زاد الاردن الاخباري -
كشف القبطان المصري رامي عبد العزيز، وهو أحد أهم المشاركين في تدمير مدمرة إيلات الإسرائيلية، عن العملية بعد نكسة يونيو.
وقال القبطان المصري، في تصريح نقلته RT إنه: "تم إغراق المدمرة إيلات بعد نكسة يونيو بخمسة أشهر ولك أن تتخيل كيف كانت القوات المسلحة بعد هذه النكسة وهذه الضربة الصاعقه لأكبر وحدات البحرية الإسرائيلية، فقد حققت نجاحا مذهلا أدت إلى ارتفاع الروح المعنوية للقوات المسلحة وأدت إلى استعادة الروح القتالية".
وعن تفاصيل العملية أضاف عبد العزيز، أنه "تم تكليف قوات الضفادع البشرية في 5 فبراير 1970 باقتحام ميناء إيلات لتدمير سفينة إنزال الدبابات (بيت شيفع) وسفينة القوات الخاصة (بات يام) وتم اقتحام الميناء بعدد 2 مجموعة ضفادع المرحوم عمرو البتانوني وزميله علي أبو ريشة لمهاجمة بيت شيفع والمجموعة الثانية رامي عبد العزيز.
وتابع القبطان: أن "ضابط العمليات الخاصة، وهو أول ضفدع بشري في التاريخ يقوم بمفرده بالغطس، وتلغيم وتدمير هدف بحري في قلب إسرائيل، وهو من فجر سفينة (بات يام) ناقلة قوات الكوماندوز الإسرائيلية يوم 5 فبراير 1970، التي أدت إلى تدمير أهم السفن الحربية وإصابة الميناء العسكري ووفاة أكثر من 60 إسرائيليا وإصابة المئات".
وعن تفاصيل العملية قال القبطان: "تحركنا من الإسكندرية بمعداتنا إلى العراق، حيث استقبلنا أعضاء من منظمة (فتح) الفلسطينية ومعنا محمود عثمان من المخابرات المصرية وإبراهيم الدخاخني، ومنها سافرنا برا إلى عمّان في الأردن، حيث قمنا بالمبيت لليلة واحدة قمنا خلالها بتجهيز الألغام (لغم مع كل فرد) والمعدات وانتقلنا إلى ميناء العقبة حيث استقبلنا ضابط أردني برتبة رائد تطوع للعمل معنا، اسمه مطلق حمدان لأن المنطقة كلها هناك كانت مغلقة عسكريا، فكان من الضروري أن نحصل على معاونة من أحد أفراد القوات المسلحة الأردنية، وبدون إبلاغ السلطات الأردنية حتى لا نضعها في مسؤولية، وقمنا بالتجهيز النهائي ونزلنا الماء بالفعل في الساعة الثامنة والثلث مساء 5 فبراير 1970 بدون عوامة، لأنها كانت تحتاج لتجهيزات خاصة، واعتمدنا على السباحة والغطس، وصلنا في منتصف الليل تماما إلى ميناء إيلات بعد السباحة والغطس لنحو 5.5 ميل بحري وفي الساعة 21 وعشرين دقيقة كنا في المياه المظلمة، من تحت الشباك، وقررت بعد أن وجد زميل الرقيب محمد فتحي عنده مشكلة فتم اتخاذ قرار بعودته إلى نقطة الإنزال في العقبة، وأكملت المهمة بدونه.
وتابع عبد العزيز: "وكان أول مرة يقوم ضفدع بشري بالعوم وحمل الألغام وأسطوانات الأكسجين منفردا، وقررت إكمال المهمة والهجوم على (بات يم)، وعندما وصلت إلى قاع السفينة وجدت عائقا لم يكن في الحسبان، كان مليئا بالأعشاب البحرية والقواقع وكان لابد أن أزيل هذه الأعشاب فمع وجودها لا يمكن تثبيت اللغم بالمغناطيس وسحبت الخنجر وبدأت عملية التنظيف وفعلا بدأت بتثبيت اللغم ثم ضبطت ساعة التفجير لينفجر اللغم بعد ساعتين من تثبيته أي في الساعة 2.30 صباح يوم 6 فبراير عام 1970.
وأردف القبطان: "في المياه كانت المسافة إلى إيلات من العقبة 4 ساعات، وعند الموقع كشافات كأن الدنيا نهار، وقرأت آية "وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون"، وتعجبت كيف لم ترني الدوريات الإسرائيلية، والطبيعي أنهم كانوا كشفوني، ولم يحدث ذلك".
وأضاف عبد العزيز: "كانوا يعرفون أننا نستهدف السفينتين، ودخلت بتوفيق من الله على الهدف مباشرة من أول مرة، والساعة 12 وكان العدو يضرب مفرقعات كل 10 دقائق وبالحسابات كانت كافية لتنفيذ المهمة والعودة، وقمت بالمرور من تحت الشبك، وكان الشبك عائقا حتى 17 مترا ولم يكونوا يتخيلون قدرتنا علي النزول للأعماق، وكانت الإضاءة قد سببت انشراحا للنفس وجعلت تنفيذ العملية أسهل من التدريب الذي يتم في مياه عكرة مظلمة، وقررت وضع المتفجرات في الموقع المحدد لغرفة المحركات، حتى اطمئن أن إصابة السفينة تخرجها عن الخدمة، ولم أشعر برهبة فأول ما تلمس قدمي المياه أنسى كل شيء إلا تدمير الهدف المحدد، والسبب التدريب والعقيدة وتوفيق الله".
وقال القبطان "كان اللغم معدا لقوة التدمير والوقود تحول نارا والمركب انفجر ثم انقلب، وأثناء الانسحاب وعلى مسافة 500 متر وجدت ضفادع بشرية فتخيلت أنهم الأعداء، إلا أني فوجئت بأنهما زميلاي البتانونى وأبو ريشة".
وأردف: "في الساعة الثانية والنصف، بدأت الانفجارات تدوي والنيران حولت خليج العقبة في قلب الليل إلى نهار وأصوات سيارات الإسعاف تدوي في إيلات وخرجت الدوريات الإسرائيلية للبحث عن منفذي الهجوم، وكانوا يبحثون في الشط ويلقون المتفجرات في البحر".
وختم القبطان المصري، قوله "فجأة في طريق العودة وجدت شخصا يعوم بجانبي، وتأكدت أنه تم إلقاء القبض علي، لكنه لم يكن إلا زميلي، ورغم تباعد مواقعنا اجتمعنا معا ووصلنا بنجاح إلى الشاطئ الأردني".