا أميركا ولا إيران، سنّة وشيعة إخوان». «نعود بوطن أو كفن». «العراق مذهبي». «نكون أو لا نكون». «لا طائفية ولا محاصصة». «إنتخابات مبكرة بإشراف دولي».
وكما اطاحت الإنتفاضة بحكومة عادل عبد المهدي المرتهنة إيرانيا، وجاءت بحكومة المحترم مصطفى الكاظمي، ذي الوجه العراقي الوطني المستقل، أطاحت الإنتخابات بالحشد الشعبي الولائي، وألحقت هزيمة مذلة بتحالف الفتح-هادي العامري، وعصائب أهل الحق-قيس الخزعلي، وتحالف النصر-حيدر العبادي... الخ).
فازت كتلة سائرون- بقيادة مقتدى الصدر بالمرتبة الاولى (73 مقعدا من أصل 329). تليها كتلة التقدم السنّية-محمد الحلبوسي 38 مقعدا، علما أن مقاعدها هبطت في حزام بغداد من 20 إلى 5 مقاعد !!، تليهما كتلة دولة القانون-نوري المالكي 34 مقعدا، ثم التحالف الكردستاني- مسعود البرزاني بـ 32 مقعدا.
ما يجري في الجوار العراقي يؤثر علينا تأثيرا مباشرا. مما يستدعي تبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود. فالعديد من الاتفاقيات الثنائية الاقتصادية قد تم توقيعها، والعديد من الشركات الأردنية تتهيأ للسوق العراقي.
ومن يتابع تصريحات «أيتام إيران» في العراق، الذين يرتبطون بالولي الفقيه، ارتباطات نفعية وطائفية، ومن يتابع المحللين السياسيين العراقيين الوازنين، كالدكتور حميد عبدالله والدكتور محمد السيد محسن والأستاذ نجم الربيعي، يضع يده على قلبه من ردة فعل المهزومين، الذين خسروا البرلمان، لكنهم عمليا، هم الميليشيات المسلحة المسيطرة على الأرض.
شهدت الانتخابات مقاطعة كبيرة، عقابا للطبقة السياسية الفاسدة، وتذكر بعض التقديرات أن آلاف أوراق إنتخاب كانت ممهورة بعلامة (×).
ويجدر أن نتوقف عند دعوات المهزومين إلى احتلال الشوارع، رفضا عنيفا لنتائج الانتخابات، فليست المنطقة ولا العراق الحبيب، بحاجة إلى الصراعات. فنحن في العراق والإقليم، بحاجة إلى الاستقرار أساس الإزدهار، وإلى أبسط المتطلبات: الماء والكهرباء.
ويا عراق، ويا أمتنا، أمامنا وخلفنا إسرائيل وايران:
وسوى الروم، خلف ظهرك رومُ،
فعلى أي جانبيك تميلُ. (المتنبي).