زاد الاردن الاخباري -
رعى رئيس مجلس إدارة شركة البوتاس العربية، المهندس شحادة أبو هديب ندوة بعنوان "العلاقات الأردنية العراقية وآفاق ومجالات التعاون الأردني العراقي وأهمية زيارة وفد مجلس النواب الأردني للعراق وأثرها على اقتصاد البلدين الشقيقين" والتي نظمتها جمعية عَون الثقافية الوطنية بالتعاون مع غرفتي صناعة الأردن وعمان.
واستعرض المهندس أبو هديب في الندوة التي تحدث فيها كل من سفير جمهورية العراق، حيدر منصور العذاري، وعضوي مجلس النواب كل من النائب الدكتور خير ابو صعيليك، والنائب عمر العياصره، العلاقات الثنائية بين الأردن والعراق، مؤكداً على أهمية دوام التنسيق والتعاون بين مسؤولي البلدين الذين لا غنى لأحدهما عن الآخر لاعتبارات كثيرة لعل من أهمها القيادة الحكيمة التي يتحلى بها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم وأخيه الرئيس العراقي برهم صالح وحرصهما على تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، إضافة إلى إرتباط البلدين بعلاقات تاريخية، حيث شكلت الامدادات النفطية التي يقدمها العراق للأردن بأسعار تفضيلية نقطة محورية في تجديد واستمرار هذه العلاقات ، كما احتضن الاردن على مدى السنوات الماضية الاف العراقيين الذين غادروا ديارهم بسبب اعمال العنف الطائفي.
و أشار المهندس أبو هديب إلى أهمية زيارة جلالة الملك للعراق وما تبعها من زيارات متبادلة بين مسؤولي البلدين على مستوى رؤساء الحكومات ومجالس النواب، لافتاً إلى العديد من المشاريع التنموية منها الاتفاق على انشاء المدينة الاقتصادية المشتركة هذا المشروع الذي يأتي في إطار مشاريع التعاون الثنائي بين الاردن والعراق يستهدف تعزيز التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية ويسهم في تحقيق التكامل في عدد من القطاعات التي ستعود بالنفع على الطرفين.
كما تطرق إلى القمة الثلاثية التي عقدت في بغداد وجمعت جلالة الملك عبد الله والرئيس المصري السيسي لتعزيز التعاون الإقتصادي والأمني.
من جانبه، استذكر السفير العراقي في الأردن، حيدر منصور العذاري، تاريخ العلاقات الأردنية العراقية وبدايتها في عام 1931 على يد المغفور لهما الملك عبدالله الأول ابن الحسين مؤسس الدولة الأردنية والملك فيصل الأول ابن الحسين مؤسس الدولة العراقية الحديثة، وذلك عندما تم توقيع معاهدة الصداقة في نفس العام، وتلاها في عام 1947 توقيع معاهدة الأخوة بين البلدين.
واستعرض السيد العذاري مراحل تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين العراق والأردن، موضحاً أن البلدين يعيشان حالياً عصراً ذهبياً في علاقاتهما وذلك يبرز من خلال الزيارات المستمرة ما بين بغداد وعمان واهمها زيارتي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين إلى بغداد في شهر حزيران وآب الماضيين، وبما تحمله هاتين الزيارتين من رسائل واضحة تتضمن اهتمام جلالته واهتمام الأردن الشقيق بالانفتاح على العراق، وفي المقابل الزيارتين التي قام بهما دولة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى ّعمان الأولى في شهر آب عام ٢٠٢٠ للمشاركة في اجتماعات قمة ّعمان الثلاثية والثانية خلال العام الحالي أيضا كانت رسالة واضحة من العراق إلى الأردن سعيا لتقوية العلاقات.
وأضاف السفير العذاري ان العلاقات بين العراق والأردن قائمة على التكامل، فكل من البلدين الشقيقين لديهما مكونات للتكامل الإقتصادي والتجاري والصناعي، ومن هنا تبرز أهمية الزيارات التي قامت بها وفود رسمية أردنية لبغداد ووفود رسمية عراقية إلى ّعمان. أهمية هذه اللقاءات كانت في ترسيخ وتوطيد العلاقات الثنائية، مشيراً إلى قرار السماح بدخول الشاحنات إلى أراضي البلدين بنظام ال door-to-door بعد ان كان بنظام ال back-to-back بسبب إجراءات جائحة كورونا.
ولفت إلى ترجمة الانفتاح الحاصل بين العراق والأردن إلى عدة مشاريع استراتيجية ضخمة كمشروع الربط الكهربائي ومشروع المنطقة الصناعية الحدودية حيث يعتبر هذا المشروع من المشاريع الإستراتيجية المهمة للصناعيين والتجار والمستثمرين في الجانبين العراقي والأردني، اضافة إلى مشروع أنبوب النفط الذي يربط ما بين البصرة والعقبة والذي شهد خطوات فعلية من قبل حكومتي البلدين، كما ان الحكومة العراقية استلمت عروضا من قبل الشركات المهتمة بمد الأنبوب وهي الآن في طور الدراسة. كما أشار بحديثه للزيارة الهامة التي قام بها وفد مجلس النواب الأردني للعراق.
في نهاية حديثه أكد السيد العذاري، حرص السفارة العراقية في ّعمان وسعيها الدائم لتنفيذ توجيهات القيادة السياسية في بغداد على ضرورة الإنفتاح الكامل مع الأردن الشقيق على جميع المستويات والعمل على إدامة زخم الزيارات الرسمية وإنجاحها ومتابعة مخرجاتها من خلال التنسيق عالي المستوى مع سفارة المملكة الأردنية الهاشمية في بغداد من جهة والجهات الحكومية العراقية والأردنية من جهة أخرى
من جانبه، قال النائب الدكتور خير أبو صعيليك، أن زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى العراق مرتين خلال الأشهر الماضية تؤكد بأن الخيار الأردني في التحالف مع العراق هو أولوية على أجندة صاحب القرار الأردني، مشيراً إلى أن الزيارة تأتي في إطار تمتين العلاقات التي تربط الشعبين والبلدين الشقيقين، مستعرضاً العلاقات التجارية والمشاريع الاقتصادية القائمة بين بين الأردن والعراق وفرص الاستثمار المتاحة التي تعزز بلا شك من تمتين العلاقات وتسهيل مهمة المستثمرين وتذليل كافة المعيقات بين الطرفين
وبين النائب عمر العياصرة أن على الدولة أن تجري مقاربة حول من يعيق التدفق الاقتصادي من العراق إلى الأردن، لافتاً إلى ضرورة أن تتسم السياسة الأردنية بالمرونة الخلاقة في التعامل مع المشهد العراقي، مشددا على أن عودة العراق إلى الحضن العربي هام ويعيد المشهد إلى حالة الاتزان.
بينما أشار السيد اسعد ابراهيم ناجي العزام رئيس الهيئة الإدارية إلى أن جمعية عَون الثقافية الوطنية تعقد هذه الندوة الهامة ذات الصلة بالمسار العربي الذي يعنى بتوثيق دور قادة الدول العربية وشعوبها بدعم القضايا العربية والتضامن فيما بينها، وتأتي هذه الندوة باكورة اللقاءات مع ممثلي البعثات الدبلوماسية العربية في الأردن.
وكان عضو الهيئة الاستشارية والتوجيهية في جمعية عون الثقافية الوطنية، المهندس زيادة بهجت الحمصي قد ألقى كلمة أكد فيها على أهمية التضامن العربي والتعاون مع المحيط الإقليمي والدولي ضمن مسارات مشرعها الوطني منها المسار العربي. كما تقف عَون مع الشعب الفلسطيني وتدعم قضيته العادلة.
وبين الحمصي، أن الحراك النيابي الأردني والذي جاء ليبني على حراك جلالة الملك عبدالله الثاني في المنطقة والعراق على وجه الخصوص، عكس وفقاً تأكيداً أردنياً عراقياً على متانة العلاقات التي تؤطرها الاتفاقيات الثنائية والتزام كل جانب تجاه الآخر لاعتبارات عديدة قديمة وحديثة أولها وآخرها وحدة الحال بين الدولتين الشقيقتين.
وشدد المهندس الحمصي على قدرة الأردن والعراق على التكامل عالية جداً، ليس فقط على صعيدي الاستثمار و التجارة، إنما أيضاً على كافة الأصعدة الثقافية والصحية والاجتماعية والاقتصادية، معرباً عن أمله في أن تكثف الدبلوماسية الأردنية والعراقية اللقاءات ضمن خطة عمل تنفيذية ومؤشرات ومستهدفات لرفع مستوى العلاقات المتبادلة وتمتينها بشكل أكبر، والمساهمة بشكل كبير في تذليل أي عقبة تحول دون تنميتها إلى أبعد حد.
بدوره، قال مندوب غرفتي صناعة الأردن وعمّان ، عبد الحكيم ظاظا، إن العلاقات بين الأردن والعراق تشهد تطورا ملحوظا في ظل الاتفاقيات لتجارية والمشروعات المشتركة، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي (500) مليون دينار خلال العام الماضي، معرباً عن أمله في أن تزداد هذه القيمة في ظل القرارات الحكومية الأخيرة الخاصة بتسهيل عملية النقل للبضائع بين البلدين وتوقيع مذكرة تفاهم بين غرفة تجارة الأردن وغرفة تجارة بغداد، اضافة الى تكثيف المباحثات واللقاءات بين الجانبين على الصعيد الحكومي والقطاع الخاص، وكذلك على الصعيد التشريعي ومن هنا تأتي اهمية زيارة رئيس واعضاء مجلس النواب الأردني للعراق الشقيق، حيث ستسهم هذه الزيارة في اعطاء دفعة قوية للتعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين.
وفي نهاية الندوة قام المهندس شحاده ابو هديب راعي الندوة والسيد اسعد العزام رئيس الهيئة الإدارية بتكريم الضيوف المتحدثين بالندوة.